وصفة رئاسية للبنان المزدهر..
صاحب الفخامة العتيد، يجب أن يكون على مستوى طموحات اللبنانيين، حاملًا لواء الإصلاح متمتعًا بصفات إنقاذية ليس فيها نوايا التشفّي وليست عنوان غلبة فريق على فريق، وليس تاجرًا يخاف على مصالحه، أو جبانًا تهزّه عاصفة من هنا وتخيفه مواقف من هناك، أو طاووسًا يبدأ يومياته بالكيدية ويحكم بأفكار صبيانية ويتخذ مواقف متهورة
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
لبنان المزدهر لم يعد عنوانًا بعيد المنال بعد سقوط نظام الأسد المستبد، الذي تسبب بكل الويلات اللبنانية وهي تحتاج إلى مجلدات لتعدادها..
ففي 26 نيسان 2005 انسحب جيش الاحتلال السوري من لبنان وسلّم شعلة الوصاية إلى “حزب الله”، تاركًا لنا “خيراته ومدّخراته”، وتاركًا لنا سلاحًا إيرانيًا لا شرعيًا حاول تشريعه طيلة سنوات الاحتلال بالرينجر والشحّاطة وحثالة الحثالة من الضباط الظلاميين، الذين تركوا خلفهم تلامذة إيرانيين أشطر منهم في البلطجة على كل شيء، حتى على الدستور.. وحده رئيس المجلس النيابي حاول ويحاول التمايز لبنانيًا مغلبًا لبنانيته على المشروع الإيراني المدمِّر.
وعليه، حدد جلسة انتخاب رئاسية ليس فيها “أسد” يريد صديقه رئيسًا، ولا فيها “مرشد” يريد إيصال “الجبل” ليفتته في بعبدا..
فبعدما تسبب يحيى السنوار بمقتل حسن نصرالله، الذي عجّل سقوط النظام الأسدي، وهو من أبقاه رغمًا عن إرادة الثورة السورية عندما بدأ الربيع العربي وانطلقت الثورة السلمية، التي عادت وتعسكرت بفعل تدخل عوامل عدة، كان أهمها دخول “حزب الله” و”ظهور داعش” المبرِر لصمود نظام الأسد.
اليوم وقبيل الجلسة الرئاسية العتيدة، هناك مشهد جديد، المحور كلّه سقط، من غزة إلى لبنان وسوريا، وربما نشهد ضربة للحوثيين في اليمن وغيرها للفلول الإيرانية في العراق وغيرها في العمق الإيراني قبل التاسع من كانون الثاني 2025، الموعد المنتظر لانتخاب فخامة الرئيس.
وصاحب الفخامة العتيد، يجب أن يكون على مستوى طموحات اللبنانيين، حاملًا لواء الإصلاح متمتعًا بصفات إنقاذية ليس فيها نوايا التشفّي وليست عنوان غلبة فريق على فريق، وليس تاجرًا يخاف على مصالحه، أو جبانًا تهزّه عاصفة من هنا وتخيفه مواقف من هناك، أو طاووسًا يبدأ يومياته بالكيدية ويحكم بأفكار صبيانية ويتخذ مواقف ارتجالية متهورة.
صاحب الفخامة يجب أن يكون لينًا حتى لا يُكسَر، فهيمًا حتى لا يُستخف به، حكيمًا حتى لا تنقلنا مواقفه إلى صراعات تُعطِّل الولاية ولا تخدم البلاد، صارمًا في الاحتكام إلى المصلحة الوطنية التي يحكمها دستور البلاد.
صاحب الفخامة يجب أن يكون على مستوى الدستور اللبناني، حاملًا رايته، رافعًا الكتاب ولا شيء غير الكتاب..
صاحب الفخامة يجب أن يكون صاحب تجربة ناجحة في الإدارة، وإلا كيف يمكن أن يدير البلاد، يجب أن يأتي بصفر مشكلات مع الكتل النيابية الناخبة حتى ينطلق العهد بزخم يحاكي المرحلة.
وعليه، يتوجب على النواب الكِرام، اختيار الشخصية المتميزة المتمتعة بمثل هذه المواصفات، كما في الرئاسة كذلك في رئاسة الوزراء، كذلك في الحكومة العتيدة بوزرائها كافة..
المرحلة تتطلب نضوجاً وحكمة وتبصّراً ونقاء، وخبرة ونظافة كف، وعزماً وإصراراً ورصانة وعقلاً راجحاً..
مواضيع مماثلة للكاتب:
سقط نظام الأسد.. عاش لبنان.. | ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل | أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟ |