ظاهرة النزوح الجديدة تؤرق بعلبك..الدولة غائبة!
أثارت موجة النزوح الجديدة من الداخل السوري إلى بعلبك قلقاً واسعاً بين أهالي المنطقة، الذين حذروا من تداعيات ديموغرافية وأمنية وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا النزوح مؤقتاً أم خطوة نحو استقرار دائم
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
أثارت ظاهرة النزوح الجديدة من الداخل السوري إلى منطقة بعلبك جراء التطورات الأخيرة في سوريا موجة غضب عبر عنها أهالي المنطقة في بيان صدر عنهم منذ أقل من أسبوع، تطرأوا فيه إلى خطورة هذه المسألة من عدة نواحٍ ديموغرافية وأمنية في الوقت الذي بدأوا فيه بتنفس الصعداء بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لا سيما أنّ مدينة الشمس تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.
ومنذ أيام قليلة زار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار منطقة الهرمل وطالب بإجراء مسح دقيق تفادياً للوقوع في أية إشكالية وتكرار سيناريوهات سابقة بشأن غياب الداتا حول أرقام النازحين. إذ لا رقم نهائي بشأن الأعداد التي وصلت إلى مناطق البقاع، فثمة معلومات تتحدث عن وجود ١٧ ألف نازح، وهناك من يشير إلى وجود ٣٥ ألف عائلة سورية والبعض يشير إلى وجود ٥٠ ألف نازح. كما تبين أنّ هناك أكثر من ١٣٠ مركز إيواء غير رسمي، فثد توزع النازحون من سوريا على بعض المنازل والحسينيات والجوامع، وتولى حزب الله وفق المعطيات المتوافرة تقديم المساعدة وفق الإمكانات، مع العلم أنّ هناك عائلات لبنانية من الطائفة الشيعية حضرت من سوريا مباشرة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
أما وقد حصلت عملية النزوح الجديدة فإنّ ثمة أسئلة تطرح في بلد أرهقته فاتورة النزوح، فهل هذا النزوح مؤقت أم سيتحول إلى دائم؟ وماذا عن هواجس سكان بعلبك الهرمل الذين قدموا نموذجاً عن مساعدة الأهالي الذين نزحوا إلى المناطق الآمنة في خلال العدوان الإسرائيلي الأخير؟
المعلومات التي توافرت لموقع “هنا لبنان” تفيد أنّ الموضوع يتطلب معالجة منعاً لأيّ انعكاسات له لا سيما أنّ الدولة اللبنانية تسعى إلى إعادة النازحين إلى بلادهم وهناك قنوات تواصل يفترض بها أن تنطلق مع بدء المرحلة الانتقالية في سوريا، في حين أنّ موضوع العائلات اللبنانية سيصار إلى إيجاد حل له، كما أنّ هناك اتصالات مع المنظمات الدولية بشأن النازحين السوريين الذين اكتظت بهم مدينة بعلبك. وفي السياق نفسه، توضح مصادر مطلعة لموقعنا أنّ الخشية قائمة من مسألة وجود السلاح إذ أنّ بعض العائلات كانت تمتلك السلاح وربما ما زال معها. وتشير المصادر إلى أنه ليس مؤكدًا أن من قدم إلى لبنان حالياً من السوريين سيغادره قريباً لا سيما قبل انقشاع الوضع في سوريا.
وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل لـ”هنا لبنان” أنّ هناك ١٧ ألف نازح وصلوا إلى المدينة من بين أكثر من ١٢٠ ألف نازح في البقاع، وحزب الله تحديداً هو من يهتم بالذين نزحوا من سوريا، أما الدولة فغائبة.
ويؤكد الشل أنّ ما من مراكز إيواء إنما حسينيات ومساجد تضم النازحين، وهناك من سكن في منازل أقرباء له في المدينة.
وعن هواجس هذه المدينة التي تعرضت لاعتداءات إسرائيلية مكثفة، يلفت إلى أنّ الإشكالية القائمة هي أنّ المدينة تعاني من نسبة دمار كبيرة وإن البطالة مرتفعة والإمكانات المتوافرة لا تكفي للبنانيين ولا للسوريين فضلاً عن وجود تداعيات لهذا النزوح على الوضعين الإقتصادي والمعيشي كما على البنى التحتية.
ويكرر القول أنّ الدولة مغيبة بشكل تام وإن من بين النازحين عائلات لبنانية تملك أراضي داخل سوريا.
لا تبدو مشكلة النزوح الجديدة سهلة وقد تمت إضافتها إلى الأزمة الكبرى التي لم تسلك مسارها نحو الحل، وفي الواقع أضحت معطوفة على الواقع التدميري الذي تشهده منطقة بعلبك، ما يزيد الأمور تعقيداً.