بين عيد الميلاد ورأس السنة.. أضواء الأمل تلمع في لبنان


خاص 24 كانون الأول, 2024

رغم كل التحديات، يبقى موسم الأعياد في لبنان مناسبة للأمل والتمسك بالحياة فاللبنانيون المعروفون بحبهم للحياة يترقبون هذه الفترة كفرصة للابتعاد عن أعباء الأزمات اليومية

كتبت هانية رمضان لـ”هنا لبنان”:

مع وقف إطلاق النار في لبنان وبعد سنوات من الأزمات الأمنية والاقتصادية المتواصلة، يواجه قطاع السياحة والمطاعم تحديات غير مسبوقة، خاصة خلال موسم الأعياد الذي كان يُعتبر دائمًا فرصة لإعادة النبض إلى الاقتصاد. فقد انخفض هذا العام الإقبال على الحفلات والمناسبات المرتبطة برأس السنة وعيد الميلاد بشكل ملحوظ، ما انعكس سلبًا على أجواء الفرح التي كانت تميز المدن اللبنانية في هذه الفترة.

بيروت: العاصمة التي تُصارع من أجل الفرح

العاصمة بيروت، تعيش وضعًا خاصًا هذا العام. مع الأزمات الاقتصادية وغياب الدعم البلدي، إذ تولّت الجمعيات الأهلية زمام المبادرة لتزيين الشوارع وإحياء روح العيد. ومع ذلك، فإنّ هذه الجهود رغم أهميتها لا تضاهي زخم السنوات الماضية.

ففي وسط بيروت، الذي طالما كان مركزًا للاحتفالات ومقصداً رئيسيًا في موسم الأعياد، شهدنا محاولات لإعادة الحياة إلى شوارعه. فقامت جمعيات أهلية ومبادرات فردية بتزيين الساحات الرئيسية، بأضواء وزينة ميلادية وأكشاك الطعام المتنوعة والنشاطات الترفيهية للأطفال لتعيد الأمل إلى قلوب الزائرين، مما يعكس إصرار العاصمة على التمسك بروح العيد وتحدي الأزمات.

وفي منطقة الأشرفية، بادرت جمعية “Lebanon of Tomorrow” بتزيين الشوارع لتعيد جزءًا من البهجة إلى قلوب السكان. أضواء الميلاد التي زينت المنطقة عكست روح التحدي وسط هذه الظروف الصعبة، حيث تحولت الشوارع إلى مساحات مضيئة بالأمل والفرح، ما ساهم في إحياء الحركة التجارية وجذب الزوار. وتعكس هذه المبادرة الجهود الفردية والجماعية لإبقاء بيروت على قيد الحياة في مواجهة أزمات خانقة.

أما شارع الحمرا وبعض المناطق الرئيسية في وسط المدينة فقد شهدت زينة خجولة، بينما بقيت العديد من الأحياء بدون أجواء احتفالية تُذكر.

وخارج العاصمة، برزت مدن مثل جبيل، التي حافظت على تقليدها السنوي بإضاءة شجرتها الميلادية الكبيرة وتزيين شوارعها التاريخية بأجواء ساحرة، ما جعلها وجهة مفضلة للزوار. كما ظهرت في جونية مبادرات لتزيين شوارعها بأضواء ميلادية، كذلك البترون التي أضاءت شوارعها لاستقبال الزوار بأجوائها المميزة ومطاعمها الفريدة.

في المقابل، ورغم الظروف الصعبة، استمرت بعض الفنادق والمطاعم في العاصمة بتقديم عروض رأس السنة. فعلى سبيل المثال، تتراوح أسعار الحفلات في الفنادق بين 150 و200 دولار، بينما تقدم الحانات والمطاعم عروضًا بأسعار أقل، ما بين 50 و100 دولار، لتكون أكثر توافقًا مع قدرة اللبنانيين الذين يعانون من ضغوط اقتصادية خانقة.

بعلبك: مدينة تفقد بريقها الميلادي

في المقابل، عاشت مدينة بعلبك أجواء مختلفة تمامًا، مع غياب شبه تام للزينة الميلادية التي كانت تزين “ساحة المطرانية”. هذا الغياب يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المدينة، حيث ألقت الأزمات بظلالها على الاحتفالات، مما حرم أهلها من أجواء الفرح التي طالما ميزت هذه الفترة.

تحديات عامة ومحاولات لإحياء الفرح

في مختلف المناطق اللبنانية، يحاول أصحاب المحال التجارية والمؤسسات استعادة أجواء العيد عبر تزيين الشوارع وطرح العروض الخاصة. ومع ذلك، فإنّ هذه المبادرات لم تكن كافية لتعويض اللبنانيين عن سنوات طويلة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي أثرت على كل جوانب حياتهم.

رغم كل التحديات، يبقى موسم الأعياد في لبنان مناسبة للأمل والتمسك بالحياة. فاللبنانيون، المعروفون بحبهم للحياة ينتظرون هذه الفترة ويعتبرونها فرصة للابتعاد عن أعباء الأزمات اليومية. وبينما تعيش بيروت وبعلبك وغيرهما من المدن ظروفًا صعبة، تظل المحاولات لإحياء الفرح قائمة، على أمل أن تكون الأعياد بداية لفصل جديد يحمل معه بعض السلام والفرح المفقودين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us