البيئة الحاضنة لـ” الحزب” في قرى الحدود وبعلبك والجوار تنتفض: دعاوى قضائية وتحركات قيد التحضير…
ثمة مشاهد انقلابية جديدة لم يشهدها الحزب في حروبه، ستكون حديث الساعة من الآن فصاعداً مع مفاجآت مرتقبة.. فقد تقدم عدد من الأهالي المغتربين، الذين يملكون منازل في القرى الحدودية حولّها الحزب إلى مستودعات أسلحة وصواريخ، بدعاوى ضد الحزب بتهمة تخزين الأسلحة وحفر الأنفاق تحت منازلهم، ما أدى إلى استهدافها من قبل إسرائيل
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
في الوقت الذي انقلبت فيه كل المقاييس في لبنان والجوار، من سقوط إلى آخر، بدءاً بحركة حماس في غزة، مروراً بحزب الله في لبنان، وصولاً إلى نظام آل الأسد في سوريا، فإذا بالانقلابات تتوالى، لتسحب معها ردّات فعل البيئة الحاضنة لكل محور الممانعة، الذي سقط وأسقط معه مَن دفع الأثمان الباهظة، تحت شعارات الانتصارات الوهمية، فكان المشهد القاتم: ضحايا وجرحى وخراب ودمار هائل، والنتيجة محاولة إقناع فاشلة بانتصار مزيف لم يصدقه أحد.
في الماضي كانت الشعارات المؤيدة للحزب تنتشر، حين كان في صلب معاركه مع إسرائيل، وكانت الضحايا تسقط بالعشرات يومياً، والردّ كان دائماً “فدا الحزب”، أما اليوم لم تعد تلك العبارة تُسمع أو تُقال إلا في حضور الحزب، فالبيئة باتت بمعظمها نازحة بلا بيوت أو عمل، في ظل توالي الخسائر التي لا تعدّ ولا تحصى، الغضب الشديد من الحرب التي فُرضت لا يغيب دون إيجاد أي مبرّر لافتعالها، تحت عناوين لم تتحقق، من إسناد غزة إلى وحدة الساحات واللائحة تطول.
إلى ذلك، برزت منذ فترة تحوّلات في مزاج البيئة الحاضنة لحزب الله، خصوصاً في منطقة بعلبك التي كانت تشكل أحد أهم معاقل الحزب في لبنان، فوُضعت مجبرة في إطار ضيّق بعيد عن العيش بسلام، فبرز تململ كبير ضمنها يعود إلى زمن الحروب المتتالية، التي خاضها حزب الله في سوريا، للدفاع عن بشار الأسد ونظامه المستبد، فدفعت مناطق البقاع الشمالي أثماناً باهظة جداً من البشر والحجر، ومنذ فترة بدأت إنتفاضتها خصوصاً في مدينتي بعلبك والهرمل، وفق إتصالات أجراها “هنا لبنان” مع عدد من الأهالي هناك، فاشاروا إلى ضرورة إعلاء الصوت لأنّ السكوت لم يعد مقبولاً، خصوصاً أنهم خسروا كل شيء فتلقوا الوعود فقط، فيما الواقع مغاير كليّاً، وأعلنوا عن توقهم إلى التحرّر من قبضة حزب الله، ضمن تحرّكات ستظهر لاحقاً، لرفض احتكار الحزب للتمثيل الشيعي، ورفضهم الانخراط في حروب المنطقة باسم إيران، من دون مراعاة تداعيات ذلك على لبنان، وهذا ما ظهر منذ فترة من خلال صوتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى التحرّر وعدم الإنسياق وراء الوعود، لأنها لم تكن سوى أكذوبة، ولفتوا إلى أنّ صناديق الانتخابات النيابية في أيار 2026 ستؤكد ما يقولونه، والمرتقب سيكون مختلفاً عما سبقه، وبالتالي فالوتر المذهبي الذي كان حزب الله يستعين به دائماً لن “يفعل فعله” هذه المرة، لأنّ البيئة لم تعد حاضنة والأصوات ترتفع داخل العشائر البعلبكية، بعد سقوط عدد كبير من أبنائها في حرب عبثية هدفها إسناد الاخرين، فحولّت مناطق مدينتها إلى مستودعات أسلحة وآليات ومعامل لتصنيع الصواريخ وغيرها، وإلى نقطة لنقل السلاح الإيراني عبر سوريا إلى لبنان، ما جعلها تُستهدف يومياً بالقصف والمسيّرات، لذا تبحث اليوم عن مسار جديد لا يتوافق مع الرسائل “الجهادية” التي يضعها الحزب عنواناً دائماً في حروبه، بل عن وطن شرعي يحتضنهم كمواطنين.
وذكّر الأهالي ببعض العائلات الشيعية المعروفة في بعلبك والهرمل، التي لم تؤيد الحزب يوماً، وبالزعامات والبيوتات السياسية التي لم تكن يوماً تحت عباءة الثنائي الشيعي، لأنها من مؤيدي الشرعية اللبنانية، وقد شاركت في الحكم منذ عقود ونجحت في مهامها وكانت خير مثال.
في السياق لا يختلف الجنوبيون عن البقاعيين، فقد تحدث أحد المواطنين من بلدة ميس الجبل لـ” هنا لبنان” ناقلاً آراء سكانها النازحين الذين يعيشون عند الأهل والأقرباء، فعادوا إلى نقطة الصفر لأنهم وضعوا جنى العمر في بناء المنازل وتأسيس المهن التي فقدوها، وأشار إلى أنّ عدداً من الأهالي المغتربين الذين غادروا لبنان، ويملكون منازل في القرى الحدودية، وحولّها الحزب إلى مستودعات أسلحة وصواريخ، تقدموا بدعاوى ضد الحزب بتهمة تخزين الأسلحة وحفر الأنفاق تحت منازلهم، ما أدى إلى استهدافها من قبل إسرائيل.
في الختام، ثمة مشاهد إنقلابية جديدة لم يشهدها الحزب في حروبه، ستكون حديث الساعة من الآن فصاعداً مع مفاجآت مرتقبة.