الانتخابات البلدية والتحدّي البيروتي

تُعتبر بلدية بيروت المشكلة الأكبر التي تواجه القيادات السياسية لأنّ العاصمة هي قلب لبنان النابض، ولهذا القلب جناحان، الجناح المسلم والجناح المسيحي، والحفاظ على المناصفة ضرورة وطنية لطالما عمل على تكريسها دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
تُعتبر الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان من الركائز الأساسية للحكم المحلي، حيث تُساهم في تعزيز الديمقراطية وتطوير الخدمات العامة. فهي تُتيح للمواطنين فرصة اختيار ممثليهم لإدارة الشؤون المحلية وفقًا لاحتياجاتهم. ومع ذلك، تواجه هذه الانتخابات تحديات عديدة قد تؤثر على نزاهتها وفعاليتها.
وتكمن أهمية الانتخابات البلدية في تعزيز الديمقراطية المحلية كونها تُساهم في إشراك المواطنين في صنع القرار وتحقيق اللامركزية في الحكم.
كما تؤدي إلى تحسين الخدمات العامة من خلال انتخاب مسؤولين قادرين على تلبية احتياجات السكان المحلية. وأيضًا تفرض رقابة مجتمعية على أداء المجالس البلدية، مما يُحفز على تقديم أداء أفضل.
التحديات التي تواجه الانتخابات البلدية
ضعف الأطر القانونية التي تنظم العملية الانتخابية قد يؤدي إلى تلاعب أو سوء إدارة.
نقص الموارد المالية أو الإدارية لتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة.
تعقيدات في تسجيل الناخبين والمرشحين تؤدي إلى إقصاء بعض الفئات.
التحديات السياسية
التدخلات السياسية والحزبية التي قد تؤثر على استقلالية المجالس البلدية.
غياب الوعي السياسي لدى بعض المواطنين، مما يؤدي إلى ضعف المشاركة الانتخابية.
انتشار النزعات القبلية أو الطائفية التي تؤثر على خيارات الناخبين.
التحديات الأمنية
في بعض المناطق، سيّما البلدات الحدودية مع سوريا وإسرائيل، قد تؤدي الاضطرابات الأمنية إلى تعطيل العملية الانتخابية.
تهديدات أو ضغوطات على المرشحين أو الناخبين قد تؤثر على حرية التصويت.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
الفقر والبطالة قد يدفعان بعض الناخبين إلى التصويت وفق مصالح مادية قصيرة الأجل.
ضعف الوعي الانتخابي وعدم معرفة الناخبين بحقوقهم وواجباتهم.
سبل مواجهة هذه التحديات
تعزيز الإطار القانوني لضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها.
زيادة التوعية السياسية من خلال حملات تثقيفية تُشجع المواطنين على المشاركة الفعالة.
تأمين العملية الانتخابية لضمان عدم وجود تدخلات خارجية أو تهديدات.
تشجيع المشاركة النسائية والشبابية لضمان تمثيل جميع الفئات المجتمعية.
بلدية بيروت – العقدة والحل
تُعتبر بلدية بيروت المشكلة الأكبر التي تواجه القيادات السياسية لأنّ العاصمة هي قلب لبنان النابض، ولهذا القلب جناحان، الجناح المسلم والجناح المسيحي، والحفاظ على المناصفة ضرورة وطنية لطالما عمل على تكريسها دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري..
واليوم وفي ظل توزع القوى على عدد أكبر من الأطراف، تواجه الانتخابات البلدية في بيروت خطر فقدان المناصفة واختلال التوازن لصالح لعبة العدد، ما يمكن أن يحرم المسيحيين والدروز وحتى الشيعة من المشاركة في العضوية، ما يحتم على الجميع التكاتف والتضامن والسهر على ضمان المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وعليه تؤكد مصادر متابعة لـ”هنا لبنان” أنّ التحالف الواسع والعريض بين جميع المكونات البيروتية، كفيل بالحفاظ على المناصفة، وهذا ما يتطلب الترفع عن بعض الأنانيات والصغائر لصالح المصلحة الوطنية العليا.
رغم التحديات التي تواجه الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، إلا أنها تبقى ضرورية لتحقيق التنمية المحلية وتعزيز الديمقراطية. ولضمان نجاحها، يجب على وزارة الداخلية والمجتمع المدني العمل على تعزيز الشفافية والمشاركة الفعالة، مما يُؤدي إلى مجالس بلدية أكثر كفاءة وقدرة على تلبية احتياجات المواطنين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() عون في المملكة… فرصة لن تتكرر | ![]() السّيد حسن “الحاضر” في تشييعه؟ | ![]() هل يمرّ تشييع نصر الله وصفي الدين على خير؟ |