“قائد يوحي بالثقة”… لبنان مع الرئيس جوزاف عون يعود إلى الخريطة العربية

من البديهي أن تكون الزيارة الأولى للرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية لأنّها اللاعب الأساسي على مستوى إنقاذ لبنان بالبعد السياسي كما بالبعد الاقتصادي، والآن وبعدما فُتح الباب أمام لبنان وتمّت الزيارة بشكل ناجح، يبقى على لبنان أن يلتزم بما وعد به في خطاب القسَم وفي البيان الوزاري وهو إخراج لبنان من دائرة المحور الضيق الذي حاصرته به إيران واستعادة وجهه العربي وتوجّهه نحو المجتمعيْن العربي والدولي.
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
بعد اليوميْن الرئاسييْن الماراتونيَيْن في الرياض والقاهرة، أوصل الرئيس جوزاف عون رسالةً إلى الجميع مفادها بأنّ لبنان عاد إلى موقعه الطبيعي على الخريطة العربية من البوابة العريضة، فبعد مرحلة القطيعة شبه التّامة عادت الحرارة للعلاقات بين لبنان والسعودية عبْر زيارة الرئيس عون إلى المملكة والتي وضعت العلاقة بين البلدين على السكّة الصحيحة، ما يُمهّد لإجراءات ستُتخذ حيال لبنان وتعبّر عن ثقة القيادة السعودية برئيس الجمهورية.
وعلى الرَّغم من أنّ لبنان كان يتمثّل برئيس الحكومة السابقة نجيب ميقاتي والوزراء فيها في القمم العربية، غير أن مشاركة الرئيس عون في قمّة القاهرة شكّلت فارقًا إيجابيًا، حيث كان حضوره في غاية الأهمية، وكانت كلمته استثنائية لجهة توصيف الوضع، ولا سيّما عبارته “حين تُحتلّ بيروت أو تُدمّر دمشق أو تُهدّد عَمان أو تَئِنّ بغداد أو تَسْقُط صنعاء يستحيل لأي كان أن يدعي أنّ هذا لنصرة فلسطين”.
وفي السّياق، أكّد الصحافي والمحلل السياسي علي الأمين أنّ “عودة لبنان الى الحاضنة العربية، بدأت منذ انتخاب الرئيس وتكليف رئيس حكومة وتأليفها، وتأتي زيارة الرئيس جوزاف عون الى السعودية فاتحة للمرحلة الجديدة التي تتقدّم بها الحاضنة العربية مع تراجع جليّ للنفوذ الايراني، وبالتالي فإنّ لبنان بهذا الانتقال، سيبقى أمام تحدّيات اولها حسم خيار الدولة كمحتكر للسلاح، والأمر الأهم هو إثبات الحكومة لقدرتها على انجاز الإصلاحات المطلوبة”.
وقال الأمين لـ”هنا لبنان” إن “زيارة الرئيس عون الى الرياض ومشاركته في مؤتمر قمّة القاهرة هو إعلان رسمي على أن لبنان دخل في الحظيرة العربية، ولكن يبقى على لبنان ان يبدأ بما يؤكّد أنه دولة قادرة وصاحبة قرار”.
بدوره، أكّد الصحافي طوني عيسى أنّ “الرئيس جوزاف عون بما له من مسيرة حققها خلال وجوده في قيادة الجيش أوحَت للمجتمعيْن العربي والدولي بالثقة وبالقدرة على تحقيق الإنجازات، وهذا ما ظهر في كلمته التي ألقاها في القمّة العربية، فقد بدت كلمة حاسمة وحازمة لمصلحة لبنان وبناء الدولة، يبقى فقط أن تسمح الظروف في الداخل اللبناني باستكمال تنفيذ البرنامج الذي يطمح إليه رئيس الجمهورية والذي تتكامل معه الحكومة فيما عبّرت عنه بالبيان الوزاري”.
وقال لـ”هنا لبنان” إنّ “العهد الرئاسي الحالي والحكومة الجديدة هما مظهران من مظاهر التغيير الكبير في لبنان نتيجة الحرب التي جرت أخيرًا ونتيجة التحوّلات الكبرى التي شهدها الشرق الأوسط، ومما لا شكّ فيه أنّ الرئيس عون يُجهّز وفقًا لما أعلنه في خطاب القسَم لبرنامج واسع النطاق سيؤدي إلى انتشال لبنان من الوضع الذي كان فيه سابقًا أي من حالة الحصار والعقوبات والفيتو الذي كان مرفوعًا في وجه لبنان الرّسمي والشعبي”.
وأضاف: “من البديهي أن تكون الزيارة الأولى للرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية لأنّها اللاعب الأساسي على مستوى إنقاذ لبنان بالبعد السياسي كما بالبعد الاقتصادي، والآن وبعدما فُتح الباب أمام لبنان وتمّت الزيارة بشكل ناجح، يبقى على لبنان أن يلتزم بما وعد به في خطاب القسَم وفي البيان الوزاري وهو إخراج لبنان من دائرة المحور الضيق الذي حاصرته به إيران واستعادة وجهه العربي وتوجّهه نحو المجتمعيْن العربي والدولي”.
وأشار عيسى إلى أنّ “التحدي الآن هو التزام العهد والحكومة بوعودهما، فإذا استطاع لبنان أن ينفذ مضامين الوعود خصوصًا لجهة استعادة المؤسسات ونزع سلاح حزب الله وتسليم الجيش اللبناني كامل مقوّمات السلطة على كامل الاراضي اللبنانية، فإنّ الأمور ستشهد انطلاقات جيّدة على مستوى العلاقات بين لبنان والمجتمعيْن العربي والدولي، ولكن إذا حصل تعثّر في الموضوع الأساسي الذي هو استعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وحدَها، فربما سيعود لبنان ليراوح مكانه”، لافتًا إلى أنه “على حزب الله أن يقتنع بهذا المبدأ ويسير فيه من دون تعطيل ليُنقذ لبنان وإلّا سنعود خطوات إلى الوراء”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() التصعيد الإسرائيلي الأخير: هل يُنذر بعودة الحرب؟ | ![]() نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | ![]() استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” |