أزمة المياه إلى الواجهة من جديد.. ومواطنون يشتكون من انقطاعها

خاص 23 كانون الأول, 2024

الحرمان من المياه يكبّد المواطن بين المليون والمليون ومئتي ألف ليرة مقابل كل 10 براميل أي ما يعادل ألفي ليتر، علماً أنّ هذه الكمية لا تكفي لأكثر من يومين، ما يضع المواطنين أمام مأزق فهم مضطرون لدفع 15 مليون ليرة تقريباً كل شهر في حال لم تصلهم مياه الدولة

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

عادت أزمة المياه في لبنان إلى الواجهة من جديد، حيث يشكو سكان المناطق من انقطاعها المستمر ما يضطرّهم إلى شراء المياه المعبأة بالصهاريج، بأسعار مرتفعة تفوق قدرات الكثير منهم، إذ يدفع المواطن بين المليون والمليون ومئتي ألف ليرة مقابل كل 10 براميل أي ما يعادل ألفي ليتر، علماً أن هذه الكمية لا تكفي لأكثر من يومين، ما يضع المواطنين أمام مأزق فهم مضطرون لدفع 15 مليون ليرة تقريباً كل شهر في حال لم تصلهم مياه الدولة.

شكاوى عدة رفعها المواطنون لموقع “هنا لبنان” من سكان بيروت وجوارها بسبب انقطاع المياه عن منازلهم، خصوصاً البيوت غير المجهزة بآبار تجميع المياه، ما يجبرهم على شراء خزانات المياه من أصحاب “السيترنات” الذين يسعرون “على مزاجهم”.

ويقول محمد من سكان رأس النبع أنه يضطر لشراء 10 براميل مياه كل ثلاثة أيام بسبب انقطاعها المستمر ويدفع ثمن كل “نقلة” مليون ومئتي ألف ليرة في حين أن راتبه الشهري لا يتعدى الـ 400 دولاراً، أما فؤاد من سكان منطقة طريق الجديدة فيدفع مليون ليرة لكل 10 براميل وهو بدوره يضطر إلى شراء مياه الصهاريج كل يومين تقريباً وهو موظف يتقاضى 350 دولار شهرياً، فيما يدفع طوني من سكان منطقة فرن الشباك مليون ليرة أيضاً ثمن الـ 10 براميل ويقول بحسرة: “مياه الدولة مش عم نشوفها”.

وناشد اللبنانيون وزير الطاقة والمياه لحل هذه الأزمة على رغم من مراجعاتهم المتكررة للمسؤولين المعنيين.

المفارقة في هذا الملف أنّ لبنان يعدّ من البلدان العربية الغنية بالموارد المائيّة الطبيعيّة، بسبب كثرة الأنهار والينابيع وهطول نسب عالية من الأمطار التي تغرق شوارعه وطرقاته في أيام الذروة. إلا أن مصادر من وزارة الطاقة والمياه تبرر هذه الأزمة بتراجع معدلات هطول الأمطار، إضافة إلى النمو السكاني والتوسع العمراني الذي ساهم في زيادة الطلب حتى أصبح لا يلبي احتياجات السكان، وهو عذر أقبح من ذنب خصوصاً وأن المواطن يدفع اشتراكات سنوية بحدود الـ 200 دولار تقريباً.

ولكن الجميع يعلم أن سوء إدارة الثروة المائية في لبنان مستمر منذ عقود والبنى التحية المتهالكة تتسبب بهدر كميات كبيرة من المياه يومياً بسبب التسربات وهي أسباب أساسية لانقطاعها، ناهيك عن تقاعس المسؤولين عن القيام بدورهم ما يحرم المواطنين حقاً أساسياً من حقوقهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us