فيتو وفيق على جعجع.. حقيقي أم خلّبي؟


خاص 7 كانون الثاني, 2025

أسئلة عدة يُمكن طرحها على قادة “الحزب” الجدد: هل قرأتم الدستور جيدًا قبل إشهار “الفيتو” يمينًا وشمالًا، وهل قرأتم اتفاقية وقف الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي أجهزت على أغلى ما عندكم؟ ومتى سترفعون سيف “الفيتو” بوجه الأيادي التخريبية التي جعلت من خلالكم لبنان العظيم ساحة مستباحة للحروب العبثية.. أما آن أوان الصحوة، أم تنتظرون حربًا جديدة!

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

لم يوفق المسؤول عن كل شيء في “حزب الله” وفيق صفا بهجومه على رئيس تكتل “الجمهورية القوية” الدكتور سمير جعجع، شاهرًا “الفيتو الرئاسي” بوجه رئيس أكبر تكتل نيابي في المجلس، وزعيم أوسع شريحة حزبية ومؤيدة لنهج المقاومة الحقيقية منذ أيام يوحنا مارون..

فالفيتو غير الموجود أصلًا جاء بهدف تسجيل انتصار وهمي على شخصية لم تُعلن ترشيحها أصلًا، لأسباب متعددة، ما يُفسّر ترشيح “القوات” للنائب ميشال معوض، ثم الذهاب إلى التقاطع مع “التيار الوطني الحر” على تسمية وزير المالية الأسبق جهاد أزعور..

إذًا، عن أي “فيتو” يتحدث صفا وإلى من يتوجه بالكلام؟ في التحليل يتبين أنّ صفا لا يملك حتى اللحظة أي قدرة على إعادة إعمار ما تهدّم من جرّاء حرب الإسناد التدميرية التي أفقدت “حزب الله” أغلى ما يملك، وبات كمن ينتظر زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لتمديد أيام الهدنة بمبادرة أميركية وموافقة إسرائيلية.. فهل سمير جعجع قام بحرب الإسناد وساهم بتدمير كل شيء حتى يهاجمه صفا بهذا الكم من عبارات الهروب إلى الأمام..

وهل النظام الديمقراطي البرلماني الذي يتغنى به لبنان يخضع لأي “فيتو”؟ كلام صفا ناجم على ما يبدو عن سوء فهم للدستور اللبناني، الذي يتحدث عن أكثرية مطلوبة للدورة الأولى (86 صوتًا)، وأكثرية عادية للدورات المتتالية (65 صوتًا)، ومن يقفز هذه العتبة يصبح رئيسًا للجمهورية شاء من شاء ورفض من رفض..

وعليه، يبقى “الفيتو” المزعوم كضربة السيف في الماء، لا تُقدِّم ولا تؤّخِر، وكان من المفترض أن يستبدل صفا كلمة “فيتو” بعبارة “كتلة حزب الله منفتحة على أي انتخاب، ما عدا انتخاب جعجع”..

أما سبب “الفيتو المزعوم” والصفات التي نعت بها وفيق صفا سمير جعجع فهي أيضًا في غير مكانها، هدفها الحقيقي لفت نظر الجمهور عن الحقيقة التي أوصلت “حزب الله” إلى ما يُشبه السيارة التي تدهورت في الوادي وتحطمت بالكامل، لكن الراديو فيها بقي يعمل، وهذا التعبير الدقيق، أصاب في وصفه رئيس لقاء “سيدة الجبل” الدكتور فارس سعيد.

أسئلة عدة يُمكن طرحها على قادة “حزب الله” الجدد، هل قرأتم الدستور جيدًا قبل إشهار “الفيتو” يمينًا وشمالًا، وهل قرأتم جيدًا الاتفاقية التي أوقفت الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي أجهزت على أغلى ما عندكم، وهل اقتنعتم أنّ الداخل اللبناني الذي يختلف مع سياستكم أبقى لكم من الخارج الذي أخذ خيرة شبابكم إلى التهلكة؟ ومتى سترفعون سيف “الفيتو” بوجه الأيادي التخريبية التي جعلت من خلالكم لبنان العظيم ساحة مستباحة للحروب العبثية.. أما آن أوان الصحوة، أم تنتظرون حربًا جديدة!!!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us