من أوكرانيا إلى غرينلاند دُرْ…


خاص 4 آذار, 2025

أوكرانيا أرض غنية بالمعادن خاصّة “الأنتيمون”… وفي خضم هذا التوتّر تبرز غرينلاند كمنطقة استراتيجية جديدة في لعبة الصراع الجيوسياسي. الجزيرة غنية بالموارد الطبيعية مثل “النيوديميوم” و”الديسبروسيوم” وهي معادن بديلة للانتيمون، والتي تعدّ حيوية في صناعات التّكنولوجيا المتقدمة والتطبيقات العسكرية والتقنية، ما يجعلها نقطة جذب للأطماع العالمية.

كتب جو أندره رحال لـ”هنا لبنان”:

منذ بداية الحرب الروسية – الأوكرانية، أصبحت أوكرانيا ساحة صراع حاسمة بين روسيا والغرب، بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو. الموقع الاستراتيجي لأوكرانيا بين روسيا وأوروبا جعلها نقطة مواجهة رئيسية. النزاع بدأ بتداعيات الثورة الأوكرانية عام 2014، بعد الإطاحة بالرئيس يانوكوفيتش الموالي لروسيا، وضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا. هذا التصعيد دفع الدول الغربية إلى دعم أوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.

منذ ذلك الحين، أصبح دعم أوكرانيا جزءًا من الاستراتيجية الغربية التي تسعى إلى منع توسّع النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية وحماية الأمن الأوروبي. روسيا تُعتبر تهديدًا للنظام الدولي القائم على المبادئ الليبيرالية، لذلك يسعى الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، إلى ضمان استقرار النظام الدولي من خلال دعم أوكرانيا في صراعها ضدّ التوسّع الروسي.

الحرب الروسية – الاوكرانية هي مسألة معقّدة تتداخل فيها العديد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية فما هي خفايا هذا الصراع؟

في هذا السّياق، تظهر المعادن الاستراتيجية مثل “الأنتيمون” كعنصر أساسي في النزاع. يُستخدم “الأنتيمون” في العديد من التطبيقات العسكرية، مثل الذخيرة، أنظمة الرادار، البطاريات العسكرية، ومعدات مقاومة النيران، مما يجعله عنصرًا حيويًّا في الحروب الحديثة. ومع تزايد الإنفاق الدفاعي في الولايات المتحدة، يزداد الطلب على هذه المعادن، ما يجعل تأمين مصادرها أولويّة في ظل التوتّرات العالمية. وتسيطر روسيا والصين على إمدادات المعادن الاستراتيجية مثل “الأنتيمون”، ما يعزّز أهمية تأمين هذه الموارد في ظل التوترات العالمية الحالية. فما علاقة كل هذا بالخلاف الأخير بين ترامب وزيلينسكي؟

في 28 فبراير/شباط 2025، وقع خلاف حاد بين الرئيس الأميركي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي. تمحور الخلاف حول استمرار الصراع مع روسيا، حيث كان ترامب يسعى لإنهاء الحرب بسرعة، بينما كان زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا. هذا التوتّر أدى إلى إلغاء مؤتمر صحافي كان من المقرّر أن يشهد توقيع اتفاقية تعاون في مجال المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بهدف الاستغلال المشترك للموارد المعدنية، خاصة “الأنتيمون”، وإنشاء “صندوق إعادة الإعمار” لتمويل مشاريع البنية التحتية.

والحقيقة أن أوكرانيا أرض غنية بالمعادن خاصة “الأنتيمون”… وبذلك أصبحت الأسباب واضحة. ففي خضم هذا التوتّر تبرز غرينلاند كمنطقة استراتيجية جديدة في لعبة الصراع الجيوسياسي. الجزيرة غنية بالموارد الطبيعية مثل “النيوديميوم” و”الديسبروسيوم” وهي معادن بديلة للانتيمون، والتي تعدّ حيوية في صناعات التّكنولوجيا المتقدمة والتطبيقات العسكرية والتقنية، ما يجعلها نقطة جذب للأطماع العالمية. الرئيس الأميركي ترامب عرض شراء غرينلاند في خطوة تكشف عن الطموحات الأميركية في تأمين هذه الموارد.

من الجهة الأخرى، تسعى الصين لتعزيز نفوذها في المنطقة عبر استثمارات اقتصادية، بينما تعمل روسيا على تعزيز وجودها العسكري في القطب الشمالي. غرينلاند، كونها نقطة وصل بين أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، قد تصبح ساحةً جديدةً للمنافسة بين القوى العظمى، فهل نشهد انتقالًا لساحة المواجهة من أوكرانيا الى غرينلاند لتشهد هذه الارض منافسة مباشرة بين القوى العظمى فيعاد تشكيل المشهد الجيوسياسي للقطب الشمالي؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us