“الحزب” أضاع طريق القدس مجدداً.. بيروت لن تكون أبداً طهران!
لبنان اليوم، هو لبنان المحرر من الأنظمة. وعلى “الحزب” أن يختار بين الاعتراف بالدولة أو طلب الإقامة الإيرانية وخوض معاركه في طهران لا في بيروت!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
لم تستفق بيئة “حزب الله” بعد، من أوهامها، ولم تنظر إلى أرض الواقع. فهي ما زالت تحسب أنّ سلاحها أقوى من الدولة، وأنّ قيادتها قادرة على كسر أكبر كلمة في الأجهزة الأمنية!
حال النكران التي تعيشها البيئة، تحول بينها وبين التعايش مع تحوّلات المنطقة، وربما هذه الحال سببها الصدمة، فمن قال أنّ حزب الله سيبصم بالعشرة على الـ1701 بكل تعديلاته؟ ومن توقع أنّ الطاغية بشار الأسد سيسقط في ساعات، ويهرب إلى موسكو دون أن يبلغ حتى أقرب المقربين له!
ومن كان يقول أنّ إيران ستغسل يديها من الحزب، فتتعامل معه من باب الواجب، ليس إلّا، فبعدما كان هو ذراعها الأقوى، بات بمكان ما عبئاً عليها وعلى مفاوضاتها وعلى طموحها، إذ تحوّل إلى ورقة محروقة لا يمكن المساومة عليها.
وبعيداً عن أوهام نعيم قاسم، الذي لم يبقَ بجعبته إلّا بضع خطابات شعبوية يخرج علينا بها بين الحين والآخر، وبعيداً عن نواب الحزب الذين يهددون بين الفينة والأخرى، كي يقولوا لبيئتهم “لا تقلقوا نحن هنا”.
وبعيداً أيضاً، عن توقع ميشال حايك القائل “حزب الله ميته ما بيموت”، والذي بثّ آمالاً زائفة لدى البيئة بأنّ العودة إلى الاستقواء والبلطجة هو بالأمر الممكن في يوم ما، يستحضر لنا مشهد طريق المطار!
فمطار رفيق الحريري الدولي، والذي أثبت مجدداً أنّه لن يكون بوابة إيرانية، ولا منصة للصواريخ، ولا معبراً للأموال “الشريفة”، تحوّل أمس إلى هدف للدراجات النارية التي زحفت نحوه وهددت بقطع الطريق ورفعت أعلام الحزب ورددت شعار “هيهات منّا الذلة”.
حزب “الدراجات”، لم يعد بجعبته إلّا مجموعة من ناشطي منصة “إكس”، وهم فئة لا عمل لها سوى الامتثال لما يريده جواد نصرالله، نجل الشهيد السيد حسن نصرالله.
وليس خفياً، أنّ الجيش الإلكتروني للحزب يأتمر لجواد، وهذا الجيش نفسه بلحظة يرتدي اللون الأسود ويدعو للهجوم بفرقة “الدراجات”.
المشهد الاستعراضي “الفاشل” للحزب على طريق المطار، لم يكن إلّا مسرحية رديئة، حاول الحزب من خلالها استعراض قوة وهمية لم يعد من طرف في لبنان يأخذها على محمل الجد.
وإن تراءى للحزب بهذه الحركة التلويح بـ7 أيار جديد، فهو يجهل أنّ لديه يوماً مجيداً واحداً يزعمه طوي في العام 2008، أما ما بعد الـ1701 فالأيام المجيدة هي حصراً بيد الدولة وجيشها وأجهزتها الأمنية.
الإصرار على تفتيش الحقائب الإيرانية في مطار رفيق الحريري الدولي، ليس انحيازاً ضد دولة وإنّما ضد نظام لا يعترف بسيادة لبنان ويراه جزءاً من ولاية الفقيه، وتفتيش الحقائب ليس اعتداء على أي طرف وإنّما هو حق للبنان الذي دفع الثمن غالياً في شهور قليلة وخسر أمنه واستقراره والآلاف من شهدائه.
أمن المطار اليوم خط أحمر، رغماً عن إرادة حزب الله وأيّ حزب آخر، وكلمة الدولة، وكلمة الأجهزة الأمنية، وطبعاً كلمة وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي هي أقوى وقبل وفوق أيّ كلمة لأيّ قيادي أو نائب لأي حزب انتمى.
لبنان اليوم، هو لبنان المحرر من الأنظمة. وعلى الحزب الاختيار أو الاعتراف بالدولة أو طلب الإقامة الإيرانية وخوض معاركه في طهران لا في بيروت!