بالأرقام: عودة السوريين الى ديارهم خجولة جداً… والمشهد السياسي في سوريا معقّد وغير واضح


خاص 14 كانون الثاني, 2025

سقوط نظام الأسد أحيا آمال النازحين السوريين بالعودة إلى ديارهم، إلا أنّ الواقع لا يبشر خيراً، فهناك عوامل تقف في وجه عودتهم، مثل غياب الأمن والأمان، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، إضافة إلى الظروف الشخصية، خصوصاً وأنّ أكثر من نصف اللاجئين السوريين منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن

كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

بعد 13 عاماً من اندلاع الثورة السورية، استطاع الشعب السوري أخيراً تحقيق انتصار تاريخي بإسقاط نظام الأسد، الذي حكم سوريا لعهود طويلة. هذا الحدث لم يكن مجرد نهاية لعهد آل الأسد بل يعتبر بداية جديدة للسوريين بإنقاذ بلادهم وتقرير مصيرهم. وقد أحيا سقوط نظام الأسد آمال النازحين السوريين بالعودة إلى ديارهم، إلا أنّ الواقع لا يبشر خيراً، إذ أنّ هناك عوامل تقف في وجه عودتهم، مثل غياب الأمن والأمان، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، إضافة إلى الظروف الشخصية، خصوصاً وأنّ أكثر من نصف اللاجئين السوريين منازلهم مدمرة أو غير صالحة للسكن. وفي ظلّ كل التطورات التي حصلت في الآونة الاخيرة في سوريا، يحكى عن آلاف السوريين الذين فرّوا من سوريا بعد سقوط النظام خوفاً من حكم قوات المعارضة، في حين عاد الآلاف منهم من البلاد المجاورة أي من تركيا ولبنان والأردن.

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين في حديث لـ”هنا لبنان” الى أنه بعد سقوط النظام في سوريا هناك نحو عشرة آلاف سوري أتوا من دمشق ومن بلدات قريبة إلى بيروت، ونحو ستة آلاف بقوا في لبنان، وثلاثة آلاف غادروا إلى بلدان أخرى، لاسيما الإمارات، مصر ودول أخرى. ولفت إلى أن النزوح السوري الكبير أتى من جهة حمص إلى منطقتي الهرمل وبعلبك، بحيث نزح قرابة التسعين ألفاً، منهم خمسة وخمسون ألفاً يحملون الجنسية اللبنانية ولكن لا يملكون شيئاً في لبنان، ويسكنون في سوريا منذ عشرات السنين، فعادوا إلى لبنان. وخمسة وثلاثون ألف سوري نزحوا إلى منطقة بعلبك- الهرمل.

أمّا عن حركة النزوح من لبنان إلى سوريا بعد سقوط النظام، قال شمس الدين إنّ عودة السوريين إلى ديارهم كانت خجولة جداً، وخلال فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان عاد نحو 420 نازح سوري إلى سوريا، وبعد سقوط النظام، عاد مئات السوريين وليس عشرات الآلاف ولا الآلاف. كما أنّ هناك مئات السوريين ممن تركوا عائلاتهم في لبنان وذهبوا لاستطلاع الوضع في الداخل السوري وللاطلاع على وضع بلداتهم وقراهم من أجل تقييم إمكانية العودة.

وأوضح شمس الدين أنّ اكثرية السوريين الذين استطلعوا الوضع في سوريا عادوا إلى لبنان بعد أن رأوا الدمار الكبير، وأنّ الوضع لا يزال صعباً ولا تتوفر ظروف الحياة، وبالتالي عادوا ليستقروا مجدداً في لبنان أقله هذا العام ريثما تتضح الأمور في سوريا. وشدد على أنه لا يمكننا اليوم الحديث عن عودة كاملة للسوريين إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

لا يزال المشهد السياسي في سوريا معقّداً وغير واضح، فالتخوفات الداخلية من عدم الاستقرار بسبب سيطرة قوات المعارضة والتي تسمى “هيئة تحرير الشام” على الدولة السورية، تجعل عدداً كبيراً من السوريين في حالة تخوف وقلق إلى حين استقرار الوضع كاملاً ومعرفة الخفايا المستقبلية للبلاد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us