حادثة المطار والاعتداء على “اليونيفيل”: كرة التوقيفات تتدحرج

مديرية المخابرات وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لديهما الكثير من الصور التي التقطتها محطات تلفزيونية وأخرى موزعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كلّها توثّق عمليات الاعتداء على الجيش اللبناني والقوات الدولية، وتعريض حياة مواطنين مدنيين للخطر أثناء عبورهم الطريق إلى مطار بيروت الدولي أو لدى خروجهم منه، خصوصًا أن هذه الأفعال أربكت الوضع الأمني واللوجستي في المطار وتسببت بتأخير بعض الرحلات الجوية.
وطالبت جهات سياسية بتحويل طريق المطار إلى منطقة عسكرية وحظر أي تحرّك شعبي أو حزبي يؤدي إلى إقفالها وتحويل المواطنين إلى رهائن. أوضح مصدر أمني أنّ طريق المطار “خطّ أحمر” وليس مسموحًا لأحد من الآن وصاعدًا إقفالها وتهديد حياة عابريها”.
كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:
كما وعد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بأن حادثة الاعتداء على دورية لقوات “اليونيفيل” على طريق المطار وإحراق إحدى سياراتها “لن تمرّ من دون محاسبة”، فقد أخذت الملاحقات الأمنية والقضائية مسارَها، وبلغ عدد الموقوفين بهذه الحادثة 7 أشخاص، بعضهم اعتدى أيضًا على ضبّاط وعناصر الجيش اللبناني خلال أداء مهامّهم.
وكشف مصدر قضائي بارز لـ “هنا لبنان”، أنّ مديرية المخابرات في الجيش اللبناني “ما زالت تجري تحقيقاتها الأوليّة في هذه القضية بإشراف مباشر من النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجّار”، مؤكّدًا أنّ “عدد الموقوفين ارتفع إلى سبعة بينهم قاصران، أثبتت التحقيقات الأوّلية بالأدلة والصور والاعترافات تورّطهم في هذه الأفعال المنسوبة إليهم”، مشيرًا إلى أنّ “الأجهزة الأمنية تعرّفت إلى هويات 11 آخرين تعمل على تعقبهم وتوقيفهم تباعًا”.
وأرخت ظاهرة إقفال طريق مطار رفيق الحريري الدولي بثقلها على الواقع الأمني والسياسي، إذ حوّلت الوافدين إلى المطار والخارجين منه إلى رهائن، خصوصًا أن حالات الشغب والفوضى امتدّت إلى شوارع وأحياء في بيروت وقطّعت أوصال بعض مناطق العاصمة، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الثلاثاء الأسود والسابع من أيار 2008، وكأنّ هناك من يستغلّ قرار وزارة الأشغال العامة والنّقل، بعدم السماح لطائرة إيرانية قادمة من طهران على متنها مسافرون لبنانيون، من الهبوط في مطار بيروت، ويتخذه ذريعةً للعبث بالوضع الأمني وإرباك الدولة، ولا سيما أنّ المحتجّين الموالين لـ “حزب الله” وجّهوا رسائل انطوت على إهانات واضحة للدولة بشخص رئيسيْ الجمهورية والحكومة والحكومة والمطالبة بإسقاطهم، كما أنّ الرّسائل السلبية تخطّت الدولة، وأراد البعض توجيهها إلى الخارج من خلال الاعتداء السّافر على دورية “اليونيفيل” التي كان نائب قائد القوت الدولية في عدادِها، وقد أصيب في العملية اثنان من عناصر الدورية جرى نقلهما إلى المستشفى العسكري في بيروت لتلقّي العلاج، وفرار أربعة آخرين بعد تعرّضهم للضرب والتعنيف.
التحدّي الصارخ للدولة ومؤسساتها الشرعية، تجلّى أيضًا في تحدّي الجيش اللبناني، خلال تنفيذ مهمّة حفظ الأمن وإعادة فتح طريق المطار للتعرّض لضبّاط وعناصر في الجيش، وتعمّد بعض المشاركين في قطع الطريق وتطويق المطار، وكشفوا وجوههم أمام الشاشات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتباهون بأفعالهم، واستدعى ذلك تحرّكًا فوريًا للأجهزة اللبنانية، فسارع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار إلى تسطير استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية، أمر فيها بتوقيف المعتدين بشكل فوري.
وجزم المصدر القضائي أن الموقوفين السبعة “متورّطون في الاعتداء على القوات الدولية، بينهم قاصر أوقف في الساعات الماضية عمره لا يتجاوز الـ 17 عامًا، اعترف بأنه ألقى قنبلة “مولوتوف” حارقة على سيارة “اليونيفيل” ما أدى إلى اشتعالها على الفور”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ القاصر الثاني “اعترف أيضًا بالاشتراك مع آخرين في تحطيم سيارة “اليونيفيل” والاستيلاء على بعض أجهزتها”. وقال: “التحقيق لا يزال مستمرًّا ويُنتظر توقيف المزيد من الأشخاص، خصوصًا أن مديرية المخابرات وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي لديهما الكثير من الصور التي التقطتها محطات تلفزيونية وأخرى موزعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كلّها توثّق عمليات الاعتداء على الجيش اللبناني والقوات الدولية، وتعريض حياة مواطنين مدنيين للخطر أثناء عبورهم الطريق إلى مطار بيروت الدولي أو لدى خروجهم منه، خصوصًا أن هذه الأفعال أربكت الوضع الأمني واللوجستي في المطار وتسببت بتأخير بعض الرحلات الجوية”.
وفيما تطالب جهات سياسية بتحويل طريق المطار إلى منطقة عسكرية وحظر أي تحرّك شعبي أو حزبي يؤدي إلى إقفالها وتحويل المواطنين إلى رهائن. أوضح مصدر أمني شارك في اجتماع مجلس الأمن المركزي لـ “هنا لبنان”، أنّ طريق المطار “خطّ أحمر” وليس مسموحًا لأحد من الآن وصاعدًا إقفالها وتهديد حياة عابريها”. وإذ اعترف بـ”حق الناس في الاحتجاج والتعبير عن غضبِها حيال أي إجراء بما فيها منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت”، شدّد على أن “طريق المطار هي طريق دولية ليست خاضعة لابتزاز الدولة عندما يحلو للبعض القيام بذلك”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() قرارٌ مفاجئ بتوقيف قاضٍ… هل بدأت مرحلة إصلاح العدالة؟ | ![]() تدابير مشدَّدة على الرحلات الآتية من العراق.. هذه أسبابها! | ![]() رسالة مدوّية من الموقوفين السوريين في لبنان إلى أحمد الشرع: أنقذوا أبناء ثورتكم |