لقاء المصالح
يسعى الحزب للإتيان برئيس وحكومة طوع يده يتبنّيان الثلاثية الكارثية مجدداً لحماية ما تبقى من سلاحه والسيطرة الإيرانية على لبنان، ولذلك بات بحاجة إلى تغطية مسيحية وهذا ما يدركه التيار فيتصرف معه على قاعدة “عرف الحبيب مقامه فتدلّلا”
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
ستحاول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها حزب الله وحلفاؤه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في لبنان وفي هذا السياق إندرجت تصريحات الإمام الخامنئي بخصوص سوريا ولبنان وكذلك تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم ونائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي لجهة أنّ المقاومة مستمرة وتعيد بناء قدراتها العسكرية وأنها مستعدة لمواجهة العدو، ويلاقي التيار الوطني الحر هذا التوجه بعدم اتخاذ موقف حاسم من سلاح الحزب وضرورة تسليمه للجيش واستمرار الحديث عما يسمى استراتيجية دفاعية واستعداد التيار لفتح بازار سياسي لتأمين المصالح وهي في الإجمال مصالح لا تتعارض مع ما يريده حزب الله من استمرار وضع يده على البلد وعلى قرار الدولة اللبنانية واستمرار عزل لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي وربما برزت حالياً مصلحة أخرى وهي توتير العلاقات اللبنانية السورية لا سيما وأنّ الإمام الخامنئي يتحدث عن استعادة سوريا إلى المحور من خلال المقاومة.
وفي هذا السياق يحاول حزب الله أن يصوّر أنه انتصر في المعركة العسكرية والسياسية لهذه الحرب وأنّ الولايات المتحدة وإسرائيل “هرولتا” من أجل طلب وقف النار كما قال قماطي، ولكن السؤال طالما أنّ العدو “هرول” لوقف النار فلماذا قبل الحزب بذلك؟ ألم يكن الإنتصار أقوى لو رفض الحزب وقف النار وأجبر تل أبيب وواشطن على “الزحف”لطلب وقف النار وفرض شروطه عليهما؟ والسؤال أيضاً وفق هذا “الإنتصار” ما هي المهمة المقبلة للمقاومة؟ هل هي تحرير فلسطين؟هل هي تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ هل هي تحرير الأراضي التي تحتلها إسرائيل حالياً؟ هل لفتح جبهة مع هيئة تحرير الشام إنطلاقاً من لبنان لإعادة ربط طهران ببيروت؟ هل هي الدفاع عن لبنان وتحقيق نتائج “باهرة” كتلك التي تحققت في الحرب الأخيرة؟هل هي استمرار فرض إرادة الحزب على اللبنانيين والدولة اللبنانية واستمرار مصادرة قرارها؟
هذا التوجه لدى حزب الله يرغب في ترجمته على مستوى رئاسة الجمهورية من خلال الإتيان برئيس وحكومة طوع يده يتبنّيان الثلاثية الكارثية مجدداً “جيش شعب ومقاومة” لحماية ما تبقى من سلاحه والسيطرة الإيرانية على لبنان، وقد أصبح الحزب في هذا السياق أكثر فأكثر بحاجة إلى تغطية مسيحية وهذا ما يدركه التيار فيتصرف مع حزب الله وفق القول المأثور “عرف الحبيب مقامه فتدللا” ساعياً إلى قبض أثمان متعددة تبدأ من المناصب الوزارية والإدارية وفي مقدمها وزارة الطاقة ولا تنتهي بالأصوات الشيعية في الإنتخابات النيابية.
هذا ما يريده حزب الله بغض النظر عن العواقب الداخلية والخارجية ولكن محاولة فرض واقع كارثي متجدد لا بد وأن تواجه برفض عارم على المستويين السياسي والشعبي ولا سيما لدى المسيحيين الذين أدركوا وسيدركون أنّ اتفاق القاهرة ٢ بتاريخ ٦ شباط ٢٠٠٦ أودى بالبلد والدولة واللبنانيين والمسيحيين خاصة إلى الهاوية، واستمرار هذا الإتفاق بشكل أو بآخر سيجعل حزب الله يقاتل حتى آخر لبناني في لبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مصائب قوم | دروز سوريا يؤكدون على هويتهم.. وإسرائيل تدعي العمل لحمايتهم | بين سوريا الأمس وسوريا اليوم |