السلام في الشرق الأوسط قريب.. هل تعبّدت الطريق؟


خاص 11 آذار, 2025

لم يعد مقبولاً النظر إلى موضوع السلام بين لبنان وإسرائيل على أنه” تابو” ولا بدّ من مقاربته بواقعية، فإذا كانت مصلحة لبنان الاقتصادية والأمنية تقتضي طرحه فلمَ لا؟ لا سيما أنّ هناك دولاً عربية بدأت بمناقشة هذا الموضوع

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

ما قاله مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسعد بولس في لقاء جمعه مع رئيس مستوطنات الضفة الغربية يوسي داغان حول أنّ “السلام هو التوقع المشترك بين شعبي لبنان وإسرائيل وأنهم مع العون الإلهي يتطلعون إلى تحقيقه”، ليس منفصلاً عن سياق متسلسل لمواقف صادرة عن الإدارة الأميركية بشأن هذه الخطوة.

انطلق بولس في هذا الكلام من تأكيد ورد على لسان الرئيس ترامب بشأن السلام في المنطقة، وأعرب عن أمله في تحقيق السلام بين لبنان وإسرائيل قريباً ومؤكداً أنّ الإرادة الإيجابية للعاملين على هذا الملف قد تساهم في تحقيق نتائج ملموسة.

هذا الموقف ليس بجديد، وفق قراءات كثيرين وإنما طرحه في أكثر من مناسبة يأتي في إطار التسويق له وليس مستبعداً أن يتكرر عند محطات متعددة. أراد المستشار الأميركي إيصال الرسالة والتمهيد لإعادة البحث به ضمن مجموعة اتصالات جدية تشق طريقها تمهيداً لإنجاز السلام.

وفي هذا الإطار، يقول الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس لموقع “هنا لبنان” أنه لم يعد مقبولاً النظر إلى هذا الموضوع على أنه” تابو” ولا بدّ من مقاربته بواقعية، فإذا كانت مصلحة لبنان الاقتصادية والأمنية تقتضي طرحه فلمَ لا؟ لا سيما أنّ هناك دولاً عربية بدأت بمناقشة هذا الموضوع، داعياً في الوقت نفسه إلى تجاوز ما أسماها بالخطوات المتخلفة في الداخل كتلك الواردة في قوانين التعامل مع إسرائيل، معتبراً أنّ من يطلق عليه اسم العميل هو الذي يهدّد الأمن القومي ويضرب الاستقرار، لافتاً إلى ضرورة التحلي بالجرأة وإلغاء كل ما يصبّ في إطار التخلف لمواكبة الزمن.

ويشير بولس إلى أنّ الجوّ الأميركي يعمل على خط تحقيق السلام، ونحن في لبنان لا بدّ من أن نستعدّ له، إنما يجب تصوير النقاط الخلافية وطرحها مباشرة بين الحكومتين وليس عبر وسطاء إذ رأينا -وفق قوله- كيف أنّ فرنسا التي توسطت في الترسيم البحري حصلت على نسبة ٦٠ في المئة من أسهم توتال.

ويؤكد بولس لموقعنا أنه يجب البدء بالتحضيرات لنعرف حقيقةً ما الذي نريده، وهناك حاجة إلى حلّ القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل لا سيما على الحدود، مكرراً القول أنه إذا كانت مصلحة لبنان تقتضي السلام مع إسرائيل، فأين المشكلة.

واعتبر بولس أنّ الاضطرابات في المنطقة لا تستقر من دون السلام، وما لم يتحقق فإننا أمام سيناريو البقاء في قلب الصراعات من دون أفق.

كذلك يرى الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ إبراهيم ريحان في حديث لـ”هنا لبنان” أنّ موضوع إقامة السلام بين البلدين مدرج على أجندة الإدارة الأميركية ولا سيما إدارة الرئيس ترامب، ويعرب عن اعتقاده أنّ لبنان لا يمكن أن يذهب منفرداً في هذا المجال من دون باقي الدول العربية، ويتوقف عند ما جاء في مبادرة السلام العربية، ويؤكد أنّ ما هو مطروح في الوقت الراهن من قبل الإدارة الأميركية كخطوة أولى هو العودة إلى اتفاقية الهدنة للعام ١٩٤٩.

ويذكر بأنّ من أبرز الخطوات التي تعتبر إدارة ترامب بأنها تشكل دافعاً لموضوع السلام مع لبنان في مرحلة لاحقة، هو اتفاق الترسيم البحري الذي وقّع في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن من خلال آموس هوكشتاين إلا أنه بدأ في اتفاق الإطار الذي وضع في العام ٢٠٢٠ حين كان ترامب رئيساً، كما أنّ مفاوضات هذا الترسيم تمت في عهد ترامب أيضاً وكان ديفيد شينكر وقتها هو الوسيط، ومعلوم أنّ اتفاق الإطار كان ينص على تلازم الترسيم البحري ،لاحقاً تثبيت الحدود البرية والتي تم لحظها في اتفاق وقف إطلاق النار في العام ٢٠٢٤ والذي كان لإدارة ترامب الدور الكبير في صياغته والضغط على الجانب الإسرائيلي بالذهاب في اتجاهه.

ما تعدّ له الإدارة الأميركية بشأن ملف السلام مع إسرائيل يستدعي التوقف عنده لا سيما أنه ملف كبير ويتطلب مقاربة من زوايا مختلفة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us