إسرائيل قررت عدم الانسحاب.. هل تعود الحرب؟


خاص 25 كانون الثاني, 2025

طلبت الدولة اللبنانية من لجنة المراقبة، والدول الضامنة للاتفاق، الضغط على إسرائيل للتقيد بمهلة الستين يوماً، وأبلغت من يعنيهم الأمر، أنّ الجيش جاهز للانتشار مع قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل، فور انسحاب إسرائيل، وفي كل المناطق التي سيتم إخلاؤها على طول الشريط الحدودي.

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تنفذ الانسحاب الكامل من لبنان خلال مهلة الستين يوماً، المنصوص عليها في الاتفاق، وأنه أصدر أوامره للجيش، للاستعداد للبقاء في لبنان، لأن حزب الله ما زال موجوداً، ولم ينسحب من جنوب الليطاني، واتهمت إسرائيل الجيش اللبناني، بأنه يتعاون مع حزب الله، وأنه غير جاهز للانتشار في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل.

فيما طلبت الدولة اللبنانية من لجنة المراقبة، والدول الضامنة للاتفاق، الضغط على إسرائيل للتقيد بمهلة الستين يوماً، وابلغت من يعنيهم الأمر، أن الجيش جاهز للانتشار مع قوات الطوارئ الدولية اليونفيل، فور انسحاب إسرائيل، وفي كل المناطق التي سيتم إخلاؤها على طول الشريط الحدودي.

ويوم غد الأحد تنتهي مهلة الستين يوماً، وامام تمسك إسرائيل بموقفها، بات شبح عودة الحرب يلوح في الأفق.

وحول هذا الموضوع يقول الخبير العسكري أكرم كمال سريوي لـ “هنا لبنان” : “من الواضح أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بعدة نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبناني أهمها؛ مرتفع اللبونة، جبل بلاط شرقي يارين، تلة العويضة قرب العدسية، وتلة الحمامص جنوبي الخيام، ويمكن لإسرائيل من خلال هذه النقاط الإشراف على مناطق لبنانية واسعة، وقطع الطريق الحدودي بين الناقورة وبنت جبيل، وكذلك بين بنت جبيل وكفر كلا، وبين كفر كلا والوزانة”.

ويضيف سريوي أنّ “إسرائيل بدأت فعلاً بإقامة إنشاءات إسمنتية في تلك المناطق، واستقدمت إليها تجهيزات إلكترونية ومعدات مراقبة، ومنذ توقيع الاتفاق لم تكن إسرائيل تنوي التقيد به، وقامت بخرقه خلال هذه المدة أكثر من ألف مرة، وهي حاولت استفزاز حزب الله عبر تفجير المنازل في القرى التي تحتلها، وتهديم ما تبقى منها، وإطلاق النار على المدنيين العائدين إلى القرى الحدودية، خاصة على بنت جبيل التي فشلت في احتلالها أثناء الحرب. ثم قامت بتنفيذ عمليات توغل جديدة، إلى وادي الحجير وعدة قرى لم تنجح في الدخول اليها إبان المعارك، وكل ذلك كان بهدف اسقاط اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب، ورسم صورة نصر أمام الداخل الإسرائيلي وإقناع اللبنانيين وأهالي القرى الحدودية تحديداً بأن لا فائدة من حزب الله وأنه هُزم في هذه المعركة”.

وعن اليوم الواحد والستين وكيف سيتصرف لبنان وهل سيرد حزب الله على الاعتداءات ؟ وهل يمكن أن تعود الحرب يقول سريوي: “لا عودة إلى الحرب الآن، وبيان حزب الله الأخير لم يتحدث عن عودة عمليات حزب الله، بل طالب الدولة اللبنانية والأطراف المعنية بالضغط على إسرائيل للتقيد بالمهلة المحددة، وتنفيذ الاتفاق، وأكد الحزب على أنه بعد هذا التاريخ، سيتعامل مع الوجود الإسرائيلي كقوة احتلال، وشرعية العمل المقاوم ضده، حتى تحرير الأرض، لكن هذا لا يعني العودة إلى الحرب، بالضرورة في اليوم الواحد والستين.”

وبرأي سريوي أنّ “حزب الله لن ينجر إلى الفخ الإسرائيلي بالعودة إلى الحرب، خاصة أنه لا يوجد إجماع لبناني على عودة عمليات حزب الله الآن، ولذلك سيفتح حزب الله المجال أمام العمل الدبلوماسي، لاجبار إسرائيل على الانسحاب، وكلما طال بقاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، سيعطي ذلك مبرراً أكبر للمقاومة للتمسك بسلاحها، ويقنع الآخرين بأنّ إسرائيل لن تنفذ أي اتفاقات دولية أو انسحاب، سوى تحت ضغط الحزب”.

ويضيف سريوي بأنّ “إسرائيل تعرف نقاط ضعف لبنان وحزب الله، خاصة الخلافات الداخلية في لبنان، وتحاول الاستفادة من هذه التناقضات، لتحميل الحزب، ليس فقط مسؤولية الدمار الذي لحق بلبنان، بل مسؤولية بقاء إسرائيل في الأراضي اللبنانية، بحجة أنه لم يتم تجريد الحزب من سلاحه، وأنه ما زال يملك كميات كبيرة من الصواريخ والمسيرات والأسلحة، التي تُشكّل خطراً على مستوطنات الشمال”.

وحول سؤاله عن المدة الزمنية، التي يمكن أن تبقى فيها إسرائيل داخل لبنان، يقول سريوي: “إسرائيل تنوي البقاء في بعض النقاط الإستراتيجية لأمد طويل، ولا تريد الانسحاب منها، لكن هذا سيشكّل تحدياً للدولة اللبنانية، والدول التي رعت الاتفاق، كما أنه سيفتح الباب أمام عودة عمليات حزب الله ضد هذه المواقع الإسرائيلية، ولو بعد حين، وفي ظل توجه الإدارة الأميركية الجديدة نحو مشاريع السلام في المنطقة، والعمل على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، ستضطر الولايات المتحدة الامريكية للضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان. “

ويختم سريوي بالقول : “اعتقد أنه من الأفضل لحزب الله، أن لا يعود إلى إشعال الحرب الآن، حتى لو لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية، ضمن مهلة الستين يوماً، فبقاء الاحتلال الإسرائيلي يقوي موقف الدولة اللبنانية من الناحية القانونية، وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويعزز المطالبة بالانسحاب الكامل، ويفتح باب التفاوض على النقاط الثلاثة عشر المختلف عليها. ثم في مرحلة لاحقة إذا فشلت الدبلوماسية في إجبار إسرائيل على الانسحاب، يُصبح خيار حزب الله أكثر شعبية وشرعية، لكن الآن يجب التروي، وعدم التسرّع بالعودة إلى الحرب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us