أرديل لـ”هنا لبنان”: بقاء الجيش الإسرائيلي في النقاط الخمس انتهاك واضح للقرار 1701


خاص 28 شباط, 2025

بعد ما يقرب من سبعة وأربعين عامًا من العيش جنبًا إلى جنب، تتمتّع قوات حفظ السلام بعلاقات قوية مع سكان الجنوب، إلى جانب الاهتمام الدائم بهذه المجتمعات، وكذلك باحتمالات الاستقرار والسلام على المدى الطويل بموجب القرار 1701. وقالت أرديل: “لهذا السبب بقينا عندما أمرتنا القوات الإسرائيلية بمغادرة قواعدنا على الخطّ الأزرق، وسنواصل دعم المدن والقرى بالتبرّعات والخدمات الطبية والبيطرية والمشاريع الأخرى، فضلًا عن مساعدة الوكالات الإنسانية على توصيل المساعدات إلى هذه المجتمعات، والواقع أن الغالبية العظمى من النّاس يؤيّدون ما تحاول قوات حفظ السلام القيام به”.

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

لم تسلم قوات اليونيفيل خلال الحرب الأخيرة في الجنوب من الإعتداءات الإسرائيلية وبقيت صامدة من أجل القيام بدورها على الرَّغم من تعرّض بعض مقارّها وعناصر من جنودها للإصابة بفعل القصف الإسرائيلي الذي لم يوفِّر البشر والحجر. وعلى الرَّغم من الظروف الصعبة التي طالت القبعات الزرقاء، أعدّت خطة طوارئ وكانت على خطّ النار بين إسرائيل ولبنان وحزب الله، كما أكّدت بقاءها على جهوزيتها من أجل أداء مهامّها في جنوب لبنان، ولم تسحب أي من الدّول المشاركة جنودها وبقيت في مواقعها وأحاطت قيادة القوات الدولية مجلس الأمن بالوضع القائم وتواصلت مع الأطراف اللبنانية والإسرائيلية من أجل حلّ النزاع الدائر وإعادة السلام والاستقرار الى الجنوب اللبناني.

يطالب لبنان سنويًا بالتجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب نظرًا لأهمية دورها في تهدئة الأوضاع المتوتّرة عند الحدود وهو ما نجحت فيه منذ حرب تموز عام 2006 ، ويواصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العمل مع الدول المساهمة في هذه القوات لضمان تعزيز قدراتها لتمكّنها من استئناف مهامّها في المراقبة وإزالة الألغام وتقديم المساعدات الإنسانية للجنوبيين.

مع تسلّم الجيش اللبناني حماية الحدود وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والذي يمهّد لتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته بالتعاون مع قوات اليونيفيل، تطرح جملة تساؤلات حول كيفيّة عمل هذه القوات وهل ستعدّل من طريقة عملها وهل ستستعيد حرية الحركة في جميع أنحاء منطقة عملياتها وستكون قادرة على تنفيذ القرار 1701 إضافة الى كيفية التعامل مع الجيش الإسرائيلي المتواجد في النقاط الخمس جنوبًا؟.

هذه التساؤلات ردّت عليها نائبة الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل في الجنوب كانديس أرديل لموقع “هنا لبنان”، فأكدت أنّ وجود جنود إسرائيليين في جنوب لبنان يشكل انتهاكًا واضحًا للقرار 1701، ويعمل جنود حفظ السلام على رصْد هذا الانتهاك المستمر ويتم تسجيله والتبليغ عنه إلى مجلس الأمن، كما يقدمون احتجاجًا عليه مباشرة لدى قوات الدفاع الإسرائيلية. ولا تزال اليونيفيل تعتقد أنّ الانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية والانتشار القوي للقوات المسلحة اللبنانية لفرض حظر الأسلحة غير القانونية جنوب نهر الليطاني يشكّلان شرطيْن أساسييْن للسلام على المدى الطويل.

ورداً على سؤال حول كيفية مواجهة قوات اليونيفيل للعداء من قبل السكان المحليين في الفترة المقبلة، وكيف سيتم التعامل مع مثل هذه المواقف إذا نشأت لا سيما بعد أن تعرضت هذه القوات لأعمال عنف على طريق المطار من قبل بيئة حزب الله؟

أجابت أرديل: “بعد ما يقرب من سبعة وأربعين عامًا من العيش جنبًا إلى جنب، تتمتّع قوات حفظ السلام بعلاقات قوية مع سكان الجنوب”، مشيرةً إلى “الاهتمام الدائم بهذه المجتمعات، وكذلك باحتمالات الاستقرار والسلام على المدى الطويل بموجب القرار 1701.”. وقالت: “لهذا السبب بقينا عندما أمرتنا القوات الإسرائيلية بمغادرة قواعدنا على الخطّ الأزرق، وسنواصل دعم المدن والقرى بالتبرّعات والخدمات الطبية والبيطرية والمشاريع الأخرى، فضلًا عن مساعدة الوكالات الإنسانية على توصيل المساعدات إلى هذه المجتمعات، والواقع أن الغالبية العظمى من النّاس يؤيّدون ما تحاول قوات حفظ السلام القيام به”.

وأكدت أرديل أنّ قوات اليونيفيل تضم نحو 10 آلاف جندي حفظ سلام منتشرين في جنوب لبنان وكذلك في البحر، ولا توجد خطط لتغيير ذلك في المستقبل القريب، لافتةً الى أنّ أي زيادة كبيرة في أعدادها يقرّرها مجلس الأمن. وشددت على الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والبحرية اللبنانية، إضافة الى زيادة عمليات الرّصد والإبلاغ عن كل الانتهاكات التي تتمّ ملاحظتها من قبل قوات اليونيفيل.

ستبقى القوات الدولية تضطلع بدورٍ مركزي وتتعاون بشكل وثيق مع الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب، وهي تشارك ايضًا في لجنة الإشراف الخماسيّة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتي تضم ممثلين للبنان وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، أضافة الى دورِها المحوري في تنفيذ القرار 1701 بعد الحرب الأخيرة حيث تمتد منطقة عملياتها من نهر الليطاني في الشّمال إلى الخط الأزرق في الجنوب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us