ابتزّوه بـ “مسائل جنسيّة” وتقاضوا 80 ألف دولار

وقع شاب لبناني ضحية عملية ابتزاز خطيرة قادها شابان فلسطينيان وآخر لبناني، أوهموه بوجود دعاوى جنسية مزعومة ضدّه، ليتمكّنوا من سرقة 80 ألف دولار منه عبر التهديد والمناورات الاحتيالية، ولكن تحقيقات الأجهزة الأمنية كشفت خيوط الشبكة وأظهرت تورط العشرات في قضايا مشابهة

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

وقع شاب لبناني ضحية عملية ابتزاز أبطالها شابان فلسطينيان وآخر لبناني، أوهموه بوجود دعاوى قضائية بحقّه تتعلّق بمسائل جنسيّة. وعلى وقع الصدمة، انطلت الحيلة على الشاب فرضخ لمطالب المبتزّين وبدأ بتحويل الأموال لهم مرّة تلو الأخرى حتى بلغت المبالغ التي قبضوها قرابة الثمانين ألف دولار.

تعرّف المدعى عليه “علي.ح”(فلسطيني،22عاما) بالمدعي الشخصي “ع.س” عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تواصل معه بالاشتراك مع المدعو “إبراهيم.أ” موهماً إياه بوجود دعاوى وشكاوى بحقّه لارتكابه جرائم جنسيّة، ومن ثمّ تمكّنا من إيهامه بإمكانية مساعدته عبر الاستحصال على إسقاطات من المدعين الشخصيين. صدّق “ع.س” مزاعم الشريكين في الخطّة، وقام بناءً على مناوراتهما الاحتيالية، بتحويل الأموال لهما عبر شركتي التحويل OMT وWHISH خلال شهري كانون الأول/ديسمبر 2023 وكانون الثاني/يناير 2024 حتى وصلت المبالغ إلى ما يقارب 80 ألف دولار أميركي.
استمرت عملية الابتزاز للشاب الذي ضاق ذرعاً بمطالب المبتزّين فتقدّم بشكوى ضدهم حيث كشفت التحقيقات هوياتهم الحقيقية وأنّ لهم باع طويل في مثل تلك الأعمال وأنّ عشرات الضحايا وقعوا في شِباكهم وتقدّموا بدعاوى مماثلة ضدهم.
كثّفت الأجهزة الأمنية ومكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية تحرياتها بتلك القضية، وتمّ سريعاً تبيان هوية المتورطين، وعُلِم أنّ قسماً كبيراً من الأموال التي حوّلها المدعي تمّ قبضها من قبل عاملٍ في محلّ معدّ للأجهزة الخلوية لديه خدمة تحويل الأموال، وهو المدعى عليه “عبدالقادر.ح” (فلسطيني، 38 عاما)، وذلك بطلب من المدعى عليه “عيسى.ج”(لبناني،40 عاما) حيث كان الموظف يستخدم صور بطاقات هوية لزبائن المحل دون علمهم، وذلك مقابل قبضه عمولة مالية عن كل حوالة كان ينقده إياها “عيسى.ج” الذي عرّفه بدوره على شريكه “علي.ح”.
خلال التوسّع بالتحقيق، تبين أن ضحايا كثر وقعوا ضحية المدعى عليهم وقد ذكر هؤلاء خلال الاستماع الى إفاداتهم وقائع مماثلة لتلك التي أوردها المدعي “ع.س”.
قاضي التحقيق في بيروت وائل صادق الذي تولّى التحقيق في القضية، أصدر قراره الظني، معتبرا أن المدعى عليهما “رياض.ح” و”عيسى.ج” أقدما بالاشتراك فيما بينهما وبتدخل من “عبد القادر.ح” على الاستيلاء على أموال المدعي الشخصي احتيالاً وعلى التهويل عليه من خلال تهديده بفضح أمر من شأنه أن ينال من قدره، ما يؤلف تباعاً جنحتي المادتين 655 و650 عقوبات معطوفة على المادة 219 منه بالنسبة للمدعى عليه “علي.ح”.
وتصل عقوبة المواد المذكورة الى السجن حتى ثلاث سنوات على أن تتم إحالة المدعى عليهم للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت وتضمينهم الرسوم والنفقات.

مواضيع مماثلة للكاتب:

بلبلة حقائب الدبلوماسيين.. الحزب “محشور” وأمن المطار مهدّد

في لبنان.. “فول مدمّس” بالكبتاغون!

خطفوا “تيكتوكر” وهدّدوا والدته بإعادته إليها قِطَعاً