التدخلات والمصلحة اللبنانية

بعض التدخلات مطلوبة لأنها عامل مساعد لغالبية اللبنانيين كي يستعيدوا بلدهم ودولتهم وكي لا ترهقهم الحروب العبثية مجدداً وهي حروب لا يزال يريدها بعض من في الداخل لصالح بعض من في الخارج، فهؤلاء لا يرون السيادة سوى من منظار مصلحة مشروعهم المناقض للمصلحة اللبنانية ويحاولون التحايل على أيّ واقع جديد علّهم يعودون إلى هواية مصادرة الدولة ومستقبل اللبنانيين وهو أمر لن يُسمح به مجدداً ولا قدرة لديهم على إعادة إحيائه
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
منذ ما بعد اتفاق الطائف وحتى اليوم لم يتمكن اللبنانيون من حكم أنفسهم وكانوا في كل مرة يحتاجون إلى تدخل خارجي كي يفرض نوعاً من التوازن أو يغلب فئة على أخرى.
وفي هذا السياق أمسك نظام الأسد لبنان كجزء من سوريا وفرض أجندته على كلّ من ارتضى أن يكون جزءاً من منظمومة الحكم التي رأت أنّ مصالحها تتوافق مع المصلحة السورية في ذاك الوقت فلم تنصرف إلى بناء الدولة وسيادتها وقرارها، بل جعلتها ساحة لكل المشاريع الغريبة عن الرسالة اللبنانية وامتصت ما فيها من مقدرات وإمكانات ولم تبدِ أي توجّه لمقاومة هذا الواقع رغم علمها أنّ النتائج ستكون كارثية على مختلف المستويات. وعندما حاول الرئيس رفيق الحريري التملص من هذه القبضة الحديدية اغتيل لمنع أي تفكير في التحرر من تلك الوصاية ومشاريعها.
لم تتوافق حسابات الحقل مع حسابات البيدر فكان أن دفعت تلك الوصاية الثمن وخرجت بجيشها من لبنان، ولكنها لم تخرج بممارساتها وأهدافها من خلال من بقي لها من حلفاء. ولكن الجميع عندها رمى الكرة في ملعب اللبنانيين عن غير وجه قائلاً بأنهم لا يستطيعون حكم انفسهم فاعتبر التعطيل والشغور و ٧ أيار ممارسات لبنانية بحتة، ولكنها في الواقع كانت تحركات وفق أجندة المشروع الذي يريد السيطرة على لينان وجعله في ساحة في مشروع الحرب المستمرة.
وانطلاقاً من هذا المشروع وحروبه أتت حرب الإسناد ولكن نتائجها شكلت انقلاباً عليه وفتحت فعلياً الباب أمام تدخلات خارجية عربية ودولية تلتقي مع المصلحة اللبنانية دولة وشعباً، أليس قيام دولة في صالح اللبنانيين؟ أليس استقرار لبنان في صالح اللبنانيين؟أليس الإصلاح في صالح اللبنانيين؟ أليس إقبال الدول العربية والأجنبية لمساعدة لبنان في صالح اللبنانيين؟ أليس تسليم الأمن للجيش وضبط الحدود لصالح اللبنانيين؟
إنّ هذه التدخلات في هذا السياق هي مطلوبة لأنها عامل مساعد لغالبية اللبنانيين كي يستعيدوا بلدهم ودولتهم وكي لا ترهقهم الحروب العبثية مجدداً وهي حروب لا يزال يريدها بعض من في الداخل لصالح بعض من في الخارج، فهؤلاء لا يرون السيادة سوى من منظار مصلحة مشروعهم المناقض للمصلحة اللبنانية ويحاولون التحايل على أيّ واقع جديد علّهم يعودون إلى هواية مصادرة الدولة ومستقبل اللبنانيين وهو أمر لن يُسمح به مجدداً ولا قدرة لديهم على إعادة إحيائه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الرئيس عون وسياسة الحسم | ![]() حلٌّ للنزاع الحدودي.. والتطبيع برسم حلّ الدولتين | ![]() حرب الآخرين وليست حرب لبنان |