جنبلاط في قصر الشعب: الدروز شركاء في سوريا الجديدة


خاص 24 كانون الأول, 2024

وليد جنبلاط مكرمًا في قصر الشعب وبشار “الوحش” كما سمّاه جنبلاط ذات يوم في موسكو برتبة لاجئ في الإقامة الجبرية.. إنه القَدَر.. إنها هزيمة النظام التي أتت كربحٍ ولطفٍ غير محسوبين

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

إنه وليد جنبلاط، القائد المخضرم الذي يبحث على الأمان والدور الدائمين للـ”موحدين الدروز”.. زعيم يعرف من قَتَل والده الشهيد كمال جنبلاط ولماذا، ويعرف أيضًا أن مصلحة المكون الذي يمثل، تتطلب علاقة متينة مع سوريا، كمثل علاقة الأمير طلال أرسلان مع الرئيس السابق بشار الأسد، في ظل القطيعة الجنبلاطية مع النظام السوري منذ محاولة اغتيال الشهيد الحي الوزير والنائب مروان حمادة، مرورًا باغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ومن ثم انطلاق ثورة الأرز التي أخرجت جيش الاحتلال السوري من لبنان، وصولًا إلى انطلاق الثورة السلمية في سوريا، والتي تعسكرت بعد حين، ثم دخل عليها عامل التشدد المذهبي والتكفير، الذي فعل فعله وأعاد للنظام السابق بريقه بالمقارنة مع “داعش” وأخواتها.

من يراقب حركة وليد جنبلاط وحَراكه، يكتشف أنّ مصلحة الدروز في أصقاع الأرض تقع على عاتقه، ولا مانع لديه، لا بل ترحيب، بعلاقة آل أرسلان بآل الأسد، يوم منعته السياسة من عبور المصنع، وجعلت منه “مدعىً عليه” من قبل النظام السفّاح، لأنه كان أكثر من تجرأ على القرد الذي لم تعرفه الطبيعة، الحوت الذي لفظته البحار، والأفعى التي هربت منها الأفاعي.

وليد جنبلاط مكرمًا في قصر الشعب وبشار “الوحش” كما سمّاه جنبلاط ذات يوم في موسكو برتبة لاجئ في الإقامة الجبرية.. إنه القَدَر.. انها هزيمة النظام التي أتت كربحٍ ولطفٍ غير محسوبين.

ماذا بعد، بالأمس وليد جنبلاط على رأس وفد “اللقاء الديمقراطي” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وربما في الأيام القليلة المقبلة فارس سعيد على رأس لقاء “سيدة الجبل”، في محاولة للتظهير أنّ سوريا الجديدة هي سوريا التنوّع التي تحفظ كرامة الجميع وتحترم خصوصيات المكونات وتنوعها، وليست سوريا القابعة تحت قبضة التطرف الذي يُشيطن الجميع قبل أن يسقط كما سقط قبله النظام المتطرف (الرئيس محمد مرسي) في مصر بعد سقوط حكم الرئيس حسني مبارك وانتخاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

ومن يستمع إلى تصاريح القائد العام للادارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، يكتشف بسرعة أنّ خطابه الموزون مريح للغاية، وحركته المدروسة تهدف إلى طمأنة جميح المكونات في سوريا ولا تنوي الاستقواء على أحد أو محاولة إلغاء أحد أو حتى الانتقام أو التشفي من أحد..

وتبقى العبرة في التنفيذ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us