عشرون عامًا على الاغتيال… رحيل الرجل الاستثنائي في مرحلةٍ استثنائية!


خاص 7 شباط, 2025

أعاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبنان إلى الخريطة الماليّة العالميّة، وأعاد تأهيل المرافق والبنية التحتية وإعمار وسط بيروت، وأنعش السّياحة في لبنان. وعلى الرَّغم من كلّ الاحداث التي مرّت، من اغتيالات وحروب واشتباكات وتطوّرات عسكريّة وسياسيّة، فإنّ العمل السياسي بحاجة اليوم الى رجال دولة على خطى الرّئيس الشهيد رفيق الحريري، خصوصًا أنَّ المرحلة الحالية دقيقة وصعبة، ولبنان لم يعد قادرًا على السّير وحيدًا متخبِّطًا يمينًا ويسارًا بسبب الإشكالات السياسيّة الداخليّة وفرض المُحاصَصات الطائفيّة والمُحاصرة الخارجيّة

كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

يُحيي لبنان في 14 شباط الجاري، ولا سيّما جمهور “تيار المستقبل” الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. عشرون عامًا مرّت على الانفجار الضّخم الذي هزّ العاصمة بيروت، وشتّت أهاليها وأرعَبَ الملايين، والذي كان نقطةَ تحوّل للبنان ولسقوطِ الدولة ومؤسَّساتها والانهيارات والحروب والاغتيالات المتوالية.

عشرون عامًا مرّت على هدْم كلّ ما بُنِيَ ما بعد الحرب الاهلية وما بعد اتفاق الطّائف. وفي المقابِل، عشرون عامًا مضت على تحقيقِ العدالة ومعرفة الحقيقة التي انتظرَها غالبيّة الشعب اللبناني وخصوصًا أحباب رفيق الحريري، بعد أن تحقّقت عدالة الرّئيس الشهيد، خصوصًا بعد سقوط نظام بشار الاسد ونظامه، اللذَيْن كانا غطاءً لمرتكِبي جريمة الاغتيال.

فكم نحن بحاجة اليوم لشخصيّة سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وإعماريّة نادرة كشخصيّة الرّئيس الشهيد رفيق الحريري؟

أكَّد النّائب السابق في كتلة تيار المستقبل هادي حبيش، في حديث لـ”هنا لبنان”، أنّه بعد كل ما حدث في لبنان نحن بحاجةٍ الى نهضةٍ كبيرةٍ جدًّا، مضيفًا أنّه هناك زخَم دولي واضح يدعمُ اليوم لبنان باتجاه إعادة الاعمار والنّمو الاقتصادي والإصلاحات المطلوبة، مشيرًا الى أنَّ هذه المرحلة شبيهةً بمرحلة ما قبل الطّائف حين وصل البلد الى مرحلة الانهيار الكبير، وأتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري والدّول التي واكبته بدعمِها للبنان لإعادة الاعمار، ومن ثمّ حصلت النّهضة الكبيرة في معظم المناطق اللبنانية. فنحن اليوم بحاجة الى مرحلة “إعادة النّهوض بالبلد”، من خلال مجموعةٍ من السياسيّين المتضامنين مع بعضهم البعض بهدفِ الوصول إلى إعادة الاعمار والنّهوض من جديد.

وشَدَّدَ حبيش على أنَّ لبنان يفتقد لرجلٍ كشخصية الشهيد رفيق الحريري، مؤكِّدًا أنّه لا يوجد اي شخصية بحجم الرّئيس الشهيد، على الرَّغم من أنَّ الرَّئيس سعد الحريري لعب أدوارًا عديدة قبل تعليق عمله السياسي. وبالتالي، وعلى الرَّغم من كلّ الاسماء التي مرّت على لبنان لم يكن هناك شخصية بحجْم الشهيد الحريري، فلا أحد من رؤساء الحكومات السابقين استطاع ان يلعبَ دورَ رفيق الحريري. وقال إنَّ الرَّئيس الشهيد رجلٌ استثنائي باعترافِ الجميع، ولا يمكنُ لأحدٍ أن يتشبَّه به. كما اعتبر أنّه حتّى اليوم لم نرَ أيّ سياسي استطاع أن ينهضَ بلبنان أوَّلًا نتيجة الاشخاص، وثانيًا نتيجة الظروف، لافتًا إلى أنّه في مرحلة الرّئيس الشهيد كنَّا نعيش “مرحلة 20 سنة من استقرارٍ مؤسساتي”، مؤكِّدًا أنّ الظروفَ في البلد تنعكس على عمل الاشخاص.

وبالتّالي، وبعد سلسلةِ أعمالٍ جدّية لإعادة إعمار لبنان بعد الحروب الدّموية التي عاشها، أعاد الشهيد الحريري لبنان إلى الخريطة الماليّة العالميّة، وأعاد تأهيل المرافق والبنية التحتية وإعمار وسط بيروت، كما وأنعش السّياحة في لبنان، وعلى الرَّغم من كلّ الاحداث التي مرّت، من اغتيالات وحروب واشتباكات وتطوّرات عسكريّة وسياسيّة، فإنّ العمل السياسي بحاجة اليوم الى رجال دولة على خطى الرّئيس الشهيد رفيق الحريري، وخصوصًا أنَّ المرحلة الحالية دقيقة وصعبة، ولبنان لم يعد قادرًا على السّير وحيدًا متخبِّطًا يمينًا ويسارًا بسبب الإشكالات السياسيّة الداخليّة وفرض المُحاصَصات الطائفيّة والمُحاصرة الخارجيّة…

ومع اقتراب ذكرى 14 شباط، هل يفاجِئ الرئيس سعد الحريري اللبنانيّين عمومًا والمستقبليّين خصوصًا بالعودة الى الحياة السياسيّة والتّراجع عن الاعتكاف السياسي؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us