تدابير مشدَّدة على الرحلات الآتية من العراق.. هذه أسبابها!


خاص 12 شباط, 2025

لا يزال عدد الرّحلات الجوّية ما بين لبنان والعراق مرتفعًا جدًّا، وهو يتراوح ما بين 3 و5 رحلات يوميًّا، سواء لأسباب تجارية أو بداعي السياحة الدينيّة وزيارة المراقد الشيعية المقدّسة في النّجف وكربلاء. لكنّ الطائرات الآتية من بغداد باتت تخضع لعمليات تفتيش دقيقة، تطال الركاب وأمتعتهم والطرود الموجودة على متن هذه الطائرات، حتى لا تكون ثمَّة شبهة حول الرحلات من العراق وقبلها إيران، وهدف التفتيش أوّلًا وأخيرًا حماية المطار من الاستهداف الإسرائيلي.

كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:

انتهى زمن الامتيازات التي كانت قائمة في مطار رفيق الحريري الدولي، ومعها ينتهي زمن الممرّات الخاصّة للركاب القادمين من إيران أو العراق وحتى من سوريا في ظلّ حكم بشّار الأسد، وبات القانون هو المعيار الذي يحكم الجميع.

المعاملة المميّزة التي كان يحظى بها القادمون من طهران والعراق ودمشق ولّت إلى غير رجعة، على حدّ تعبير مصدر أمني مطّلع على المستجدات التي طرأت على التدابير المعتمدة في المطار، مؤكدًا لـ “هنا لبنان” أنّ المسافرين على متن هذه الرحلات باتوا يخضعون للإجراءات عينها التي تسْري على سائر الرّكاب القادمين من شتّى بقاع العالم، ولم يعد سرًّا أنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان فرضت تشدُّدًا في تفتيش الرحلات الجوية الآتية من إيران، وهذا الأمر اعتاد عليه الركاب القادمون من طهران، بعد حالات الاعتراض التي أبدوها في السابق ولم تفلح في تغيير الإجراءات الجديدة لدواعٍٍ أمنية ولوجستية، غير أن الجديد في الأمر أن هذا التشدُّد انسحبت على ركاب وأمتعة الطائرات الآتية من العراق، سواء على متن طيران الشّرق الأوسط أو الخطوط الجوية العراقيّة.

وأفاد المصدر الأمني بأنّ جهاز أمن المطار “بدأ فرض إجراءات تفتيش وتدقيق على كل الرّحلات الجوية من العراق لدى وصولها إلى مطار بيروت، تحسُّبًا لإدخال أصول وأموال عائدة لحزب الله”، مشيرًا إلى أن “هذه الإجراءات التي تطال الطائرات الآتية من العراق، باتت تخضع للإجراءات عينها المتّبعة مع الرحلات من إيران”.

وفيما ترى إدارة المطار أن هذا الأسلوب مجرّد تدبير عادي يسْري على كلّ الرحلات من كل دول العالم، جدَّد المصدر الأمني لـ “هنا لبنان”، تأكيده أن “الطائرات الآتية من بغداد باتت تخضع لعمليات تفتيش دقيقة، تطال الركاب وأمتعتهم والطرود الموجودة على متن هذه الطائرات”، معترفاً بأنّ “الإجراءات الجديدة فرضتها الظروف التي استجدّت بعد الحرب، والتزمت بها الدولة اللبنانية بالاتفاق مع الجانب الأميركي، حتى لا تكون ثمَّة شبهة حول الرحلات الآتية من العراق وقبلها إيران، وهدفها أولًا وأخيرًا حماية المطار من الاستهداف الإسرائيلي، خصوصًا أن تل أبيب زعمت أنّ طهران تنقل أسلحة وأموال إلى “حزب الله” عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وهددت باستهداف المطار وإقفاله أمام الرحلات الجوية”، لافتًا الى أن “جهاز أمن المطار ينفّذ تعليمات وقرارات الحكومة اللبنانية التي يتلقّاها عبر وزارة الداخلية ووزارة الأشغال العامة، لضمان انتظام العمل في هذا المرْفق الجوي الوحيد، ونزع الذّرائع التي تلجأ إليها إسرائيل، خصوصًا أنّ التدابير الأمنية تحصل بالتنسيق مع الأميركيّين الذين عاينوا المطار خلال الحرب، وباتت لديهم رقابة شبه دائمة فيه”.

عادةً ما كانت الرحلات من إيران والعراق تحظى بمعاملة خاصة، وتسهيلات لدخول القادمين على متن الرحلات الجوية من هذين البلدين، لكن المعادلة انقلبت رأسًا على عقب، وأشار المصدر الأمني إلى أن الرّقابة المشدَّدة على الطائرات العراقيّة سببه ورود معلومات تفيد بأن إيران تحاول التفلّت من الرقابة الموضوعة عليها، وتحاول نقل الأموال إلى “حزب الله” عن طريق العراق”، لافتًا إلى أن “هذا الأمر لم يعد يقتصر على الطائرات فحسب، بل يشمل أي مواطن إيراني أو عراقي حتى لو كان قادمًا من أوروبا”.

لا يزال عدد الرّحلات ما بين لبنان والعراق مرتفعًا جدًّا، وهو يتراوح ما بين 3 و5 رحلات يوميًّا، سواء لأسباب تجارية أو بداعي السياحة الدينيّة وزيارة المراقد الشيعية المقدّسة في النّجف وكربلاء، لكن مصدرًا متابعًا في مطار بيروت، كشف لـ”هنا لبنان” عن إلغاء إحدى الرحلات التي كانت آتية من بغداد إلى بيروت، ويعود السبب بحسب المصدر إلى أن عوامل عدّة منها السبب اللوجستي، أو الاستياء من التصرّفات غير المعتادة التي يتعرّض لها المسافرون إلى بيروت، أو تلافي ضبط بعض الأموال التي كانت بصدد نقلها إلى بيروت”.

وشدَّد المصدر على أنه “لا مشكلة في أن ينقل شخص الأموال إلى بيروت، لكن شرط أن قيمة المبلغ محدَّدة وأن يقوم ناقل هذه الأموال بالتصريح عنها، أي أن يحدد مصدرها والجهات المنقولة إليها”، مشيرًا إلى أن “الدولة اللبنانية مضطرَّة لاتخاذ الإجراءات التي من شأنها مكافحة تبييض الأموال وانتقالها بطريقة غيْر شرعية، خصوصًا أن المطار يخضع لرقابة دولية، ولا يسمح بنقل أموال من العراق أو إيران إلى لبنان غير مصرّح عنها حتى لا تعرِّض البلد لتداعيات غير محسوبة النتائج”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us