بعد قرار وزيرة التربية… هل تُزال الشعارات الحزبية والطائفية من الجامعة اللبنانية؟

على الجامعة اللبنانية بعمدائها وإداراتها أن تساعد على حسْن إدارة العملية الانتخابية، ومنْح الطلّاب إمكانية التعبير والنقاش السياسي وتعلّم أصول الحوار والإقناع وصولًا لإنتاج نخبة لبنانية جديدة قادرة على استشراف المستقبل وليس فقط على العيش باستنساخ الماضي.
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
تعزيزًا لثقافة الانتماء للوطن لدى الطلاب، والتزامًا بالأنظمة والنصوص الإدارية المرعيّة الإجراء، أصدرت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي تعميمًا حول الالتزام بإنشاد النشيد الوطني اللبناني في المدارس والثانويات والمعاهد المهنيّة الرسمية، ورفع العلم اللبناني بشكلٍ دائمٍ فيها، وإزالة أي أعلام أو مظاهر حزبيّة منها.
تعميم لا بدّ منه لإلغاء سيطرة الأحزاب السياسية على الصّروح التعليمية، إلّا أنه لم يأتِ على ذكْر الجامعة اللبنانية، الصّرح الأول في لبنان الذي بُني ليكون ملتقًى للشباب اللبناني بكلّ توجّهاته الطائفية والسياسية، ولكن للأسف أصبح مستباحًا من الأحزاب ويعمل تحت وصايتها؟
فهل سيشمل التعميم الجامعة اللبنانية؟ وهل ستتمكّن الإدارة من إزالة الشعارات السياسية والدينية والطائفية منها من دون الاصطدام مع الطلاب؟
عضو لجنة التربية النيابية النائب سليم الصايغ يقول لـ”هنا لبنان”: “لجنة التربية في مجلس النواب عقدت خلوةً لثلاثة أيام بمشاركة وزارة التربية والتعليم العالي وفاعليات تربوية رسمية وانبثق عنها بعض المقررات، كما ألّفنا لجنة نيابية من ثلاثة نواب هم أشرف بيضون وإيهاب حمادة وسليم الصايغ لمتابعة هذه المقررات”.
ويتابع: “من بين هذه المقرّرات خلصنا إلى إزالة كلّ الشعارات والمعالِم الحزبية من حرَم الجامعة اللبنانية وبعدها تابعنا الأمر مع رئيس الجامعة الذي أبدى التزامه بالقرارات مؤكّدًا أنّه لا يجوز أن تكون الجامعة اللبنانية حرَمًا مستباحًا للأحزاب ولا سيما باستعمال الشعارات الحزبية والطائفية للتعبئة السياسية وغيرها. كما أكّد أنّ هذه الشعارات خارجة عن القانون ويعمل على إزالتها شخصيًّا بقرار من إدارة الجامعة”.
ويتابع الصايغ: “اليوم العبرة بالمتابعة والتنفيذ وهناك إجماع في لجنة التربية التي تمثّل كلّ القوى السياسية في لبنان على هذا الأمر”.
وعن ضرورة إعادة إجراء الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية بدلًا من تركها مستباحةً بالصوَر والتسلّط في خطوةٍ تسمح للطلاب بالتعبير عن آرائهم، يجيب: “نحن نشدّد على ضرورة إجراء الانتخابات في كلّ الجامعات وأن تسير المرافق التعليمية على أساسٍ غيْر حزبي كما كانت قبل الحرب في لبنان، على أن يتمّ إجراؤها على أساس جمعيات أو روابط تقدّم برامجها وأن يتمّ نقاش سياسي وإعادة النظر بكيفية تنظيمها وألّا تكون هذه الانتخابات نموذجًا من داخل الجامعة إلى خارجها، لذلك نعتبر أنّ المختبر السياسي الحقيقي والتجربة التي يجب أن يخوضها المجتمع اللبناني لا بدّ أن تنطلق من هذه التجربة الطلّابية”.
ويضيف: “من هنا، على الجامعة بعمدائها وإداراتها أن تساعد على حسْن إدارة العملية الانتخابية، ومنْح الطلّاب إمكانية التعبير والنقاش السياسي وتعلّم أصول الحوار والإقناع وصولًا لإنتاج نخبة لبنانية جديدة قادرة على استشراف المستقبل وليس فقط على العيش باستنساخ الماضي”.
من جهته، يقول رئيس مصلحة الطلاب في حزب “القوات اللبنانية” عماد عبدو: “مدارس لبنان ومعاهدها تخلو من أي شعارات طائفية أو سياسية على عكس الاحزاب الأخرى التي تغطّي هذه الصروح التعليمية بالشّعارات الطائفية والدينية، أما فيما يخصّ الجامعة اللبنانية فقد رفعنا صورًا لقادتنا قبل 5 سنوات ليس تجاوزًا للقانون بل اعتزازًا بهم، ولكن إن تمّ تنفيذ قرار وزارة التربية بإزالة الشعارات والأعلام والصوَر الحزبية فسنكون من أوّل الملتزمين شرط أن يشمل القرار الجامعات بكلّ فروعها”.
أما بالنسبة للانتخابات الطلابية، فيؤكّد على أن “حزب القوات اللبنانية لطالما طالب بها منذ العام 2008 وحتى اليوم، متمنيًّا إعادة إجرائها في الجامعة اللبنانية في أسرع وقت”.
وبحسب مصادر “هنا لبنان”، سيشمَل التعميم الجامعة اللبنانية وستتمّ إزالة كلّ الشعارات الحزبية والطائفية والأعلام وصور الزعماء من دون استثناء، ومَن سيعارض الأمر ستُتّخذ بحقّه إجراءات قانونية قد تصل إلى حدّ فصله من الجامعة… والقانون في هذه المرحلة سيكون سيّد الموقف.