“أزمة” المعارضة الشيعيّة… وحلم “الكرسي”!

“الحزب” ليس في أحسن أحواله، وبيئته الحاضنة تعلو صرخاتها وتوشك على الانفجار، وواقع الشيعة في لبنان لا يُحسد عليه. لذا لا بدّ للمعارضة الشيعيّة أن تأخذ موقعها، لا من منطلق زبائنيّ ولا بحثًا عن مكاسب وإنّما من منطلق وطني. وعليها أن تستوعب البيئة، أن تحاول أن تجد أرضيّة معها كي تندمج بها من دون تصادم، اندماج يتيح التغيير وِفْقَ منطق “لا غالب ولا مغلوب”.
كتبت إليونور إسطفان لـ”هنا لبنان”:
في كل اختبار لها، تفشل المعارضة الشيعيّة في تقديم نفسها كتنظيم موحد، يملك كلمةً واحدةً وموقفًا واحدًا!
وحالها يشْبه إلى حدّ كبير حال المعارضة اللبنانية، التي ما إنْ وصلت إلى المجلس النيابي حتى نتج عنها معارضات متناقضة وغير منسجمة.
غيْر أنّ المعارضة اللبنانية موقفها “أفضل”، فهي ليست في بيئة ضيّقة محكومة بـ”ثنائي” وسلاح! وهي أيضًا ليست مرتهنة لخطاب إيديولوجي، وبدائلها كثيرة ومن مكوّنات وطوائف ومناطق مختلفة.
بينما المعارضة الشيعيّة، فتصطدم بعوائق عدة، أوّلها أزمة الثنائي وتماهي البيئة معه إذْ يمثّل لها الخلاص!
وثانيها، هو الإيديولوجيا والتكليف الإلهي، وهذا يحتاج إلى أكثر من مؤتمرات وندوات و”فناجين قهوة” لمواجهته.
أما العائق الثالث، فهو البحث عن الوصول، فمعظم معارضي الثنائي الشيعي هم مشاريع نواب أو وزراء أو حتّى مرشحين لرئاسة المجلس النيابي.
وأكثر معارضي الشيعة يرون في أنفسهم صورة “البطل” الذي ضحّى وتحدّى البيئة وتحدّى السلاح ودفع الأثمان!
وأغلبهم، يبحث عن المكافأة، عن “الغنيمة”.
في حين العائق الرابع، هو اختراق المعارضة من قبل شخصيات لا تعرف أين موقعها؟ فتارةً تعارض كل الموجود، وطورًا تعود إلى حضن الحزب.
ناهيك عن شخصيات لم يقبل بها الحزب، فرفض وجودها في صفوفه، وكي تنتقم لكبريائها ذهبت إلى “المعارضة”.
هذه الأزمات تُعيق أي دور جدي للمعارضة الشيعية، في هذه المرحلة الحساسة.
فحزب الله ليس في أحسن أحواله، وبيئته الحاضنة تعلو صرخاتها وتوشك على الانفجار، وواقع الشيعة في لبنان لا يُحسد عليه.
لذا لا بدّ للمعارضة الشيعية هنا أن تأخذ موقعها، لا من منطلق زبائنيّ ولا بحثًا عن مكاسب وإنّما من منطلق وطني.
وعليها أوّلًا أن “تُفَلْتِرَ” نفسها، من المتلوّنين، المكوّعين والمخادعين.
وعليها أن تستوعب البيئة، أن تحاول أن تجد أرضيّة معها كي تندمج بها من دون تصادم، اندماج لا يفسد في الودّ قضية على الرَّغم من الاختلاف في الرأي، اندماج يتيح التغيير وِفْقَ منطق “لا غالب ولا مغلوب”.
على المعارضة الشيعية اليوم ألّا تفكر في المناصب، أو ما ستجنيه. عليها أن تعود للبيئة وأن تتموضع فيها تموضعًا حرًّا مستقلًّا، يؤسِّس لفكر ومرحلة جديدة!.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “كلنا إرادة” ترْجُم “البساط”… و”لعيون الكنّة” نواف سلام يصوّب على “الحاكميّة”! | ![]() باسيل الخاسر… “يعكِّز” على هؤلاء | ![]() وقاحة “الحزب”… والحقد على بيروت! |