السُّجناء السّوريون مُضرِبون عن الطعام حتى “الحرّية”


خاص 14 شباط, 2025

السجناء السوريون هم معتقلو رأي والتهمة المسندة إليهم هي مساندة الثورة السوريّة، وتقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي” يعطي نظرة حقيقية لما يعاني منه هؤلاء والذين جرى اعتقالهم بتهم الإرهاب وحرمانهم من محاكمة عادلة، والانتهاكات الجسدية واللفظيّة التي تعرّض لها السجناء ومن بينهم أطفال ونساء. بعد سقوط نظام الأسد ومنظومته وبعد أن أصبحت الثورة السورية هي من تقود البلاد، يعتبر السجناء السوريون أنه آن الأوان أن يخرجوا الى الحرية.

كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:

احتجاجًا على عدم تنفيذ الاتّفاق الذي حصل بين لبنان وسوريا، يُنفِّذ نحو مئة سجين سوري من سجناء “رومية” منذ الأربعاء الماضي إضرابًا مفتوحًا عن الطّعام حتّى تحقيق الحرية وتسليمهم الى بلادهم.

وأكد سجناء سوريّون لـ”هنا لبنان” أنّهم يحاكمون بجرائم إرهاب لمجرّد التحاقهم بالثّورة السوريّة وانشقاقهم عن جيش النظام أو لمجرّد هروبهم الى لبنان من موتٍ كان وشيكًا، مشيرين الى “عدم تراجعِهم عن قرار الإضراب عن الطعام حتى تحقيق المطالب”.

وقد سلّم المُضربون عن الطعام وعددهم يقارب الـ100 موقوف، إلى إدارة السجن لائحةً بأسمائهم، فقامت الأخيرة بتنظيم محضر بالواقعة وإحالته الى النّيابة العامة التمييزية. وأشار مصدر مطّلع أنّ إدارة سجن رومية تتابع عن كثب الحالة الصحية للسجناء المُضربين عن الأكل والمتواجدين في المبنى (ب)، مؤكِّدة أنها تقدّم الوجبات في موعدها حتى ولو رفض هؤلاء تناولها”.

وكانت إحدى أبرز مشاورات رئيس الحكومة السّابق نجيب ميقاتي خلال زيارته الأخيرة للرئيس أحمد الشّرع في دمشق، هي موضوع السّوريين في لبنان ومعتقلي الرّأي، فالجزء الأكبر من السّجناء السوريين يعتبرون أنفسهم شاركوا في سقوط الرّئيس بشار الأسد وأنّهم دفعوا ثمن ذلك حرّيتهم في وقتٍ يحتفل فيه الجميع بهذا الانتصار فيما بقوا هم داخل السجون.

وفي هذا الإطار، يصف أحد السجناء السوريين (يشكّلون أكثر من ثلاثين بالمئة من عدد سجناء لبنان) في اتصال هاتفي بـ”هنا لبنان”، “كلّ يوم إضافي في السجن بأنّه يساوي كلّ الأيام التي قضوها فيه سابقًا والظلم الذي مورس عليهم”.

ويرى مدير برنامج الدعم القانوني في مركز “سيدار” المحامي محمد صبلوح وهو وكيل لعددٍ من هؤلاء: “إنّنا أمام إشكالية معقّدة فهؤلاء السجناء هم معتقلو رأي والتهمة المسندة إليهم هي مساندة الثورة السوريّة، ونحن نعرف جيّدًا الفبركات التي تمّت في لبنان، وتقرير منظمة العفو الدولية “أمنستي” (Amnesty) يعطي نظرة حقيقية لما يعاني منه هؤلاء والذين جرى اعتقالهم بتهم الإرهاب وحرمانهم من محاكمة عادلة. فالتقرير الذي صدر عن المنظمة تحت عنوان “كم تمنّيت أن أموت” يفنّد الانتهاكات الجسدية واللفظيّة التي تعرّض لها السجناء ومن بينهم أطفال ونساء، بعد توقيفهم بشكل تعسّفي بتهم قتال الجيش اللبناني وغيرها”.

وقال صبلوح في حديث لـ”هنا لبنان” إنّه بعد سقوط نظام الأسد ومنظومته وبعد أن أصبحت الثورة السورية هي من تقود البلاد، يعتبر السجناء السوريون أنه آن الأوان أن يخرجوا الى الحرية وآن الأوان أنّ من عاون بشار الأسد يُتّهم هو بالإرهاب”.

وطالب سجين سوري آخر في اتصال بنا، بـ”الحرّية التي وُعِدنا بها. نحن نسمع أنّ وزارة الخارجية السورية تعمل على تحريرنا بشكل جدّي بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، وكانت وعدت الحكومة السابقة برئاسة الرئيس ميقاتي بإنهاء هذا الملف، إلّا أنّ هذه الوعود لم تترجم بعد على أرض الواقع، أهلنا في سوريا يحتفلون بولادة سوريا الجديدة فيما نحن نقبع بالسّجون وكان يجب أن نكون الى جانبهم لأننا أصحاب الثورة الحقيقية”. وأكد “أن الإضراب عن الطعام مستمر حتى انتهاء هذا الملف”.

ولفت صبلوح الى “أن الدولة السورية تطالب بسجنائها بشكل جدي، لكنّ لبنان الرسمي كان منشغلًا بمسألة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، ونحن بانتظار تنفيذ الوعود التي ذكرها الرئيس ميقاتي سابقاً”.

وختم: “السؤال الأهم معقول أنّ الذي كان ينتمي لهيئة تحرير الشام أدانته المحكمة العسكرية بالإرهاب ومثله أيضًا من تواصل مع أبو محمد الجولاني، ألم يحِن الوقت خاصة وبعد لقاء ميقاتي – الشرع، كي تسقُط تلك التهم عن هؤلاء الأشخاص لأنّهم ساندوا الثورة السورية؟ هذا الأمر يتطلّب عدالة انتقاليّة وقانون عفو وتعديل الاتفاقيات بين البلدين، لأن الاتفاقية القديمة لا تسمح بتسليم السّجناء السوريين لأن هناك شروط للتسليم كأن يكون بقي من عقوبة السجين فترة ستة أشهر، فيما عدد منهم محكوم عليه بالمؤبّد أو الإعدام و55% منهم هم موقوفون لا محكومون”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us