بعد ثلاث سنوات “عالساحة راجعين”.. ماذا بعد عودة الحريري؟


خاص 10 شباط, 2025

منذ غياب رئيس تيار المستقبل عن الساحة السنية شعرت هذه الطائفة باليتم، فكانت بأمس حاجة إلى “الزعيم” الذي تركها رغماً عنه، مراهناً على أنّ مكانته الشعبية لا أحد سيزعزعها، رغم أنّ غيابه ولّد نواب سنّة في الانتخابات الماضية حاولوا تعزيز حضورهم على الساحة مستفيدين من غيابه

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

“عالساحة راجعين” تحت هذا الشعار يتحضّر جمهور تيار المستقبل للاحتشاد في ساحة الشهداء في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري العشرين، وتأييداً لعودة الرئيس الأسبق للحكومة سعد الحريري إلى الحياة السياسية بعد تعليق دام لثلاث سنوات.

عودة لطالما انتظرها “الحريريون”، فمنذ غياب رئيس تيار المستقبل عن الساحة السنية شعرت هذه الطائفة باليتم، فكانت بأمس حاجة إلى “الزعيم” الذي تركها رغماً عنه متوجهاً حيث عزلته السياسيّة في أبو ظبي للانصراف إلى أعماله، مراهناً على أنّ مكانته الشعبية لا أحد سيزعزعها، رغم أنّ غيابه ولّد نواب سنّة في الانتخابات الماضية حاولوا تعزيز حضورهم على الساحة مستفيدين من غيابه.

وعلى الرغم من أنّ عودة الحريري تأتي في وقت حرج للبنان، حيث ينتظر منه اتخاذ قرارات مهمة بشأن مستقبل “تيار المستقبل” وإعادة تشكيل دوره السياسي في لبنان وسط التحضيرات للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة، تترافق عودته مع تساؤلات عدة حول إمكانية تحقيق مشروعه السياسي ورؤيته المستقبلية.

وفي هذا الإطار، يقول وسام شبلي أمين سر هيئة الرئاسة وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل لـ “هنا لبنان”: “إنّ عودة الرئيس سعد الحريري للحياة السياسية مطلب شعبي وسياسي، غيابه وغياب تيار المستقبل عن الحياة السياسية ترك فراغاً كبيراً وكسر التوازن الوطني وكان بمثابة إحباط للطائفة السنية التي خسرت قوتها وتأثيرها وفعاليتها في المعادلة الوطنية وفي الاستحقاقات الدستورية، بعد أن كانت تلعب دوراً محورياً على طاولة اتّخاذ القرارات الوطنية. وأثبتت التجربة أنّ الحريرية الوطنية كمشروع مركزي جامع لمكون لبناني أساسي لا بديل عنها، إذ لم يستطع أيّ فريق أو جماعة لعب نفس الدور أو لم الشمل”.

وبحسب شبلي فعودة الرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية باتت ملحة أكثر من أيّ وقت مضى، خصوصاً بعد المتغيرات التي حصلت إقليمياً وداخلياً، “نحن نعتبر أننا في مرحلة تأسيسية لإعادة تشكيل الواقع السياسي اللبناني برمته بعد سنوات طويلة من “الستاتيكو” الذي فرضه النظام السوري والهيمنة الإيرانية وتدخلاتها في المنطقة، والتي أنتجت قوى أمر واقع عطّلت النظام والدستور وشلّت عمل المؤسّسات، وهدّدت أمن اللبنانيين، وسمّمت العلاقات اللبنانية اللبنانية والعلاقات اللبنانية العربية، مما جعل لبنان واللبنانيين يدفعون ثمن المغامرات السياسية والأمنية والحروب العبثية، عندما استخدمت بعض “الجائعين” للسلطة في مشروع تدمير الدولة مقابل مشروع الدويلة. ودفعنا ثمن التدخل في الشؤون العربية، فكانت الفاتورة باهظة من المعاناة والانهيار والحصار الاقتصادي والسياسي”.

ويعتقد شبلي أنه “بناءً لكل هذه المعطيات والظروف الجديدة، هذه المرحلة ستكون مختلفة وستتضمن إعادة النظر بكل الأدبيّات والمعادلات التي حكمت لبنان لسنوات طويلة، وإعادة ترتيب العلاقات بين القوى السياسية والمكونات اللبنانية بشروط الدولة والانخراط الكامل في الدفاع عن مشروع الدولة. لذلك إنّ تزامن إحياء الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري مع الظروف الاستثنائية التي يعيشها لبنان والمنطقة، إشارة بلا شك إلى أنّنا بحاجة لقرار استثنائي يتمثّل بعودة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل للعمل السياسي، لأنها مسألة ضرورية لإعادة التوازن إلى المعادلة الوطنية اللبنانية، لأنّ تركيبة لبنان الاجتماعية والطائفية معقدة ودقيقة جداً وأيّ خلل بالتوازن العام رأينا كيف عطّل وسيعطل النظام ويؤدي إلى عدم استقرار”.

