الجنوب بعد 60 يومًا… انتهاكٌ من الحزب و”تشبيح”!


خاص 28 كانون الثاني, 2025

بعد كل ما جرى في الجنوب من مآسٍ ودمارٍ، يُصِرُّ الشيخ نعيم قاسم على اعتبارِ “أحداثِ الجنوب الدَّامية انتصارًا للحزبِ على إسرائيل”، في حين يُحمِّلُ بعض أبناء هذه القرى مسؤوليَّةَ خساراتِهم لـ”الحزب” بالدَّرجة الأولى، فهو أدخلَهم في حرب الإسناد رغمًا عنهم وعرّضهم لخساراتٍ لا يُمكن تعويضُها، معتبرين أنَّ المشهدَ في قراهم لا يدلّ على أي نصرٍ كما أنَّ أرزاقَهم ومنازلَهم لن تكون فداءً لأحد على عكس شعارِ هذه البيئةِ المهزومة

كتبت إليونور إسطفان لـ”هنا لبنان”:

تحوّلت قرى الشريط الحدودي إلى صحراءَ لا تصلحُ للحياةِ من جديد، حيث لا شبكة كهرباء ولا مياه ولا منازل ولا طرقات ولا أشجار، وكأنّها تعرضت لقنبلةٍ نوويةٍ نسفتْها وأنهت الحياة فيها!

ففورَ انتهاءِ مهلة الـ60 يومًا، توجّه أبناءُ هذه القرى إليها سيرًا على الأقدام، حيث لا إمكانية لدخول السَّياراتِ إليها بسببِ الطرقاتِ التي جرفتْها الآليّات الإسرائيليّة. وبينما كانوا يأملون إيجاد ولو غرفةٍ واحدةٍ من بيوتِهم، كان المشهدُ كارثيًّا، حيث لا أَثَرَ لممتلكاتِهم، فما وجدوه هو فقط “كوْمات” من الرُّكامِ التي تحتوي على أشكالَ مختلفةٍ من القنابلِ والصواريخِ الإسرائيليةِ من جهةٍ، وأشرطةٍ ومعدّاتٍ تعود لمقاتلي “حزب الله” من جهةٍ أخرى.

في حين تعرّضَ جزءٌ كبيرٌ من الأشْجار إلى القطْع وأُحْرِقَ الجزءُ الآخرٌ، فيما اختفت معالمُ الطّرقاتِ التي جرفتْها الدبَّابات الإسرائيلية، وهُدِّمَتْ المدارسُ والمراكزُ الطبيّةُ والأماكنُ الدّينيّة فيها.

وفي خضمِّ هذه المأساة، فوجِئ بعضُ الأهالي الذين حاولوا البحثَ عن بعضِ الأغراضِ التي قد تكونُ في حالةٍ جيدةٍ، بتعرُّضِ بعضِ الأثاث والمعدّات من بيْن ركام منازلهم للسّرقةِ من قِبَلِ أشخاصٍ يعرفونَهم، في حين تمكّن البعضُ الآخر من نقلِ بعضِ الممتلكات التي لا تزالُ صالحةً.

وبعد الذي رأَته عيونُ أبناءِ هذه القرى من مآسٍ ودمارٍ، يُصِرُّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في خطابِه، على اعتبارِ “أحداثِ الجنوب الدَّامية انتصارًا للحزبِ على إسرائيل”، في حين يُحمِّلُ بعض أبناء هذه القرى مسؤوليَّةَ خساراتِهم إلى “الحزب” بالدَّرجة الأولى، فهو أدخلَهم في حرب الإسناد رغمًا عنهم وعرّضهم لخساراتٍ لا يُمكن تعويضُها، معتبرين أنَّ المشهدَ في قراهم لا يدلّ على أي نصرٍ كما تدَّعي بيئةُ الحزبِ التي تعيش في أوهامَ بطوليةٍ، كما أنَّ أرزاقَهم ومنازلَهم لن تكون فداءً لأحد على عكس شعارِ هذه البيئةِ المهزومةِ.

غيْر أنَّ هذه البيئة التي اعتادت سياسةَ الاستفزازِ و”السَّحَاسِيحِ” وفي الوقت الذي عمَدَ فيه مناصرو الحزبِ إلى تنظيمِ مسيراتٍ استفزازيةٍ في مناطقَ مختلفةٍ من بيروت، انهالَت على من اعتبرَ أنَّ الحزبَ هو المُسَبِّبُ لكلِّ هذا الخراب في القرى الحدوديّةِ بالشتائِم والتهديدِ والوعيدِ والاتّهامِ بالعمالةِ.

ربّما يتساءل غالبيةُ اللبنانيّين اليوم، متى يستيقظ الحزب وبيئته من سباتِهم وأوهامِهم؟ وهل عليهم أن يدفعوا فواتيرَ أكبر بعد حتّى يعيَ الحزبُ مدى هزيمتِه؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us