عون في المملكة… فرصة لن تتكرر

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يدرك جيدًا أهمية العلاقة التاريخية مع المملكة العربية السعودية ويعمل ما يمليه عليه الواجب الوطني لاستعادتها وتطويرها، وصولًا إلى فتح صفحة جديدة لا مساحة فيها للأيادي التخريبية التي جمّدت كل شيء. في ظلّ كلّ هذه المتغيّرات، تبقى المملكة الثابت الوحيد في وجدان السواد الأعظم من الشعب اللبناني، ويبقى الأمل كبيرًا أنّ زمن تصدير “الكبتاغون” إلى الدول العربية صار من الماضي وطُويت صفحته إلى الأبد.
كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:
حسنًا فعل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بتلبيته دعوة ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، قبل يوم من مشاركته في قمّة القاهرة، القمّة الطارئة التي دعت إليها جمهورية مِصر العربية بشخص رئيسها عبد الفتاح السيسي، رفضًا لتهجير أهل غزّة وِفقًا للخطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
والدخول اللبناني من بوّابة المملكة لا يُشبه أي دخول إلى العالميْن العربي والدولي، فالسعودية بالنسبة إلى لبنان كانت ولا تزال المعبر الآمن للعالم، والحضن الدافئ الحاضِن للشعب اللبناني… والحلّ والربط، عندما تدخل البلاد في حالة الاستعصاء.
ففي ولاية الرئيس العماد ميشال عون، لم تكن العلاقة الرّسمية كما يجب أن تكون، وبالتأكيد، لا تقع المَلامة على أركان المملكة، لأنّ لبنان الرسمي دخل مع وصول عون إلى الحكم في الأتون الإيراني وخرّبت السياسة كل ما فعله سلفه في الرئاسة الرئيس العماد ميشال سليمان، الذي تسلّم الرئاسة بعد الرئيس إميل لحود المنحاز بقوّة إلى محور “حزب الله – إيران”.
ففي عهد الرئيس سليمان، كان العصر الذهبي لأفضل علاقة رسمية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، التي دعمت سليمان في معركة نهر البارد حين كان لا يزال في قيادة الجيش، واستمرّت في دعمه طيلة الفترة الرئاسية وما بعدها، في فترة الشغور الرئاسي الذي سبق وصول عون، إذ قدّمت هبة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش قبل انتهاء ولاية سليمان الرئاسية، وأرفقتها بمليار دولار نقدًا في فترة الشغور عندما خطفت مجموعة من “داعش” العسكريين ودارت معارك حدودية بين المجموعات المسلحة والجيش اللبناني.
أما في عهد الرئيس ميشال عون، فعادت العلاقة إلى ما كانت عليه مع الرئيس إميل لحود، مع فارق أساسي، أن دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يُغطي بعلاقاته الممتازة، سوء العلاقة مع رئيس الجمهورية، خلافًا لما وصلت إليه الأحوال في فترة ميشال عون الرئاسية، مع وزراء لم يعرفوا قيمة حسن العلاقة مع المملكة العربية السعودية.
واليوم، تؤكد المعلومات لـ”هنا لبنان” أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يدرك جيدًا أهمية هذه العلاقة التاريخية ويعمل ما يمليه عليه الواجب الوطني لاستعادتها وتطويرها، وصولًا إلى فتح صفحة جديدة لا مساحة فيها للأيادي التخريبية التي جمّدت كل شيء، من الهبة غير المسبوقة لتسليح الجيش، إلى عشرات الاتفاقيات بين الدولتين، إلى عودة الخليجيين إلى وطنهم الثاني لبنان، إلى دعم سعودي في المواجهة الديبلوماسية مع إسرائيل، إلى المساعدة في إعادة الإعمار بعد تطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته وعلى مساحة الـ10452 كلم…
في ظلّ كلّ هذه المتغيّرات، تبقى المملكة الثابت الوحيد في وجدان السواد الأعظم من الشعب اللبناني، ويبقى الأمل كبيرًا أنّ زمن تصدير “الكبتاغون” إلى الدول العربية صار من الماضي وطُويت صفحته إلى الأبد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الانتخابات البلدية والتحدّي البيروتي | ![]() السّيد حسن “الحاضر” في تشييعه؟ | ![]() هل يمرّ تشييع نصر الله وصفي الدين على خير؟ |