ضغط لبناني ودولي لانسحاب إسرائيل من النّقاط الخمس… والملف من أولويات الرئيس عون خلال زيارة السعودية


خاص 25 شباط, 2025

الموقف الموحّد الذي صدر عن الرؤساء الثلاثة بعد اجتماعهم الثلاثي وما جاء في البيان الوزاري لجهةِ نشر الجيش اللبناني في مناطق الحدود المعترف بها دوليًّا واحتكار السلاح بيد الدولة يعتبر موقفًا قويًا وضاغطًُا، ويؤكد أن الدولة اللبنانية متماسكة وتتمتع بجدية وإصرار للتوصل الى حلّ لهذا الملف الذي يشكّل يوميًّا خطرًّا على سيادة لبنان، إضافة الى الخروقات الإسرائيلية المتكررة عبر القصف الجوّي لمناطق معيّنة والقيام باغتيال لبنانيين داخل الأراضي اللبنانية.

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

يخضع تنفيذ القرار 1701 لمتغيّرات جديدة مع بقاء الجيش الإسرائيلي في التّلال أو النقاط الخمس جنوب لبنان والتي يعتبرها ضروريةً لأمن مستوطناته وساكنيها، إضافة الى استثمار هذا الأمر دوليًّا وسياسيًّا لحسابات تتعلق بالداخل الإسرائيلي لرفع منسوب أي تفاوض إقليمي، فيما يعتبر لبنان التواجد الإسرائيلي جنوبًا احتلالًا جديدًا لجزء من أراضيه يجب على العدو الخروج منه سريعًا وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ديبلوماسيًّا يعمل لبنان بقوّة على حثّ الدول المعنية باتفاق وقف إطلاق النار لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا من أجل الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها وأبرزها: تلال اللبونة وجبل بلاط وجبل الدير وتلة الدواوير وتلة الحمامص.

وكثّف لبنان اتصالاته مع واشنطن وباريس من أجل حلّ هذه المسألة في أسرع وقت، إذ يقوم رئيس الجمهورية جوزاف عون بمتابعة هذا الموضوع بدقّة مع هذه الدول ومع الشخصيات الديبلوماسية التي تزوره، وفي آخر مواقفه ما أبلغه للسيناتور الأميركي روني جاكسون بأنّ الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود، يتطلّب انسحاب الاسرائيليين من التلال التي تمركزوا فيها واعادة الاسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الاخيرة وهذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي. وأكَّد أن الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الاسرائيليون وهو جاهز للتمركز على طول الحدود والتعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701 ، مشيرًا الى أنّ اسرائيل باستمرار احتلالها للتلال، خرقت هذا الاتفاق وعلى الدول الراعية له الضغط عليها للالتزام به كليًّا. وأعرب الرئيس عون عن امله أن يلقَى المطلب اللبناني التجاوب المطلوب من الادارة الاميركية الجديدة ومجلسي النواب والشيوخ الاميركيين.

وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي يقوم بدوره بمجهود كبير من أجل إنجاز هذا الملف الحساس، وأكد لموقع “هنا لبنان” أن لبنان سيتبع نفس الأدبيات الديبلوماسية المنصوص عليها، كالتواصل الدائم مع مجلس الأمن وتشكيل لوبي فاعل وداعم للبنان من الدول الفاعلة والمؤثرة والراعية لاتفاق وقف إطلاق النار وأبرزها الولايات المتحدة وفرنسا. وأكد الوزير رجّي أن رئيس الجمهورية سيطرح هذا الموضوع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته المرتقبة الى السعودية من أجل الدّفع قدمًا في هذا الموضوع مع الدول المعنية نظرًا لقدرة المملكة على التأثير في هذا الملف. وتوضيحًا للموقف اللبناني، جدّد الوزير رجّي أمام سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو الإثنين مطالبة لبنان بانسحاب اسرائيل الكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية التي تحتلّها، ووقف اعتداءاتها وغاراتها الجوية وخروقاتها لسيادة لبنان، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

أمّا استراتيجيًّا وعسكريًّا فيؤكّد المحلّلون العسكريون أن وجود الجيش الإسرائيلي في النقاط الخمس لا يعدّ سوى عامل اطمئنان للمستوطنين في المستوطنات المقابلة لهذه النقاط وأبرزها مستوطنات شلومي وزرعيت وأفيفيم ومرغليوت والمطلة.

