هل سيسأل ماكرون “الحزب” عن دمار لبنان؟!


خاص 18 كانون الثاني, 2025

كما فعل في آب 2020 قام ماكرون أمس بجولة في منطقة الجميرة التي تحيط بمرفأ بيروت، وأطلق خلالها كلاماً تضامنياً ذا طابع إنساني تضامني، وبما أنه التقى الجميع كعادته فهل سيلتقي أيضاً محمد رعد ليحتجّ على الأقل على ما سببه “الحزب” للبنان من ضحايا ودمار وخراب؟

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:
وصل أمس إلى بيروت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الرابعة آتياً لتهنئة الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، حاملاً معه كل الوعود لتقديم الدعم لمساعدة لبنان كي يستعيد عافيته اقتصادياً وإعمارياً. وهذا بطبيعة الحال أمر إيجابي كونه الرئيس الأجنبي السباق في هذا المجال.

وكان الرئيس الفرنسي قد زار لبنان للمرة الأولى عام 2017 كمرشح خلال الحملة الرئاسية الفرنسية، وزار يومها عون الذي كان قد أصبح رئيساً للجمهورية منذ أشهر قليلة، ثم سارع إلى لبنان مرة ثانية غداة انفجار مرفأ بيروت في 6 آب 2020 للاطلاع على هول الأضرار عن قرب وتقديم المساعدة وتسليط الضوء على المسوولية والمسؤولين، ثم عاد مرة ثالثة في أيلول بعد شهر فقط متأملاً بما ستتنازل عنه الطبقة السياسية، وفي نفس الوقت متوعداً بماذا؟ ولكنه لم يفعل، ولم يعد، وكل ما طرح حول أهمية الزيارة والضغط الفرنسي على الطبقة السياسية التي تأكد تورط بعضها في التفجير كما أظهر التحقيق الذي كفت يد القاضي طارق البيطار عنه، تبين أنه مجرد كلام دعائي. وهذا التلكؤ تُرجم عملياً بالتواصل الذي كانت باريس تعمل على خياطته وتمتينه مع “حزب الله” الذي تحوم الشبهات حول دور له هو في عملية تفجير المرفا إذ توجه وفيق صفا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” إلى قصر العدل وقام بتهديد البيطار قائلاً: “واصلة معنا منك للمنخار ورح نقبعك” من منصبه.

قبل ذلك، وخلال زيارته الثانية كان ماكرون يعقد اجتماعاً مع السياسيين، ثم ينفرد في لقاء ثنائي داخل السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر مع محمد رعد. على ماذا اتفقا؟
وهذه المرة سيلتقي ماكرون أيضاً نبيه بري بصفته رئيس مجلس النواب، وبصفته الأهم، كرئيس لحركة أمل، أما نجيب ميقاتي الذي سيترك السرايا فقد خصه بزيارة بروتوكولية وداعية. وبري هو من فاوض باسمه وباسم “حزب الله”، الذي يدعي المقاومة، طيلة أشهر الولايات المتحدة عبر المبعوث الشخصي للرئيس جو بايدن من أجل التوصل لوقف الحرب التدميرية على “حزب الله” التي اغتالت إسرائيل خلالها الامين العام حسن نصرالله وكل القيادة العسكرية. وقد وافقت الحكومة اللبنانية على الاتفاق الذي فاوض عليه بري ووافق عليه “حزب الله” ولم يكن هناك أي دور لفرنسا لا في المفاوضات ولا في الاتفاق رغم أنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي حافظت على علاقة وتواصل مع “حزب الله”. كما أنّ التغيير الجذري الذي حصل في لبنان أملته أيضاً ظروف إقليمية ودولية واضحة على خلفية الصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة ثانية، بدأته إسرائيل بالحرب على غزة ثم تدخل “حزب الله” مدعياً “مساندة غزة” التي ادت إلى ضرب “حزب الله” وتدمير قدرته العسكرية، ثم السقوط التاريخي لنظام بشار الأسد. والآن تتركز المعركة على “الحشد الشعبي” في العراق والحوثيين في اليمن. وعشية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان أصرت أميركا على إشراك فرنسا رغم رفض إسرائيل، وهي تشارك اليوم في اللجنة الدولية الخماسية التي تشرف على الالتزام بتطبيق الاتفاق برئاسة ضابط أميركي. وخلال كل فترة رئاسة عون وانتفاضة الشباب في تشرين 2019 وسنتي الفراغ الرئاسي، ثم الحرب الإسرائيلية التي دامت أكثر من سنة لم تقم فرنسا بأي دور على صعيد دعم مطالب التغيير، واكتفت بالاهتمام الشكلي لمسالة الفراغ الرئاسي، فيما استمر دورها في محاولة تخفيف عبء العقوبات الاقتصادية على إيران وعناية مصالحها الاقتصادية والتجارية معها. وقيل يومها إنّ هذا السلوك له علاقة بحرص باريس على حماية جنودها المشاركين في قوات الطوارئ “يونيفل” في الجنوب من أي اعتداء محتمل من قبل “حزب الله. وكما فعل في آب 2020 قام ماكرون أمس بجولة في منطقة الجميرة التي تحيط بمرفأ بيروت الذي تم تفجيره، وأطلق خلالها كلاماً تضامنياً ذا طابع إنساني تضامني، ثم التقى مساء رئيس الحكومة المكلف. وبما أنه التقى الجميع كعادته فهل سيلتقي أيضاً محمد رعد ليحتج على الأقل على ما سببه “حزب الله” للبنان من آلاف الضحايا ودمار وخراب؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us