العلامة الفارقة وحرية التكسير


خاص 27 كانون الأول, 2024

ما هي المعتقدات التي أساء إليها نجمنا الداخل إلى العقد السابع بحيوية ابن عشرين، وحركت وحدات “الموتسيكات” وهيّجت الشارع الممانع الطالع لتوّه من انتصار إلهي؟

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

جاء البيان الصادر عن مكتب السوبر ستار (العلامة الفارقة سابقاً) بشأن فيديو الإتصال مع الفنان الإماراتي عبدالله بلخير كمن يصبّ ليتر مياه لإطفاء حرائق تماثل بامتدادها وأضرارها حرائق غابات اليونان في آب المنصرم.

بعيداً من أفخاخ الحسّاد وفرضيات “الشائعات المغرضة”، و”المؤامرة الدنيئة” المستهدفة قامة فنية ( 175 سنتيمتراً) ومدرسة في تلويع الصبايا وقهرهن بوسامة لا تشيخ، استوقفني الإخبار السريع المقدم من خمسة محامين إلى النائب العام لدى محكمة التمييز في بيروت، بحق المدعو راغب علامة، المتضمن سلّة من الجرائم وزبدتها “إثارة النعرات الطائفية” و”الإساءة إلى المعتقدات الدينية” و”إضعاف الشعور القومي” و”تعكير الصفاء بين عناصر الأمة” ما يستدعي إخطار الإنتربول على عجل للقبض على “العلامة الفارقة” وسوقه إلى قسم المباحث الجنائية المركزية قبل رأس السنة؟

أيّ نعرات قصد المحامون الخمسة؟ هل يمكن لمثل الكلام المسرّب عن مغنٍّ ينتمي إلى الطائفة الشيعية الكريمة أن يحدث تصدعات وانهيارات في البلد ويتسبب بنزاعات بين طوائفه وبيئاته؟ عشرات الآلاف كتبوا علناً على صفحات السوشال ميديا ما هو أسوأ بكثير مما قاله “العلامة الفارقة” على محموله، ولم ترتفع المتاريس بين سنّة وشيعة ولا حصلت إشتباكات بين دروز وشيعة ولا دار التقاصف بين موارنة وشيعة ولا حدث تقاتل بين شيعة وشيعة.

وما هي المعتقدات التي أساء إليها نجمنا الداخل إلى العقد السابع بحيوية ابن عشرين، وحرّكت وحدات “الموتسيكات” وهيّجت الشارع الممانع الطالع لتوّه من انتصار إلهي؟ قيل لمن عبّروا بحرية يقدّسها حسن فضل الله، وحطّموا بهمجية موصوفة مدرسة السان جورج التي تملّكها العلامة الفارقة منذ 37 سنة في نص دين الغبيري: مش حرام هيدي بناها راغب لتعليم الراغبين من أبنائكم؟ فجاء الجواب الموحّد على شكل سؤال: ما يكون عم يعلمنا ببلاش!

وكيف لشماتة أن تضعف الشعور القومي العارم؟ لا بل كيف يحدد القانون وينظر المحامون إلى مسألة الشعور القومي؟ وهل شعور جماهير الحزب القومي السوري الإجتماعي بفرعي بنات وحردان كشعور إخوتنا في الطاشناق؟ وهل شعور الشيخ نعيم صورة طبق الأصل عن مشاعر الشيخ سامي؟ بجد ما هو الشعور القومي exactly؟

ولعل أخطر ما في الإخبار اتّهامه بجريمة “تعكير الصفاء بين عناصر الأمة”. كنّا كلبنانيين في أصفى ما يكون، شعباً شارداً في الأفق الجميل، يطقطق بحبات مسابح الكهرمان والكوربا والصندل، قاعداً على الأرصفة، نافثاً الدخان من مباسم الأراكيل، مرتاحاً إلى مفاعيل التعميم 166، مطمئناً إلى حركة الطيران وإلى الوضع بشكل عام. بربكم أرأيتم شعباً متجانساً طيباً محبّاً صافياً متلاحماً كشعبنا؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us