وزير الداخلية يحسم الجدل… الانتخابات قائمة وهذه أبرز التحدّيات!

تكمن الخطورة في العاصمة في تعدّد اللوائح وعدم الاتفاق بين الأقطاب على لائحة قوية قادرة على حسم المعركة وإنقاذ المدينة من الانجرار خلف اللون الواحد. والتحدّي الجنوبي، وتحديدًا البلدات والقرى الحدودية لا يشبه غيره، ويتطلّب من وزارة الداخلية والبلديات جهدًا مضاعفًا لتأمين اليوم الانتخابي في بيوت جاهزة أو في مراكز انتخابيّة مستحدثة.
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
كلام كثير قيل حول إمكانية تأجيل الاستحقاق البلدي والاختياري، المؤجّل أصلًا، لأسبابٍ “تقنية”، والأسباب التقنية كثيرة، منها عدم الجهوزية المالية، أو بسبب الحرب، وأيضًا بسبب تداعيات “الإسناد” التي مسحت عشرات القرى والبلدات الجنوبية عن بكرة أبيها.
وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجّار حسم الجدل مؤكّدًا إجراء الاستحقاق في موعده… وحدّدت الوزارة التواريخ بحسب المحافظات وفقاً للتالي: في جبل لبنان بتاريخ 4 أيار 2025، في لبنان الشمالي وعكّار بتاريخ 11 أيار 2025، في بيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل بتاريخ 18 أيار 2025، في لبنان الجنوبي والنبطية بتاريخ 25 أيار 2025. على أن تتمّ دعوة الهيئات الناخبة قبل شهر على الأقل من تاريخ الانتخابات في كلّ محافظة.
مصادر متابعة أكدت لـ”هنا لبنان” أنّ المشكلة الأساسية هي مشكلة المدن الكبرى، بيروت أولًا ثم طرابلس، التي غلب عليها اللون الواحد في الانتخابات الأخيرة سنة 2016، بسبب أكثرية من لون واحد وعدم وجود قانون يحدد كوتا مذهبية أو طائفية.
وما حدث في طرابلس يمكن ان يتكرّر هذه المرة وينسحب أيضًا على بلدية العاصمة بيروت، بسبب عدم قدرة أي فريق على حسم المعركة لصالحه “زيّ ما هييّ” كما كان يفعل صاحب شعار “وقّفنا العدّ”، دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، المؤمِن بالمناصفة في المجلس النيابي وفي المجلس البلدي.
تكمن الخطورة في العاصمة في تعدّد اللوائح وعدم الاتفاق بين الأقطاب على لائحة قوية قادرة على حسم المعركة وإنقاذ المدينة من الانجرار خلف اللون الواحد، وهذا ما يتطلّب بذل جهود حثيثة لقيام تحالف كبير ترعاه المرجعيات الكبيرة لضمان الإبقاء على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وحتى بين المسلمين أنفسهم، سنّة وشيعة ودروز.
وفي جبل لبنان، يختلط حابل التحالفات بنابل الحسابات، ويمكن لأيّ تحالف في بلدةٍ ألّا ينسحب على غيرها من البلدات تحت شعار “التحالف الانمائي” غير السياسي.
والتحدّي الجنوبي، وتحديدًا البلدات والقرى الحدودية لا يشبه غيره، ويتطلّب من وزارة الداخلية والبلديات جهدًا مضاعفًا لتأمين اليوم الانتخابي في بيوت جاهزة أو في مراكز انتخابيّة مستحدثة، وفي ظلّ مخاوف حقيقية من جولة حرب ثانية.
وفي بعلبك الهرمل وسائر البلدات الشيعية، يُبدي “حزب الله” بعض الليونة للتحالف مع حركة “أمل” و”العائلات”، لمنع تشكّل لوائح قوية قادرة على الفوز في مواجهة “حزب الله”، وهذا الاختبار مؤشر لما ينتظر الحزب في الاستحقاق النيابي المقبل، إذْ تؤكّد مصادر مطلعة استحالة الحفاظ على البلوك النيابي الشيعي الواحد من دون تسجيل خروقات وبدء عملية التنوّع الشيعي على غرار التنوّع عند المسيحيين وعند السنّة والدروز.
تبقى مدينة زحلة “أم المعارك”، وهي معركة إنمائية بالشكل وسياسيّة في المضمون، حيث تحاول القوى الفاعلة نيابيًا تثبيت حضورها البلدي الذي يُمهِّد لنتائج أفضل في الانتخابات النيابية عام 2026.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() صواريخ يتيمة تستهدف مباني الضاحية | ![]() نقاط رئاسية على الحدود اللبنانية – السورية المشتعلة | ![]() الانتخابات البلدية والتحدّي البيروتي |