العميد المتقاعد والخبير العسكري بسام ياسين شرح لموقع “هنا لبنان” معنى بقاء إسرائيل في هذه المواقع وقال: “في العلم العسكري الحديث لا تأثير عسكريًّا أو إستراتيجيًّا لوجود الجيش الإسرائيلي في النقاط الخمس في ظل وجود العامل الاستخباراتي الكبير والمسيّرات التي تجوب سماء لبنان يوميًّا وتقوم بمراقبة وتصوير كل شيء، مشيرًا الى أن الطبيعة والجغرافيا لم تعد الأساس في الحروب نظراً للتطوّر التكنولوجي العسكري والأمني”. ولفت الى أنّ “التجربة في غزّة أثبتت أن السور الدفاعي الذي بنته إسرائيل على طول حدودها مع غزّة لم ينفع في عملية اختراقه من قبل حركة حماس”. واعتبر العميد ياسين أنّ الهدف من التواجد الإسرائيلي في هذه التلال يشكل عامل اطمئنان للمستوطِنين الخائفين من العودة الى منازلهم وللقول لهم إنّنا في أرض العدو ونقوم بحمايتكم.

ويرى العميد ياسين أنّ الهدف الثاني من التمركز في هذه النقاط هو النّكد الإسرائيلي والقول إنّ جيشه قوي وقادر على فرض شروطه وتجيير النقاط لمصلحته في أي مفاوضات ومبادلتها بثمن سياسي بوجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السلطة، وكذلك من أجل محاولة جرّ لبنان لتقديم تنازلات أكبر سياسيًّا. وردًّا على سؤال حول إمكانية استعمال حزب الله هذا الاحتلال الإسرائيلي كذريعة للردّ العسكري كفعل مقاومة؟ رأى العميد ياسين أن لا مصلحة للمقاومة بتحريك وِكْرِ الدبابير كما وصفه والقيام بأي ردّ في المرحلة الحالية، مشيرًا الى أن خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع السيد نصر الله كان واضحاً لجهة عملية استرداد هذه النقاط بالطرق الديبلوماسية.

مصادر ديبلوماسية متابعة لهذا الملف اعتبرت أنّ الموقف الموحّد الذي صدر عن الرؤساء الثلاثة بعد اجتماعهم الثلاثي وما جاء في البيان الوزاري لجهةِ نشر الجيش اللبناني في مناطق الحدود المعترف بها دوليًّا واحتكار السلاح بيد الدولة يعتبر موقفًا قويًا وضاغطًُا، ويؤكد أن الدولة اللبنانية متماسكة وتتمتع بجدية وإصرار للتوصل الى حلّ لهذا الملف الذي يشكّل يوميًّا خطرًّا على سيادة لبنان، إضافة الى الخروقات الإسرائيلية المتكررة عبر القصف الجوّي لمناطق معيّنة والقيام باغتيال لبنانيين داخل الأراضي اللبنانية.

وكشفت المصادر لموقع “هنا لبنان” أن الضغوطات اللبنانية من أجل الانسحاب الإسرائيلي الكامل تتعرّض لصعوبات بسبب عدم التجاوب من قبل عواصم القرار مع المطالب اللبنانية والتي تصرّ وتشدّد على ضرورة تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان مما يشكل تأخيرًا في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وأعربَت عن أملها أن يتمكّن لبنان من انتزاع حقوقه واستعادة هذه النقاط لأنه بات يمتلك القدرة سياسيًّا وديبلوماسيًّا على تنفيذ القرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وأصبح لديه رئيسًا وحكومةً ستنال ثقة المجلس النيابي وستؤسِّس لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار.

شارك الخبر عبر:

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us