“علاج شبه مجاني”.. أول عيادة متخصصة لعلاج القمار في لبنان والعالم العربي

يشكل إدمان المقامرة الإلكترونية في لبنان أحد أبرز التحديات التي تواجه العاملين على مكافحة الإدمان بمختلف أشكاله، خاصةً مع انتشاره الواسع بين الشباب واتخاذه أشكالًا مستحدثة وخطيرة في العالم الافتراضي. لذلك أطلقت جمعية “جاد” أول عيادة متخصصة لعلاج إدمان القمار في خطوة عملية نحو معالجة هذه الآفة
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
استجابةً لنداء مدمني القمار الإلكتروني الراغبين في التعافي، وفي خطوة غير مسبوقة، افتتحت جمعية “جاد” في مركزها الرئيسي في حبوب – جبيل أول عيادة متخصصة لعلاج إدمان القمار في لبنان والعالم العربي.
وفي لبنان، يشكّل إدمان المقامرة الإلكترونية أحد أبرز التحديات التي تواجه العاملين على مكافحة الإدمان بمختلف أشكاله، من مسؤولين وجمعيات ومنظمات، خصوصاً أنّ هذا النمط السلوكي أصبح يشهد موجة انتشار واسعة في أوساط الشباب، ويتخذ أشكالاً مستحدثة أكثر خطورة في العالم الافتراضي. لذا، يُعَدّ إطلاق هذه العيادة خطوة حقيقية نحو معالجة هذه الآفة من خلال تقديم الرعاية الشاملة والدعم المتواصل للمدمنين.
فما هو القمار الإلكتروني؟ وكيف سيتم التعاطي مع المدمنين في المركز؟ وماذا عن طرق العلاج والوقاية؟
رئيس ومؤسس جمعية “جاد” شبيبة ضد المخدرات، جوزيف حواط، يقول لـ”هنا لبنان”: “المقامرة الإلكترونية، والمعروفة بالكازينوهات الافتراضية أو الكازينوهات على الإنترنت، هي إصدارات إلكترونية من الكازينوهات التقليدية التي تسمح للاعبين بلعب ألعاب الكازينو والرهان عبر الإنترنت. عادةً ما يبدأ الشباب بالدخول إلى عالم القمار الإلكتروني بهدف اللعب والترفيه عبر المواقع الإلكترونية، إلا أنّه سرعان ما يتحوّل هذا السلوك إلى إدمان عندما تصبح الرغبة في اللعب خارجة عن السيطرة، فيستمر المدمن في المقامرة لكسب الأموال دون الانتباه لما قد يترتب عليها من عواقب. وبما أنّ إدمان القمار يتشابه مع إدمان المخدرات والكحول إذ يُعتبَر من أخطر أنواع الإدمان السلوكي، بادرت جمعية ‘جاد’ بالتعاون مع كازينو لبنان Betarabia إلى افتتاح أول مركز في لبنان والدول العربية لمساعدة مدمني القمار على التخلص من هذه الآفة. وقد تم تدريب فريق عمل متخصص وكفوء بعد إجراء دراسة استمرت ستة أشهر، شملت التواصل مع أبرز الأطباء والمعالجين النفسيين حول العالم لمساعدة المدمنين”.
ويضيف حواط: “أطلقنا برنامجاً علاجياً متكاملاً لمساعدة المدمنين على القمار في استعادة حياتهم، حيث يتم من خلال البرنامج اعتماد العلاج المعرفي السلوكي للمساعدة في السيطرة على السلوكيات القهرية للمدمنين، إلى جانب العلاج الدوائي مثل مضادات الاكتئاب، ومثبّتات المزاج، وعقاقير علاج الاضطرابات العقلية حسب حاجة كل مريض.
ونعمل على إعداد برنامج علاجي خاص بكل مريض يتناسب مع حالته ويلبّي احتياجاته، بحيث يعمل على معالجة المشكلة السلوكية والأسباب التي أدّت إليها، مع مساعدته على تجاوز الأثر النفسي للمشكلة وإعادة تأهيله وتمكينه من التأقلم مع محيطه من جديد.
وبحسب حواط، تقدّم العيادة خدماتها بشكل شبه مجاني، مشيراً إلى أنّ فريق جمعية ‘جاد’ تعامل بشكل مباشر مع الحالات الميدانية وتم الاستماع إلى تجارب مدمنين سابقين، مما ساعد في بناء برنامج علاجي يستند إلى الواقع وليس فقط إلى النظريات الطبية”.
ويقول حواط: “تستعد جمعية ‘جاد’، إلى جانب العيادة، لإطلاق أول مكتبة متخصصة في العالم حول الإدمان، بالتعاون مع ‘بيت أربيا’. حيث تتضمن 17,000 كتاب ومنشور ورواية تغطي كل أنواع الإدمان، بما في ذلك إدمان المخدرات، الكحول، الدخان، الإنترنت، والقمار.
ويستهدف هذا الفان المتنقل، في مرحلته الأولى، الجامعات والجمعيات والمؤسسات التربوية، لنشر الوعي حول أخطار الإدمان. كما سيتم إعداد دراسات للطلاب كي يستفيدوا من هذه الكتب التخصصية، بحيث تتضمن هذه المكتبة المتنقلة في كل مرة كتباً تتناول نوعاً واحداً من الإدمان لإعداد دراسات عن هذه المادة”.