تهديدات إسرائيلية ضد إيران بعد سوريا واليمن.. وتوقعات بضربة كبرى قد تطال رأس النظام بعد أذرعه


خاص 18 كانون الأول, 2024

هل ستسقط إيران سريعاً كما يتوقع الأميركي والإسرائيلي أم أنّ رياح التسوية قد تلفح وجه المنطقة قبل ذلك؟ مع إعلان الخارجية الإيرانية بأنّ إيران على اتصال مع كافة أطراف الاتفاق النووي وأنه لا حاجة لوسيط


كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

بسرعة فائقة وغير متوقعة تتسارع الأحداث لتغير معها وجه منطقة الشرق الأوسط، فبعد حرب غزة والحرب على لبنان واتفاق وقف إطلاق النار توجهت الأنظار الى سوريا التي سقط نظامها بشكل دراماتيكي فاق التصور، لكن توقعات المرحلة المقبلة تستحق التفكر بها وبطريقة الانتقال السياسي والأمني فيها على وقع الأخبار عن انسحاب روسيا من قواعدها وخسارة إيران لوحدة ساحاتها التي عملت على ترتيبها لأكثر من ١٣ عاماً.
محطتان أساسيتان لا بدّ من متابعتهما بدقة بعد أن قامت إسرائيل بالدخول إلى مناطق حساسة في سوريا كمرتفعات الجولان وجبل الشيخ فيما عينها الآن على اليمن ومن بعدها إيران. فقد أعلنت إسرائيل عن استعدادها لشنّ هجوم على اليمن وسط إجماع كامل في المؤسسة الأمنية على ضرورة ذلك، وتظهر الأمر سريعاً بضرب وزارة الدفاع التابعة لـ”أنصار الله ” الحوثيين في صنعاء من قبل مقاتلات أميركية، وأيضاً عبر ما يصرح به مسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأنّ سلاح الجو يستعد لمهمة كبرى قد تحظى بدعم أميركي في إطار التصعيد ضد إيران، ويرى أنّ هناك فرصة سانحة لضرب المنشآت النووية الإيرانية. فهل تنفذ إسرائيل ما تتوعد به تجاه اليمن وإيران بعد أن نأت العراق بنفسها عن حرب الإسناد وتخوّفها من تمدد فكرة انهيار نظام الأسد اليها؟
كل ذلك يفتح جملة تساؤلات حول ملامح المرحلة المقبلة ومستقبل المنطقة بعد إضعاف أذرع إيران من حزب الله إلى سقوط نظام بشار الأسد وإضعاف الجماعات التابعة لها في سوريا والتحول السياسي والأمني في العراق. وأبرز التساؤلات هل أصبحت إيران وحيدة أم أنها حمت نفسها بتسوية سرية مع الولايات المتحدة كي تمضي قدماً في برنامجها النووي؟ وكيف سيكون شكل ومستقبل النفوذ الإيراني؟
يؤكد مصدر ديبلوماسي وخبير في الشؤون الإيرانية رفض الكشف عن إسمه لموقع “هنا لبنان” أنّ المنطقة على أبواب تغييرات جمة وخطيرة قبل موعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد الرئاسة قائلاً: “هناك شيء سيحصل وقد يكون ضربة إسرائيلية وشيكة لإيران لا سيما بعد إقدام إسرائيل على تغيير عقيدتها العسكرية وإدارك الجيش الاسرائيلي قدرته على القيام بحرب طويلة الأمد تؤدي إلى بسط نفوذه بشكل أوسع. ويشير المصدر إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد ساعد الإسرائيليين على التفرغ لضرب إيران متوقعاً أن لا تكون الضربة لمنشآت نفطية أو نووية بل للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي وكل الحرس الثوري على غرار ما حصل مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومع الحزب في مسألة البيجر وأجهزة اللاسلكي نظراً للتقدم التكنولوجي الكبير وعمليات الرصد الاستخباراتية والخرق الإسرائيلي بالعملاء.
ورأى المصدر أنّ إيران في مأزق كبير على المستوى الدولي وفي حال تلقيها لأي ضربة قد تقوم بحرب ضد إسرائيل أو العكس، فقد تقبل بخسارة كل مواقعها ونفوذها في المنطقة ويتجرع خامنئي السم كما فعل الإمام الخميني في الحرب العراقية الايرانية وأوقف الاقتتال لإنقاذ ما تبقى من إيران.
وحول استعمال الولايات المتحدة للقوة ضد إيران يذكر المصدر الديبلوماسي أنه في العام 1988 قامت القوات الأميركية بشن هجوم تحت اسم “فرس النبي” ضد الأسطول الإيراني والعديد من المنشآت النفطية رداً وثأراً لتلغيم إيران للخليج العربي أثناء الحرب الإيرانية العراقية وإصابة فرقاطة حربية بأضرار بالغة.
وفي ذلك الوقت اعتبر الرد الأميركي مدروساً بهدف إيصال رسالة إلى الإيرانيين بأنّ أي سلوك متهور سيكون له ثمن كبير وذلك لردع إيران عن شن مزيد من الاعتداءات وليس لاستفزازها. فهل سيستعمل دونالد ترامب القوة ضد إيران كما فعل سلفه رونالد ريغان؟ وكما قررت الولايات المتحدة في العام ٢٠٠١ إشعال الحرب في سبع دول في الشرق الأوسط، وقد اشتعلت الحرب فعلياً في ٦ دول كان آخرها سوريا ولم يبق سوى إيران.
مؤشرات عدة أيضاً تؤكد أنّ العقوبات الأميركية على إيران ستستأنف مع تسلم ترامب مقاليد الحكم وأنّ التغيير في إيران سيحصل قريباً وهذا ما عكسه منذ أيام كلام عضو مجلس الشيوخ الجمهوري تيد كروز خلال لقائه المعارضة الإيرانية إذ أكد أمامهم أنّ آية الله خامنئي في حال من الذعر لأنّ الإيرادات التي تصل إلى النظام من العائدات النفطية على وشك الاختفاء وأنّ وكلاء إيران من حماس إلى حزب الله وبشار الأسد قد انهاروا وأصبحت إيران ضعيفة وبلا أذرع، داعياً إلى تغيير النظام في إيران وإسقاط حكم الملالي، ومشيراً إلى أنّ التغيير آتٍ سريعاً عبر انتخابات ديمقراطية وحرة. فهل ستسقط إيران سريعاً كما يتوقع الأميركي والإسرائيلي أم أنّ رياح التسوية قد تلفح وجه المنطقة قبل ذلك، مع إعلان الخارجية الإيرانية بأنّ إيران على اتصال مع كافة أطراف الاتفاق النووي وأنه لا حاجة لوسيط؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us