هل يصحّ التضامن مع “الأبواق”!
لن نتضامن مع من قتلنا ونكّل بنا، فهؤلاء قطعاً لا يعرفون معنى الحرية! ولن نتضامن مع محور لا يعرف إلّا استباحة حقنا وصوتنا وحريتنا… من يغتال حريتنا يجب أن يحاسب! وقوس العدالة يجب ألا يرتهن لمن رفع السلاح أو هدد برفع السلاح بوجهنا!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
ليس دفاعاً عن “mtv”، وليس تحريضاً على الحرية. ولكن أسئلة مشروعة!
هل يحقّ لمحور هدر دماءنا، وتاجر بوطننا، وصادر رأينا، وزجّنا في حرب قتلت أرضنا قبل أن تقتلنا أن يتحدّث عن الحرية؟
هل يحق للأبواق التي تاجرت بنا واستباحت أمننا، وعرضنا، وحقنا بالاعتراض أن تنادي بالحرية؟
وهل الحرية تسمح لهم بقتلنا؟
هل يحق لنشطاء الحزب أن يجاهروا بالتحريض على التنكيل بنا، على تحويلنا إلى جثث وعلى الدعوة لـ”دعسوتنا”، وأن نصمت ونقول وإن يكن، هذه حرية!
هل يحقّ لهم، أن يسرقوا صورنا من صفحاتنا، أن يفبركوها على صور “عاهرات”، وأن يشتموا عائلاتنا، ثم نقول حرية؟
هل يحق لهم، أن يطردونا من مناطق لبنانية، وأن يجاهروا بالدعوة للاعتداء علينا ثم نقول حرية؟
ما نقوله ليس مبالغة، هذا هو المحور، المحور الذي كنتُ “ضحيته” يوم كنت أعمل في “جنوبية”، وكنت أتعرض يومياً لحملات تحريض، وصلت لحد تغريدات طالبت بالاعتداء الجسدي عليّ إن دست الضاحية.
هذا المحور، الذي سمح باستباحة صور على صفحتي الخاصة “فيسبوك”، وتداولها، ووصفي بالعاهرة، فقط لأني كتبت مقالاً معارضاً لسياسته!
هذا المحور، الذي اعتدى على الصحافي علي الأمين، فقط لأنه ترشح في وجه حزب الله! المحور الذي قتل الباحث لقمان سليمان بعدما حرّض عليه مراراً، وكانت النتيجة أن خطفه وأنهى حياته بـ”كاتم الصوت”.
هذا المحور، الذي كان شريكاً بعشرات الاغتيالات، والذي تحالف مع النظام السوري الذي ما زلنا حتى اليوم نتفاجأ ببشاعة جرائمه.
وبعد كل ذلك، تطالبون منا التضامن مع “الأبواق” تحت شعار الحرية! تطالبوننا بتغريدات تستنكر توقيف المحرضين، وتريدون منا أن ننزل إلى الساحات ونطالب بعدم كمّ الأفواه.
الـ”mtv”، واجهت هذا المحور وأبواقه بالقضاء، لا بكاتم الصوت. واجهته بالقانون لا بالسلاح! واجهته في قصر العدل لا بالقدح والذم والتحريض عبر مواقع التواصل!
كلا، لن نتضامن مع من قتلنا! كلا، لن نتضامن مع من نكّل بنا! فهؤلاء قطعاً لا يعرفون معنى الحرية! فالحرية بالنسبة لهم قتلنا وقتلنا وقتلنا!
ولن نتضامن مع محور لا يعرف إلّا استباحة حقنا وصوتنا وحريتنا… من يغتال حريتنا يجب أن يحاسب! وقوس العدالة يجب ألا يرتهن لمن رفع السلاح أو هدد برفع السلاح بوجهنا!