بلبلة حقائب الدبلوماسيين.. الحزب “محشور” وأمن المطار مهدّد


خاص 3 كانون الثاني, 2025

يبدو أنّ هناك فئة في لبنان ما زالت تُعاند وتظنّ نفسها أقوى من الدولة وفوق القانون، وما جرى ليل أمس داخل حرم المطار خير دليل على ذلك، فالمواكب الدراجة في الخارج لم تنتهِ إلّا مع “تحرير الحقيبتين” في الداخل

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

مثل النار في الهشيم اشتعلت الأجواء ليل أمس داخل مطار بيروت وخارجه، إثر معلومات عن محاولة “تهريب أموال إلى حزب الله” من خلال طائرة إيرانية حطّت في مطار بيروت، قبل أن يتّضح لاحقاً أن موظّفاً في السفارة الإيرانية في بيروت رفض تفتيش حقيبة دبلوماسية يحملها.

وعلى ضوء الاتصالات المكثفة التي أجرتها السلطات المعنية جرى حلّ الأمر، بعدما تلقّت وزارة الخارجية والمغتربين مذكرة كتابيّة توضيحيّة من السفارة الايرانية، حول محتويات حقيبتين صغيرتين دبلوماسيتين حملهما الدبلوماسي الإيراني على متن رحلة “Mahan air” بتاريخ 2 كانون الثاني 2025، وهما تحتويان وثائق ومستندات وأوراقاً نقدية لتسديد نفقات تشغيلية خاصة باستعمال السفارة فقط.

بلبلة عاش تفاصيلها كل من تواجد في مطار رفيق الحريري ليلاً وليس فقط ركاب الطائرة والمسافرين، هذا ما أكّده مصدر من داخل المطار لـ “هنا لبنان” مشيراً الى أنّ ركاب الطائرة الإيرانية خضعوا لعملية تفتيش دقيقة حتى إنّ الـ “wallet” (حاملة النقود و”الكريديت كارد”) لم تُستثنَ من التفتيش ما أثار حفيظتهم واعتبروه إهانة لهم. وأوضح المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه “أنّ ما قامت به سلطات الأمن العام وأمن المطار هو إجراء قانوني يقع في مكانه الصحيح، موضحاً أنّ الممرات الدبلوماسية تكون منفصلة عن ممرات الأجانب أو المواطنين العاديين، لكن الذي حصل مع موظّف السفارة جعل كلّ الركاب يعترضون على تفتيشهم، وهذا ما أثار حفيظة المسؤولين في المطار، قبل أن تُحلّ القضية دبلوماسيّاً بناء على اتصال من وزارة الخارجية يوضح أنّ الحقيبتين اللتين يحملهما الموظف لهما صفة الدبلوماسية ويمكن تمريرهما دون تفتيش”. وتساءل المصدر “هل من الطبيعي أن يتمّ افتعال إشكال عند وصول أي طائرة؟ ألا يضع هذا الأمر المطار تحت محاذير دولية؟ وهل المطلوب من الدولة أن تُفرّط بأمن المطار وهي التي نجحت بحمايته طيلة فترة الحرب؟”

في الخارج.. هتافات مؤيدة للحزب

ما حصل داخل حرم المطار أثار حفيظة مؤيّدي “حزب الله” الذين سارعوا قرابة الواحدة فجراً للحضور بمواكب دراجة الى أمام مبنى المطار وإطلاق شعارات تهتف للحزب ورئيسه الحالي والسابق وتبدي تأييدها لخامنئي قبل أن تشعل النيران في المكان وتقطع الطريق لفترة، ما استتبع تعزيزات أمنية قبل أن تنتهي التجمعات في الخارج مع “تحرير الحقيبتين” في الداخل.

أقوى من الدولة

يبدو أنّ هناك فئة في لبنان ما زالت تُعاند وتظنّ نفسها أقوى من الدولة وفوق القوانين ولا تزال في حالة إنكار، هذا ما يراه الخبير العسكري والاستراتيجي العميد يعرب صخر، مشيراً الى “أنّ تلك الفئة لا تريد الاقتناع بأنّ الوضع قد تغيّر وأنها هُزمت في المعركة وما ترتب على هذه الهزيمة من تنازلات وقعت عليها وشاركت في التسليم للمترتبات المتلاحقة لناحية تنفيذ القرار 1701 في تفاصيله وتحديثاته التي طرأت، هؤلاء لا يزالون في حالة إنكار ويريدون العودة إلى الحالة الميليشياوية والفوضوية التخريبية”.

ولفت صخر إلى “أنّ إيران ما زالت تتصرّف مع لبنان وكأنه غير موجود وأنه ممرّ ومستقرّ للميليشيا التابعة لها أي “حزب الله”، إيران لا تفكر بلبنان كدولة وهي تتجاوز الأصول، ولذلك سيبقى أمن المطار دائماً مُهدّداً، وعليه فإنّ كلّ طائرة تحطّ في مطار بيروت ستخضع لإجراءات من السلطات الأمنية في لبنان، كون الأخير يخضع للمسؤولية الدولية وهو مُلزم بتفتيشها خوفاً من أن يكون على متنها ممنوعات ذكرها القرار الدولي 1701 /الفقرة 15 والتي تمنع كل الدول من تزويد أي كائن أو كيان في لبنان خارج إطار الدولة بالأسلحة أو بأي شيء آخر يمت بصلة لهذا السلاح، على ايران إذاً أن تُدرك أنّ لبنان دولة وعليها أن تتعامل معه على هذا الأساس وهناك إجراءات يجب تطبيقها في المطار منعاً لتهريب الأموال أو تبييضها أو تمرير الأسلحة”.

وختم صخر: “الحزب محشور بالتأكيد مما أصابه من تدمير قوته العسكرية بنسبة 80 بالمئة وانقطاع اللوجستية والإمدادات عنه وهو لا يتقبّل حالة الحصار التي تعرّض لها أثناء الحرب، والآن هو لا يتقبّل أنه يجب أن تكون هناك دولة يمرّ عبرها كلّ شيء وليس عبره مباشرة وهو لا يزال يُكابر وكأنّ شيئاً لم يحصل”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us