وبحسب شبلي “إنّ مشروع الدولة بالنسبة لنا ولكثير من اللبنانيين تعرّض لانتكاسة كبيرة منذ العام 1998 عندما حصل التآمر على الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع وصول الرئيس إميل لحود إلى السلطة آنذاك بقرار سوري وروحية انتقامية تعطيلية، فبدأت مرحلة اغتيال مشروع رفيق الحريري سياسياً، إلى أن تمّ تم اغتياله جسدياً في العام 2005. واليوم كل الظروف والأسباب الموجبة والمعادلات الصعبة التي واجهت الحريرية الوطنية وواجهت مشروع الدولة انتهت، وعلينا التقاط اللحظة السياسية والدولية والعربية لاستكمال ما منع منه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بهذا المعنى إنّ عودة الرئيس سعد الحريري ليست مجرد خطوة سياسية، بل دعامة أساسية لإعادة استنهاض مشروع رفيق الحريري وإعادة الأمل ببناء دولة قادرة وعادلة يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون”.

وفي سؤال حول إمكانية عودة عمل المؤسسات الإعلامية التابعة لتيار المستقبل يقول: “نحن بحاجة أولاً لعودة الرئيس الحريري وتيار المستقبل إلى العمل السياسي، ومن بعدها ننتظر ونرى كل الترتيبات السياسية والتنظيمية والإعلامية، نحن بانتظار خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط لمعرفة توجّهاته في هذا الإطار. علماً أنّ تجربة الإعلام الخاص كانت تجربة رائدة وأضافت على الواقع الإعلامي اللبناني، ولكن بالنسبة لنا كل المؤسسات الإعلامية الموضوعية الموجود في البلد هي مؤسسات صديقة ومن المفترض أن نتعاطى مع كل المنظمة الإعلامية الموجودة وأن تحصل تقاطعات من أجل البلد ودفاعاً عن المصلحة الوطنية”.

وعمّا إذا كانت ستترافق عودة الحريري مع رؤية اقتصادية للبلد يقول: “تيار المستقبل هو التيار الوحيد الذي يمتلك رؤية اقتصادية وتنموية للبلد، الحريرية الوطنية قدمت منذ العام 1992 وحتى تاريخ تعليق العمل السياسي كل سبل إنقاذ لبنان، وكل القوى السياسية كانت تتناوب على معارضة أو مسايرة المشروع الاقتصادي للحريرية الوطنية، لكنها لم تقدّم أيّ خيار اقتصادي آخر. والشواهد كثيرة من باريس 1 و2 وصولاً إلى مؤتمر سيدر، والتي تمّ إجهاضها بمنع حصول الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية المطلوبة، ممّا أدخلنا في نفق الانهيار الاقتصادي المظلم الذي لم نستطع الخروج منه حتى اليوم، رغم تفاؤلنا بالعهد الجديد والدعم الدولي والعربي المواكب”.

ويشدد شبلي على أنّ “الرئيس الحريري، بتاريخه ومواقفه الوطنية لم يساوم يوماً على سيادة لبنان واستقلاله، وسيعود ليؤكد أنّ لبنان لن يُترك فريسةً بيد من استباحوا مؤسّساته ودمّروا اقتصاده وسلبوا كرامة شعبه. تيار المستقبل وكل اللبنانيين ينتظرون عودة سعد الحريري إلى الحياة السياسية كي يعود التوازن إلى المشهد السياسي في لبنان، ولكي يطمئن الجميع إلى أنّ الاعتدال بخير، ولتعزيز الصيغة اللبنانية القائمة على العيش المشترك ولكي نثبت قاعدة “وقفنا العدّ”.

ويختم حديثه بالقول: “في 14 شباط سيرى العالم مشهداً استثنائياً ينتظره بفارغ الصبر، عودة الرئيس سعد الحريري واحتفالات عظيمة بانتصار الشعب السوري بسقوط النظام وأعوانه وأيتامه الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.

من جهته، يرى عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” زياد ضاهر أنّ “عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان في الذكرى العشرين لاستشهاد والده ستكون استثنائية نظراً للمتغيرات التي طرأت على المنطقة، وستحمل كلمته عناوين ومضامين ينتظرها جمهور “تيار المستقبل” وكل اللبنانيين. مؤكداً أنه سيرسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد 14 شباط”.

ويلفت إلى أنّ “تيار المستقبل لطالما كان مدرسة سياسية لها وزنها في لبنان، وعندما أراد تعليق عمله السياسي ارتبط ذلك بظروف ذكرها في معرض شرح موقفه والآن كل هذه الأسباب طرأ عليها التغيير، والجميع ينتظر ما سيعلن عنه الرئيس سعد الحريري في 14 شباط. تحت عنوان “بالعشرين_عساحتنا_راجعين”.

ويلفت إلى أنّ “الذكرى الـ 20 ستكون استثنائية حيث تزامنت مع سقوط النظام القمعي الأسدي. مشاعر اللبنانيين اختلفت والكل أقرّ بأنّ هذه الذكرى ستكون مناسبه لاحترام ذكرى رفيق الحريري وإحقاق الحق. نحن أصحاب مشروع الدولة والآن نأمل أن يعود الجميع للدولة بعد أن سقط منطق الدويلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us