نداء إلى نوّاف بك
كون قرار إلغاء الألقاب مأخوذ من 28 سنة أناشد نوّاف بك تجاهل أيّ سؤال يوجّه إليه كـ “دولة رئيس” ويصرّ على “السيد” من دون زوائد، وعليه الطلب من وزرائه لاحقاً حذو حذوه تطبيقاً لقرار متخّذ. حتماً سيعترض على مخاطبته “نواف بك”، واللبنانيون بالغالبية الساحقة يعترضون على تأبيد الألقاب الفخمة وتلك المرتفعة عن سطح الأرض
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
– “كيف بتاخد قهوتك معالي الوزير؟”
– كرِّر السؤال بنبرة أعلى كي يسمع زملاؤك كلمة “معالي”.
لم يكن مضى ساعات على صدور مراسيم تشكيل حكومة تمام بك سلام في 15 شباط 2014، حتى أصيب أحد الوزراء الجدد بما يشبه النشوة، وقد انتابته في مكتب أحد كبار الصحافيين وتكررت (النشوة) مئات المرات إلى ما بعد اعتزال تمام بك ابن عم دكتور نوّاف.
يتناسى الوزراء والنواب والرؤساء أنّ قبل سنة من نهاية عهد الياس الهراوي، وتحديداً بتاريخ 16 تشرين الأوّل 1997 اتخذت حكومة الرئيس رفيق الحريري قراراً حمل الرقم 36 ألغيت بموجبه الألقاب من “فخامة” إلى “دولة”، “معالي” و”سعادة”، ولا أذكر أنّ أحداً من النواب خاطب الرئيس الهراوي من دون “تفخيم” ولا أي منهم توجه إلى الرئيس بري من دون “تعظيم” لقب “دولة الرئيس” من الثوابت الميثاقية. وحده وزير الإعلام باسم السبع اعتمد صيغة السيد الرئيس في تلاوة مقررات مجلس الوزراء.
كانت “فورة” متأخرة نصف قرن، “خبطة”،”صدمة”، خلع ثوب قديم لم ترق لأصحاب الفخامة والسعادة والدولة. وفي المناسبة لم تدرج مخاطبة نائب رئيس مجلس النواب أو نائب رئيس مجلس الوزراء بـ “دولة الرئيس” إلا مع النائب والوزير ميشال المر وخلفائه. وصل “دولتو” صرّح “دولتو” ترأس “دولتو” ولحّق على “كنفشة”. لا أحد يذكر أنّ صحافياً خاطب الدكتور إيلي سالم بـ “دولة الرئيس” طوال عهد الشيخ أمين. على سيرة “المشيخة” و”الأفندية” و”العطوفة” و”البكوية” لا اعتراض عليها ما دامت غير مرتبطة بالمناصب الرسمية. ويُروى أنّ القاضي نصري لحود، ذهب إلى المختار وطلب تسجيل اسم بكره باسم نصري بك! فكان له ما أراد.
مع تولي تمام بك مقاليد الحكومة، في العام 2014 وُضع بند إلغاء الألقاب على جدول أعمال مجلس الوزراء، ولم يلق الإلغاء استحسان أصحاب المعالي. أن يخاطب غازي زعيتر أو عبد المطّلب الحناوي بالسيد غازي ومسيو عبد المطّلب، تعادل تجريد نوال الزغبي من لقب “النجمة الذهبية” ومخاطبة السوبر ستار بالمغني راغب علامة ni plus ni moins.
ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه، فالنائب محمد قباني قدّم اقتراح قانون بإلغاء الألقاب العام 2013، “لطشت” النائب بوليت سيركان ياغوبيان مضامينه بعيد وصولها إلى الندوة البرلمانية وقدّمته كما لو أنه من بنات أفكارها.
بناء على ما سبق، وكون قرار إلغاء الألقاب مأخوذ من 28 سنة أناشد نوّاف بك تجاهل
أيّ سؤال يوجّه إليه كـ “دولة رئيس” ويصرّ على “السيد” من دون زوائد، وعليه الطلب من وزرائه لاحقاً حذو حذوه تطبيقاً لقرار متخّذ. حتماً سيعترض على مخاطبته “نواف بك”، واللبنانيون بالغالبية الساحقة يعترضون على تأبيد الألقاب الفخمة وتلك المرتفعة عن سطح الأرض.
مواضيع مماثلة للكاتب:
السفير الوقح | مرشّحون فراطة | العلامة الفارقة وحرية التكسير |