اللبنانيون في إدارة ترامب: دور الأمريكيين من أصول لبنانية في واشنطن

خاص 14 آذار, 2025

لطالما لعب الأميركيون من أصول لبنانية دورًا بارزًا في الحياة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، خاصة في الإدارات الأميركية المختلفة. في إدارة الرئيس دونالد ترامب الحالية، برز عدد من الشخصيات اللبنانية الأميركية في مواقع مؤثرة، مما يعكس الحضور القوي للجالية اللبنانية في مراكز القرار الأميركي. من ميشال عيسى إلى مسعد بولس، وبيل بزي، وتوم باراك، وبول دبار، كانت هذه الشخصيات جزءًا من منظومة صنع القرار في الإدارة الأميركية، إلى جانب دور المجموعة الأميركية من أجل لبنان الحر (ATFL) في واشنطن.

أبرز الشخصيات اللبنانية الأميركية في إدارة ترامب:
​1 – ميشال عيسى (سفير أميركا في لبنان): رجل أعمال ومستثمر بارز في الولايات المتحدة، له علاقات قوية بالمجتمع الاقتصادي والسياسي. يتمتع بخبرة واسعة في قطاعات العقارات والتجارة الدولية، ما يجعله نموذجًا لرجل الأعمال اللبناني الذي نجح في تحقيق مكانة مرموقة في الولايات المتحدة.
​2 – مسعد بولس (كبير المستشارين للشؤون العربية والشرق اوسطية والمبعوث الخاص لمنطقة البحيرات الكبرى): رجل أعمال لبناني الأصل، يُعرف بدعمه القوي لدونالد ترامب وعلاقاته العائلية مع الدائرة المقرّبة منه. بولس هو والد مايكل بولس، الذي ارتبط بِتيفاني ترامب، ابنة الرئيس السابق، ما زاد من نفوذِه داخل الأوساط القريبة من العائلة الرئاسية.
​3 – ​بيل بزّي (سفير أميركا في تونس): سياسي من أصول لبنانية، خدم كعمدة في ولاية ميشيغان، وهي إحدى الولايات التي تضم جاليةً لبنانيةً كبيرة. بزّي هو شخصية محورية في تمثيل القضايا اللبنانية في السياسة الأميركية، وكان له دور بارز في تعزيز العلاقات بين الجالية اللبنانية والإدارة الأميركية.
​4 – ​توم باراك (سفير أميركا في تركيا): أحد رجال الأعمال والمستثمرين الأكثر نفوذًا في الولايات المتحدة، وكان أحد المقرّبين من ترامب. باراك، الذي تعود أصوله إلى لبنان، لعب دورًا رئيسيًّا في سياسات الاستثمار والتطوير العقاري، وكان أحد المستشارين غير الرّسميين للإدارة، خصوصًا في العلاقات مع الشرق الأوسط.
​5 – ​بول دبار (نائب وزير التجارة): شغل منصب وكيل وزارة الطاقة للأبحاث والابتكار في إدارة ترامب. دبار، الذي لديه أصول لبنانية، كان مسؤولًا عن مشاريع الطاقة النووية والتكنولوجيا، مما يعكس نجاح اللبنانيين في القطاعات العلمية والتقنية المتقدمة داخل الحكومة.

إلى جانب الشخصيات اللبنانية البارزة، تلعب المجموعة الأميركية من أجل لبنان الحر (ATFL) دورًا رئيسيًّا في تمثيل مصالح لبنان في واشنطن. هذه المنظمة غير الرّبحية تعمل على تعزيز العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة، والتأثير في السياسات الأميركية المتعلّقة بلبنان من خلال الضغط السياسي والاجتماعي.

أهداف ATFL:
​• الدفاع عن السياسات التي تدعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في لبنان.
​• تعزيز التعاون بين المسؤولين الأميركيين والجالية اللبنانية في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
​• التأثير في التشريعات الأميركية المتعلقة بالمساعدات للبنان، خاصّة في القطاعات الإنسانية والأمنية.

وجود هذه الشخصيات اللبنانية في مواقع صنع القرار في الولايات المتحدة يمثل فرصةً كبيرة للبنان، خاصة في ظلّ الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها. هناك عدة طرق يمكن أن يكون لهم دور إيجابي فيها:
​1 – التأثير في السياسة الأميركية تجاه لبنان: بفضل مواقعهم في الإدارة الأميركية وعلاقاتهم الواسعة، يمكن لهؤلاء اللبنانيين – الأميركيين التأثير في السياسات الأميركية تجاه لبنان، سواء من خلال تعزيز المساعدات أو دعم الاستثمارات الأميركية في البلاد.
​2 – تعزيز الاستثمارات الأميركية في لبنان: رجال الأعمال مثل توم باراك ومسعد بولس يمكنهم لعب دور في تشجيع الاستثمارات الأميركية في لبنان، خاصة في القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية.
​3 – الدعم السياسي والديبلوماسي: من خلال شبكاتهم السياسية، يمكن لشخصيات مثل بيل بزي وميشال عيسى أن تعمل على إبراز أهمية لبنان كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، مما قد يؤدّي إلى تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين.
​4 – تطوير العلاقات الأكاديمية والعلمية: بوجود شخصية مثل بول دبار في قطاع الطاقة والبحث العلمي، هناك إمكانية لتوسيع التعاون بين الجامعات اللبنانية والمؤسسات الأكاديمية الأميركية، ممّا يفتح فرصًا للباحثين والطلاب اللبنانيين للحصول على دعم علمي وتكنولوجي.

لماذا تعتبر هذه الشخصيات مصدر قوّة للبنان؟
​• شبكة علاقات واسعة: هؤلاء الأفراد ليسوا مجرد شخصيات لبنانية بارزة، بل هم جزء من نخبة النخبة في السياسة والاقتصاد الأميركي، مما يمنحهم قدرة على التأثير الفعلي.
​• فهم مزدوج للثقافتين: لأنهم لبنانيون أميركيين، فهم يدركون احتياجات لبنان وفي الوقت نفسه آليات صنع القرار في واشنطن، ما يسمح لهم بلعب دور الوسيط الفعّال بين الجانبين.
​• رؤية اقتصادية واستراتيجية: كون معظمهم رجال أعمال ومستثمرين، فإن نهجهم العملي قد يساعد لبنان على جذب استثمارات دولية بدلًا من الاعتماد على المساعدات المالية فقط.

هل يمكن استثمار هذا النفوذ لصالح لبنان؟
مع استمرار لبنان في مواجهة أزمات سياسية واقتصادية حادّة، وجود شخصيات لبنانية في الإدارة الأميركية هو فرصة يجب استغلالها بحكمة. إذا تمّ تعزيز هذا الدور بشكل استراتيجي من خلال التنسيق بين الحكومة اللبنانية والجالية اللبنانية في أميركا، فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى نتائج إيجابية كبيرة على مختلف الأصعدة.
يبقى السؤال: هل تستطيع الحكومة اللبنانية والنّخب السياسية بناء علاقات أكثر فعّالية مع هذه الشخصيات والاستفادة من نفوذها؟ أم أن الخلافات الداخلية ستستمر في إضاعة مثل هذه الفرص الذهبية؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us