نقاط رئاسية على الحدود اللبنانية – السورية المشتعلة


خاص 18 آذار, 2025

إنّ عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب، بل هي باتت واجبة. إنّ إطالة أمد نزوحهم يُخالف المنطق السياسي، ولا يُؤدّي إلّا إلى استمرار وتعميق مأساتهم. كما تتطلّب عودتهم أكثر من مجرّد مساعدات إنسانية.

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

لا شك أنّ الاشتباكات القائمة على الحدود اللبنانية – السورية تشكِّل خطرًا كبيرًا ينسحب على الداخل اللبناني، ويساهم في توتير الأجواء السياسية بين لبنان وسوريا.

تُعتبر الحدود اللبنانية – السورية واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تشهد العديد من الأحداث السياسية والأمنية التي تؤثر في الوضعيْن المحلي والإقليمي. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التوتّرات على هذه الحدود نتيجةً لعوامل عدةّ، بما في ذلك النّزاع المستمر في سوريا، والوجود العسكري للعديد من الفصائل المعادية لـ”حزب الله”، والتحدّيات الإنسانية التي تواجه اللاجئين.

تتّسم الحدود اللبنانية – السورية بوجود العديد من الجماعات المسلحة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وقد شهدت المنطقة ارتفاعًا في حوادث التهريب، وتسلّل المسلحين، وهو ما يستدعي تعزيز الإجراءات الأمنية من قبل السلطات اللبنانية. وتعمل القوى الأمنية على مراقبة الحدود بشكلٍ مستمر، ولكنّ التحديات تبقى قائمةً بسبب التضاريس الوعرة والامتدادات الجغرافية.

منذ بداية النّزاع السوري، تدفّق عدد كبير من اللاجئين إلى لبنان، مما أدّى إلى ضغوطات على البنية التحتية والخدمات العامة. تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذه الأزمة الإنسانية بحذر، حيث تسعى لتوفير المساعدات اللازمة للاجئين من دون إغفال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين اللبنانيين.

توجيهات رئيس الجمهورية

إنّ متابعة التطورات على الحدود ليست مجرّد مسألة أمنية، بل هي أيضًا قضية إنسانية وسياسية… وعليه، أعطى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون توجيهاته لحفظ الأمن والردّ على مصادر النيران.

كذلك، اتصل الرئيس عون بوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الموجود في “مؤتمر بروكسل حول سوريا”، طالبًا منه التواصل مع الوفد السوري لمعالجة المشكلة المستجدة بأسرع وقت ممكن.

وكان الوزير رجّي قد تمنى أن تنعقد الدورة المقبلة في دمشق، مؤكِّدًا على ضرورة عودة السوريين إلى بلادهم، ومعتبرًا أنّه قد حان الوقت لاتباع نهج سريع ومتدرّج ومنسّق لمعالجة هذه الأزمة بطريقة تعكس المشهد الجيوسياسي المتغيّر في سوريا.

لقد تغّير الوضع جذريًا منذ سقوط نظام الأسد. لسنواتٍ، أدّى عدم اليقين وعدم الاستقرار إلى تعقيد المناقشات حول العودة. إلّا أننّا اليوم، نشهد على واقع جديد – بحيث يُعرِب السوريون أنفسهم، وبأعدادٍ متزايدة، عن رغبتهِم في العودة والمشاركة في صنع مستقبل بلادهم.

واعتبر أن رفع العقوبات عن القطاعات الرئيسية في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية للانتقال من مرحلة التعافي المبكر إلى إعادة الإعمار الشاملة. لقد حان الوقت لدعم السوريّين داخل سوريا.

قبل عشرة أيام، عبَر آلاف السوريين إلى لبنان بعد الأحداث المأساوية على الساحل السوري.

إنّ عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب، بل هي باتت واجبة. إنّ إطالة أمد نزوحهم يُخالف المنطق السياسي، ولا يُؤدّي إلّا إلى استمرار وتعميق مأساتهم. تتطلّب عودتهم أكثر من مجرد مساعدات إنسانية، هي تتطلّب تحوّلاتٍ سياسيةً حاسمةً تُؤدّي إلى حلولٍ دائمة، أبرزها الإسراع في تطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، والعمل على تحييد لبنان عن صراعات المحاور.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us