الحبر الأعظم في قلب “بلاد الأرز”


خاص 25 شباط, 2025

من “وطن الأرز” ومن “أرض القدّيسين” نتوجه برسالة نتضرع فيها لله أن يغمر البابا فرنسيس بنور محبته ورعايته، وأن يخفّف أوجاعه ويمدّه بالصحة والعافية. نحن بانتظار زيارتك المجيدة لتحتضن لبنان بكلماتك المباركة فاليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج لصلواتك لنجتاز هذا النّفق المظلم بكل أمل وإيمان، ليبقى لبنان شامخًا ومنارة أمل وسلام في ظلّ صلاتك محبتك ورعايتك. وكما ذكرتنا دائمًا في صلاتك، نذكرك ونصلّي لك.

كتبت جو أندره رحال لـ”هنا  لبنان”:

منذ تولّي البابا فرنسيس السدّة البابوية في 2013، أظهر اهتمامًا خاصًّا بلبنان، البلد الذي يحمل تاريخًا روحيًّا وثقافيًّا غنيًّا في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادّة، ظلّ الفاتيكان بقيادة البابا داعمًا لاستقراره ووحدته، مؤكّدًا أنّ لبنان ليس مجرّد وطن، بل “رسالة” للعالم، “رسالة” للتعدّدية الدّينية، مشدّدًا على العيش المشترك وعلى هذا النموذج الفريد في مواجهة التحدّيات السياسية والطائفية. وقد عبّر، مرات عدّة، عن قلقه من الوضع المتدهور في البلاد، داعيًّا السياسيين إلى تقديم المصلحة العامّة على المصالح الضيّقة والفردية والعمل على “إصلاحات حقيقيّة” بدلاً من الوعود الفارغة، محذّرًا من أن الفساد والصراعات السياسية قد تهدّد استقرار البلاد.

وفي عام 2021، نظّم الفاتيكان يومًا خاصًا للصلاة من أجل لبنان، حيث جمع قادة الطوائف المسيحية اللبنانية في الفاتيكان للتأمّل في مستقبل البلاد. كما أرسل مساعدات إنسانيّة عاجلة بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020، حيث وصف هذا الانفجار بأنّه “كارثة فادحة”، معبِّرًا عن تضامنه العميق مع الشعب اللبناني، وداعيًا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في محنته.

لقد كانت للبنان حصّة كبيرة في خطابات ومبادرات البابا فرنسيس، حيث شدّد على أنّ لبنان، على الرّغم من الأزمات، يبقى “أرضًا للرّجاء”. كما أنّ مواقف البابا فرنسيس تجاه لبنان تعكس اهتمامًا عميقًا، فهو يرى في هذا البلد نموذجًا يجب الحفاظ عليه. وبينما يواجه لبنان تحدّيات كبيرة، يبقى الفاتيكان، تحت قيادة البابا، قوة داعمة للاستقرار والإصلاح في البلاد.

على الرَّغم من تأجيل زيارته للبنان في 2022 بسبب ظروفه الصحية والأزمة اللبنانية، أكّد البابا في مناسبات عديدة رغبته في زيارة لبنان قريبًا. وفي رسالته الميلادية 2023، دعا البابا اللبنانيين إلى التمسّك بالأمل وعدم الاستسلام، مؤكّدًا دعم الفاتيكان المستمر للبنان في ظلّ الظروف الصعبة حيث أرسل مساعدات إنسانية عاجلة عبر الفاتيكان، وأوفد الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت كعلامة على التضامن.

لا شكّ أن علاقة البابا فرنسيس بلبنان تتجاوز المواقف الديبلوماسية، فهي علاقة مبنية على رؤية روحية وإنسانية ترى في لبنان أكثر من مجرّد وطن، بل رسالة محورية في عالم يزداد انقسامًا.

واليوم من “وطن الأرز” ومن “أرض القدّيسين” نتوجه اليك برسالة نتضرع فيها لله أن يغمرك بنور محبته ورعايته، وأن يخفّف أوجاعك ويمدّك بالصحة والعافية. نحن بانتظار زيارتك المجيدة لتحتضن لبنان بكلماتك المباركة فاليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج لصلواتك لنجتاز هذا النّفق المظلم بكل أمل وإيمان، ليبقى لبنان شامخًا ومنارة أمل وسلام في ظلّ صلاتك محبتك ورعايتك. نسأل الله أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل، وأن تظلّ دائمًا مصدر نور وإلهام للعالم أجمع. وكما ذكرتنا دائمًا في صلاتك، نذكرك ونصلّي لك.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us