التيار الوطني الحر: من “لعيون صهر الجنرال” الى “وْلاد الجارية”


خاص 8 شباط, 2025

تعرب مصادر التيار الوطني الحر لـ”هنا لبنان” عن اعتراضِها على أسلوب تعاطي نواف سلام والجهات التي تقف وراءه، و”الهدف بكل وضوح كان “إحراجنا من اجل إخراجنا”. وتوقفت المصادر عند ازدواجيّة التعاطي مع احجام الكتل النيابية، فسلام عرض حقيبتَيْن على التيار غير وازِنتين، “فْهِمْنَا أنهم قرروا استبْعاد التيار”

كتبت ريمان ضو لـ”هنا لبنان”:

منذ العام 2005، و”تسونامي” عودة الجنرال ميشال عون من المنفى، وللتيار الوطني الحر حصّة الأسد في حكومات الوحدة الوطنية، باستثناء حكومة فؤاد السّنيورة ما بعد التحالف الرّباعي، على الرَّغم من أنّ التيار حصد حينها أصوات 70 بالمئة من المسيحيين.

وشعار “لعيون صهر الجنرال ما يكون في حكومة” باتت متلازمة لكل حكومة عند تشكيلها، عندما رفع رئيس تكتل التغيير والإصلاح حينها النائب ميشال عون هذا الشعار، قائلًا: “جبران باسيل وزير واللي مش عاجبه يدق ّراسو بالحيط”.

قدرات التيار وصلت الى إسقاط حكومات، كما حصل مع حكومة سعد الحريري عام 2011، عندما اعلن 11 وزيرًا من الرابية، استقالتهم بالتّزامن مع زيارة الحريري واشنطن، ولقائه الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.

حينها، دخل سعد الحريري اللقاء رئيسًا، وخرج منه رئيس حكومة تصريف اعمال.

وعلى مدى هذه السنوات، احتفظ التيار بالثّلث المعطل للحكومات، ما جعله المتحكّم بالقرارات ومعطِّل انعقاد اجتماعاتها، الى جانب حليفه حزب الله، الذي عطَّل الانتخابات الرئاسية سنتَيْن “لعيون ميشال عون”.

بعد حرب اسناد غزة، وإعلان جبران باسيل فكّ التحالف مع حزب الله، انقلب السّحر على السّاحر، ورياح التغيير التي لفحت المنطقة، وصلت الى التيار، الذي فكّ التحالف نهائيًّا مع الحزب، وبات جبران مستبعَدًا وخارج التركيبة، ولا أحد “سألان على زعلو” او مستعدًّا لتعطيل البلد لعيونه.

انتقل جبران من ضفّة الحاكم بأمره، الى ضفّة المنتظِر والمنكسِر، وبعد أن كان التيار “ولاد الست” اصبح “ولاد الجارية”.

على الرَّغم من معارضة وصول العماد جوزاف عون الى سدّة الرئاسة، الّا ان رئيس التيار أعلن دعمه للعهد، وخلال اللقاء الاول الذي جمعه بفخامة الرئيس، قال باسيل لعون “طوينا الخلافات” فرد عليه الاخير: “مين قال انه في خلافات”.

واستكمل باسيل تموضعه، فكان بيضة القبّان بتسمية نوّاف سلام لتشكيل الحكومة.

إلّا ان حسابات حقل باسيل اختلفت عند البيدر، فحمل سلام هذه المرة التشكيلة الحكومية الى رئيس الجمهورية جوزاف عون خالية من أسماء وزراء للتيار الوطني الحر.

وتعرب مصادر التيار لـ”هنا لبنان” عن اعتراضِها على أسلوب تعاطي نواف سلام والجهات التي تقف وراءه، و”الهدف بكل وضوح كان “احراجنا من اجل اخراجنا”. وتضيف: “نحن لم نكن نريد الخروج من الحكومة، هم من أرادوا اخراجنا، من خلال طريقة التعاطي. والسّلبية ليست من التيار، فشعار المعايير الموحدة الذي رفعه سلام لم ينتهجْه مع التيار فرفض ان نسمي وزراءنا”.

وتوقفت المصادر عند ازدواجيّة التعاطي مع احجام الكتل النيابية، فسلام عرض حقيبتين على التيار غير وازِنتين، “فهمنا انهم قرروا استبْعاد التيار”.

اما التحجُّج بالثّلث المعطِّل والعودة الى التّحالف مع الثنائي، فهو أيضًا من باب السّلبية بالتعاطي، فسيناريو تشكيل الثلث المعطل مع الثنائي او غيره ليس واردًا، والتيار ليس في وارد تعطيل الحكومة ولا العهد.

لم يحسمْ التيار ما اذا كان سيرد التعاطي السّلبي، بسلبيّة أخرى من خلال حجب الثقة، فكل الخيارات مطروحة على الطاولة، والكرة برأيه في ملعب رئيسي الجمهورية والحكومة.

ينتقل التيار الوطني الحر الى صفوف المعارضة، خلال عام ونصف العام قبل الانتخابات النيابية المقبلة، وقد يكون التيار في موقعٍ مريح له، خصوصًا ان الانتخابات المقبلة قد تكون الأصعب على التيار، بعد فكّ التحالف مع حزب الله، وخسارة الصوت الشّيعي، إضافة الى انسحاب صقور التيار الوطني الحرّ الذين كانوا يشكِّلون مفاتيح انتخابية أساسية في عدد كبير من الدوائر الانتخابية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us