هل تؤدّي مناورة بري إلى تأجيل الجلسة؟


خاص 27 كانون الأول, 2024

دفعت التطورات الأخيرة إلى محاولة بري خلط الأوراق مجدداً عبر لعب ورقة أخرى للتهرب من دعم العماد جوزف عون بتركيزه على الحاجة إلى تعديل الدستور. فهل لأن بري يعلن أن الحصول على 86 صوتاً هو بمثابة “عصفورين بحجر”؟

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

9 كانون الثاني 2025 موعد انتخاب رئيس الجمهورية الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري. بدا أنه تاريخ قريب، مؤكد وشبه حاسم بنتيجته. وقد حدد بري هذا التاريخ فور إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، على إثر الإعلان المشترك الذي أطلقه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط عشية وقف إطلاق النار توافقوا فيه على ضرورة وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس وإرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب، وتحديداً إلى جنوب الليطاني. ويومها كان واضحاً أنّ انعقاد الجلسة شبه موكد وأنّ المرشح الأوفر حظاً هو قائد الجيش، ما أدى إلى خلق إشكال لرئيس حركة أمل الذي على “كتفه حمال” أي “حزب الله” الذي يصر على سليمان فرنجية، فيما أدت التطورات إلى تراجع فرنجيه الذي أعلن محبطاً استعداده لانتخاب عون.

غير أنّ حدثاً هاماً كان قد سبق وهو انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية. والعنصر الأهم لبنانياً والمفاجئ هو تعيين ترامب لوالد صهره اللبناني مسعد بولس ابن الكورة مستشاراً للشؤون العربية والشرق أوسطية، وإذ به لا يبدي رغبة في الإسراع بانتخاب رئيس رغم مرور أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي، فقد قال في إحدى مقابلاته بعد أسبوع من تحديد بري لموعد الجلسة إنّ “من انتظر سنتين بإمكانه أن ينتظر شهرين أو ثلاثة” ملمحاً إلى صفقة شاملة تتضمن كل الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها القضائية والأمنية. وركز بولس على احترام الديمقراطية والدستور اللبناني، فضلاً عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تمثيل المعارضة التي تشكل اليوم برأيه أكثر من نصف البرلمان.

وقد شكل هذا الموقف مفاجأة للوسط اللبناني الذي تساءل عن مغزى هذا التصريح، وذهبت معظم التوقعات إلى اعتبار أنّ القصد هو الإتيان برئيس مقرب من نهج ترامب الذي لا يريح ماضيه “الثنائي الشيعي” إذ هو الذي اتخذ قرار إزالة قاسم سليماني. وسط هذه الأجواء انهال سيل من الترشيحات الرئاسية الشخصية، منها المباشر وبعضها غير المباشر، والتي لم يسبق أن شهد لبنان مثلها من قبل. ظاهرة تؤكد على الأرجح أنّ جوًّا من “التحرر” قد خيّم على أطراف سياسية، مستفيدين من سقوط كابوس الوصاية الأسدية التي خيمت على لبنان أكثر من ثلاثين سنة، وأيضاً من طغيان “حزب الله” الذي مارس عبر سلاحه هذا الدور بعد انسحاب الجيش السوري عام 2005.

وقد دفعت هذه التطورات، وبالأخصّ ما طرحه مستشار ترامب اللبناني، بالرئيس بري إلى محاولة خلط الأوراق مجدداً عبر لعب ورقة أخرى للتهرب من دعم عون بتركيزه على الحاجة إلى تعديل الدستور، وهذا من حيث المبدأ صحيح. فهل لأنّ بري يعلن أنّ الحصول على 86 صوتاً هو بمثابة “عصفورين بحجر”. لذلك، فكانت ورقته الجديدة هي إحراج المعارضة بالإيحاء أنه ممكن أن يتبنى ترشيح جهاد أزعور المرشح الذي التقت حوله المعارضة والتيار العوني الذي أصبح اليوم إلى جنب رئيس المجلس الذي لم ينتخب ميشال عون. وهذه الخطوة تشكل إحراجاً بدون أدنى شك للمعارضة وتحديداً “القوات”، وتؤدي إلى شرخ في صفوفها، وفي الوقت عينه إلى عرقلة انتخاب عون الذي سيكون بحاجة إلى أصوات بري للحصول على أكثرية الثلثين. فهل يحقق مستشار ترامب رغبة رئيس المجلس، وبأي ثمن سياسي؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us