البيان الوزاري أول امتحان لحكومة سلام… ماذا عن موقع “ثلاثية الحزب”؟!
![](https://www.thisislebanon.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-10-at-17.51.50_d60e74d9.jpg)
من البديهي هذه المرّة أن تغيب عن البيان الوزاري ثلاثية “جيش- شعب – مقاومة” التي ولّى زمنها وباتت من مخلّفات الماضي، في ظل كلّ التغيّرات التي حصلت في لبنان والمنطقة، لأنّ مصطلح الدولة القوية الحيادية يجب أن يسود فقط، وإلّا ستكون “الدعسة ناقصة” على غرار ما جرى من خلافات خلال التشكيلة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
بالتزامن مع بدء مسيرة الدولة والعهد الجديد، وانتهاء معضلة التشكيلة الحكومية بعد شهر على التكليف، وسط الأجواء الإيجابية التي خيّمت على تصريحات الوزراء، وحماستهم للعمل والإصلاحات والوعود التي استبشر اللبنانيون خيراً منها، سيكون الترقب سيّد الموقف، لأنّ الأنظار مركزة على كل الوزراء لمحاسبتهم عند أوّل مفترق.
انطلاقاً من هنا يبدأ أول امتحان صارم على كوع البيان الوزاري، الذي قد يحمل في طياته عناوين وشعارات لطالما رافقتها التباينات، ما بين الثنائي الشيعي والخط السياسي المقابل، لذا لا بدّ من بعض القلق من غياب التفاهم خلال صياغة اللجنة الوزارية التي ستناقش البيان، الذي سيترافق كالعادة مع تدوير كبير للزوايا، والاستعانة بمرونة اللغة العربية الواسعة المعاني لوضع حدّ للإشكالات، فيما المطلوب الدخول في مرحلة جديدة برؤيتها وإدارتها، للمساهمة مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام، في تطبيق خطابي القسم والتكليف، بما تضمناه من وعود بتحقيق الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، واحتكار الدولة وحدها للسلاح، وإنهاء حكم الدويلة وتسليم سلاحها، وتنفيذ كلّ القرارات الدولية والإصلاحات على كل الأصعدة.
هل سيحوي البيان الوزاري”دعسة ناقصة “؟
لذا ومن البديهي هذه المرّة أن تغيب عن البيان الوزاري ثلاثية “جيش- شعب – مقاومة” التي ولّى زمنها وباتت من مخلّفات الماضي، في ظل كلّ التغيّرات التي حصلت في لبنان والمنطقة، لأنّ مصطلح الدولة القوية الحيادية يجب أن يسود فقط، وإلّا ستكون “الدعسة ناقصة” على غرار ما جرى من خلافات خلال التشكيلة، لأنّ قوى المعارضة وخصوصاً “القوات اللبنانية”، لن ترضى بعودة تلك الثلاثية مهما كانت الأسباب والنتائج.
إلى ذلك تعقد الحكومة الجديدة جلستها الأولى قبل ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا، لتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، الذي ووفق معلومات” هنا لبنان” لن يتضمّن ثلاثية الحزب، بالتزامن مع الضغوط الأميركية التي ذكّرت بها نائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، من خلال رفضها تمثيل حزب الله في الحكومة، وإعلانها ذلك من منبر القصر الجمهوري.
أول اختبار لما وردَ في خطاب القسم
في السياق، طالب الكل بمصطلحات جديدة في البيان، تحاكي القانون والعدالة وتحقيق المساواة بين المواطنين، وفرض هيبة دولة المؤسسات التي اشتاق إليها اللبنانيون منذ عقود من الزمن، خصوصاً أنّ البيان الوزاري سيشكّل أول اختبار عملي لما ورد في خطاب القسم، وفي الطليعة سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصرية السلاح بيدها وحدها، وهذا ما ينتظره المجتمع الدولي من لبنان، على أن يترجم كل هذا في الأشهر المقبلة، من خلال قمع مظاهر السلاح المنتشر خاصة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وهذا يتطلّب نقاشاً صاخباً يتولاه رئيس المجلس النيابي والحزب، ومن هنا نشير إلى ما قاله الرئيس برّي خلال لقائه المسؤولة الأميركية مورغان اورتاغوس” بأنّ استمرار احتلال إسرائيل لبعض أراضي الجنوب يستوجب تواجد المقاومة، وهنالك إحتمال لعدم انسحابها من بعض النقاط الاستراتيجية، والمطلوب الضغط الأميركي من قبلكم على إسرائيل، كي تنسحب من الجنوب فور انتهاء مهلة التمديد الأول للهدنة في 18 شباط الجاري، عندها يبدأ لبنان بتنفيذ القرارات الدولية”، مما يعني أنّ برّي وضع الكرة في الملعب الأميركي.
العميد خلف: اللغة الخشبية ستغيب عن البيان
في هذا الإطار يشير العميد المتقاعد والمحلل السياسي جوني خلف لـ” هنا لبنان”، إلى أنّ ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” ستغيب حتماً عن البيان، مذكّراً بأنّ الثنائي الشيعي وافق على اتفاق الطائف، الذي تندرج ضمن بنوده كل القرارات التي تدعو إلى بسط سلطة الدولة، ويقول: “لا مكان للغة الخشبية اليوم، ولن تستبدل الثلاثية المذكورة كما يُردّد البعض بشعار “دولة وجيش وشعب”، معتبراً أنّ مناقشته لن تمر بهدوء بل ستكثر الإجتماعات والمباحثات للتوافق وقد تمتد الفترة لشهر، خصوصاً أنّ البيان سيحمل عنوان الترجمة التنفيذية لخطاب القسم، أي المطلوب تنفيذ البنود التي وردت فيه، وسيحمل آلية تواريخ يلتزم بها الوزراء من ناحية التنفيذ، وفي حال لم ينفذ فهذا سيسجّل تراجعاً كبيراً للحكومة، كما أنّ حزب الله بحاجة إلى إكمال هذه المسيرة، كي يحظى بإعادة إعمار الجنوب، لأنّ هذا يعتبر خطاً أحمر له، وبالتالي فأيّ “خربطة” ستشكل فضيحةً له.
ورأى العميد خلف بأنّ الثنائي الشيعي أراد إعلاء السقف، لكن الميثاقية موجودة فيما المناورة لم يعد لها أي وجود، كما كان يحصل في السابق، فلا مقاومة في الجنوب بل إنتشار للجيش اللبناني، مع الأمل بأن يكون الأميركيون صادقين بضغطهم على إسرائيل للانسحاب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “بالعشرين عساحتنا راجعين”… التيار الأزرق عائد بقوة قريبًا | ![]() هل يُحَرَّرُ الجنوب باستباحة عين الرمانة والجميزة ومغدوشة وصيدا…؟! | ![]() مَن ساهم في توتير العلاقة بين برّي و”الحزب”؟ |