مرشّحون فراطة


خاص 7 كانون الثاني, 2025

في وقت يتهيب رئيس أكبر كتلة برلمانية الترشّح، فعلها سيمون حبيب صفير، مُعلناً: “انطلاقاً من تخصّصي في مجال الهندسة الداخلية والزخرفية، وممارستي لها ولفن الرسم والكتابة، والتزاماً مني بالمسؤولية الوطنية… أترشح لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية'”. بهذا الطرح، يتخطى صفير العبثية إلى الجرأة، ليذكّرنا أنّ الرئاسة ليست حكراً على الأقطاب التقليديين، بل مساحة مفتوحة لكل صاحب رؤية… حتى لو كانت مزخرفة.

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

لأول مرة بتاريخ الرئاسة اللبنانية يُتداول بأسماء 3 فرائد: النائب فريد البستاني، والنائب السابق فريد الياس الخازن، وفريد هيكل الخازن، وإلى الخازنين يٌهمس في الكواليس باسم ثالث وهو الشيخ وديع ( 80 عاماً) الذي اختاره الرئيس عمر كرامي بديلاً من “فرّودا” لتولي حقييبة “السياحة”. عشرة أيام فقط دامت فرحته بلقب “صاحب المعالي” من 18 إلى 28 شباط.
وبين الأسماء المرشحة للدخول إلى بعبدا زيادان: زياد بارود وزياد حايك، وهما على قدر من العلم والمعرفة غير الضروريتين لتبوّؤ المنصب. ولن أنسى أنّ قبل 45 يوماً على انتهاء العهد الأروع في العصر الحديث، جاء أول ترشيح من زغرتا، إذ أعلن سايد بطرس فرنجيه عن ترشحه عن المقعد الماروني الأول متعهداً “بإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية وجلب استثمارات خارجية” ولم نعد نسمع له، بعد التعهد، صوتاً أو صدى.
في المدة الفاصلة بين ولاية جنرالين، أعلنت نادين موسى خوض الإستحقاق بوجه ثلاثة من أقطاب الموارنة الذكور، وكانت أول سيدة تترشح لهذا المنصب. ليتها انتُخبت. في أسوأ الأحوال لا صهر لديها ليكون رئيس ظل سمج لستة أعوام.
مطلع الحملة الرئاسية الجديدة غير المحددة بوقت، جاءت مي الريحاني من أميركا بمشروع حكم وكذلك فعلت ترايسي شمعون فقدمت رؤية جديدة للجمهورية. تواصلت المرشحتان مع القوى السياسية من دون إحداث خرق، فيما تمكن رئيس حزب الإنقاذ البيئي بشارة أبي يونس من نيل صوت على سبيل التفكه.
يمكن تخيّل أي ماروني رئيساً للجمهورية أكان اسمه جان لوي قرداحي،
أو حبيب الزغبي أو ناصيف حتي أو عصام خليفة أو سليم إده أو جورج خوري أو سمير عسّاف. الخيال مفتوح على مصراعيه. أما ما يصعب تصوّره أن يقفز إسمان فجأة إلى الحلبة في أسبوع مفصلي معلنان ترشّحهما إلى الإنتخابات الرئاسية: جيلبر المجبّر وسيمون حبيب صفير.
المجبّر أرسل من “أرض الغربة” باقة من الأفكار التي سيسعى “جاهداً ورئيس الحكومة لتأسيس مرحلة جديدة من إعادة بناء المؤسسات الرسمية الشرعية المدنية والعسكرية والدبلوماسية والقضائية بما يندرج في مضامين شرعة حقوق الإنسان والدستور اللبناني”. بطريقة ما سرق أفكاري. أما صفير فأعلن بين العيدين: “انطلاقاً من تخصّصي في مجال الهندسة الداخـليّة والزخـرفية، وممارستي لها ولفن الرّسم والكتابة، والتزاماً منّي بالمسؤوليّة الوطنيّة الملقاة عـلى عاتقي، أعلنُ، بنعمة الله، وفي زمن ميلاد ربّنا وإلهنا يسوع المسيح، ملك الملوك ومخلّص البشريّة جمعاء، ترشّحي لمنصب رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة”، وقدّم صفير مشروعا طليعياً يمكن للنواب قراءته قبل تحكيم ضمائرهم. متوافر على الوكالة الوطنية لمن يرغب.
في وقت يتهيب رئيس أكبر كتلة برلمانية الترشّح فعلها صفير علماً أنه نال في الإنتخابات النيابية الأخيرة 142 صوتا تفضيلياً.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us