صفعة على وجه إيران في قصر بعبدا

“نرفض حرب الآخرين في لبنان”.. عبارة كانت كفيلة بإحداث زلزال سياسي يكرّس بداية عهد جديد، عنوانه الأساسي استعادة الدولة من براثن المحاور الخارجية.. لأول مرة يستطيع اللبنانيون أن يشعروا بخروج دولتهم من السجن الكبير. لأوّل مرة منذ ٣٥ عاماً بات للبنان رئيس
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان، وجّه الرئيس جوزاف عون صفعة مدويّة لإيران وحلفائها، منهياً بذلك أكثر من ثلاثة عقود من الوصاية غير المباشرة على القرار اللبناني. بموقف حاسم وواضح، أعلن الرئيس من قصر بعبدا: “نرفض حرب الآخرين في لبنان”. كانت هذه العبارة كفيلة بإحداث زلزال سياسي يكرّس بداية عهد جديد، عنوانه الأساسي استعادة الدولة من براثن المحاور الخارجية التي استنزفت لبنان وجعلته ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
لم تكن الضربة التي تلقاها النفوذ الإيراني في لبنان معزولة عن سياق التراجع الإقليمي لطهران. فقد بدأ نفوذها بالتآكل في سوريا، حيث انتهت مساحة حركتها بفعل الضغوط الدولية والعسكرية وسقوط حليفها سقطة مريعة، وها هي اليوم تتلقى ضربة قاسية في لبنان، البلد الذي طالما اعتبرته قاعدة متقدمة لنفوذها الإقليمي. وأكبر دليل على سقوط مشروع “حائكي السجاد” هو أنهم باتوا يستجدون مجرد السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في مطار بيروت، بعدما كانوا أصحاب القرار في هذا المرفق الحيوي لعقود.
لطالما كان لبنان أسير الصراعات الخارجية، وكانت الوصاية الإيرانية تتمدد تحت ذرائع مختلفة، مستفيدة من الغياب الفعلي للدولة. لكن الموقف الحاسم للرئيس جوزاف عون يعيد التوازن إلى المعادلة الداخلية، ويؤكد أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لحروب الآخرين. فبإعلانه رفض تحويل البلاد إلى منصة لصراعات إقليمية، يضع الرئيس عون حداً لمرحلة طويلة من الاستباحة، ويفتح الباب أمام استعادة القرار الوطني المستقل.
موقف بعبدا هذا لا يمثل مجرد تصريح سياسي، بل هو نقطة تحول تاريخية. إنها بداية عهد استعادة الدولة، حيث تعود المؤسسات إلى لعب دورها الطبيعي، ويعود لبنان ليكون سيد نفسه، لا تابعاً لمحاور خارجية. وفيما تعيش إيران مرحلة انكماش استراتيجي، يتأكد أنّ مشروعها الإقليمي يتهاوى تحت ضربات الواقع الجديد. أما في لبنان، فقد دُقّ مسمار جديد في نعش الهيمنة الخارجية، ليبدأ مسار استعادة الدولة التي طالما حلم بها اللبنانيون.
لأول مرة يستطيع اللبنانيون أن يشعروا بخروج دولتهم من السجن الكبير.
لأوّل مرة منذ ٣٥ عاماً بات للبنان رئيس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() قمة “الخرطوم 2”: لا كبرى للترانسفير | ![]() “بروفة” طريق المطار الفاشلة: “الحزب” مرتبك ولن يعوّض ارتباكه تشييع نصر الله وتقديس المناسبة | ![]() البيان الوزاري: ممنوع الالتباس |