التصعيد الإسرائيلي الأخير: هل يُنذر بعودة الحرب؟


خاص 29 آذار, 2025

إذا لم يستجِب المسؤولون بما يُقابل التهديدات التي قد يتعرّض لها لبنان نحن ذاهبون إلى المزيد من العنف وربّما إلى تجدّد الحرب بأشكالٍ لا تقلّ عنفًا عمّا حصل سابقًا، فالقرار الأميركي واضحٌ بإقصاء ميليشيات إيران وبرفض وجود أي سلاح يرتبط بطهران في لبنان وغزّة واليمن.

كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:

في ضوء الهجوم الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت، تُطرح تساؤلات حول السيناريوهات المستقبليّة التي قد تجرّ لبنان إلى حربٍ موسعةٍ جديدة، فهذا التصعيد يأتي بعد فترة هدوء نسبي جرّاء اتفاقٍ لوقف إطلاق النّار بين لبنان وإسرائيل حصل في تشرين الثاني الماضي، ما يثير القلق بشأن احتمالات العودة إلى المواجهات الشاملة، مع استمرار التصعيد الإسرائيلي واستهداف المزيد من المواقع في لبنان والذي قد يُحوّل الوضع إلى نزاعٍ واسع النطاق.

أحد السيناريوهات المحتملة هو أن تجد إسرائيل نفسها أمام ضغوطٍ للرّد على أي خروقات من لبنان، ما قد يؤدي إلى تصعيدٍ عسكري سريع. في هذه الحالة، قد يقوم حزب الله، الذي ينفي أي علاقة له بالهجمات الأخيرة، بردود فعل عسكرية موسّعة، الأمر الذي قد يقود إلى حربٍ شاملة بين الطرفيْن.

إلى ذلك، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداتِه بشنّ هجمات على أي مواقع تهدّد إسرائيل، ويؤكّد أنّ هناك استعدادًا لإجراءات تصعيدية أكبر إذا استمرت التوتّرات.

وفي ظلّ استمرار التصعيد من دون تدخّل دولي فعّال، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكّن الدبلوماسية من احتواء هذا التصعيد، أم أنّ لبنان سيكون على وشك العودة إلى الحرب التي ستنعكس آثارها السلبية على استقرار المنطقة بأكملها؟

في هذا السّياق، يقول الخبير العسكري العميد خالد حمادة: “بعد المرّة الثانية لإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل سُجّل هذه المرة قصف إسرائيلي طال الضاحية الجنوبية لبيروت وهي المرة الأولى تُقصف بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ولا شكّ أنّه بعد الاستماع لكل المواقف الدولية التي أحاطت بهذا الخرق الكبير الذي حدث أمس، أعتقد أنّ هناك قرينةً كبيرةً تحوز على القناعة الدولية بأنّ لبنان لا يقوم بموجبات القرار المطلوبة منه في اتفاق وقف إطلاق النار”.

ويضيف لـ”هنا لبنان”: “كلّ الرّسائل الدولية تقول إنّه ليس هناك أي مخطط حكومي لبناني رسمي يحدّد متى تنهي الحكومة مهمّتها لتنفيذ مضمون القرار، وهناك تردّد كبير في لبنان لجهة إطلاق آلية معلنة تتبنّاها الحكومة وتُعرض على اللجنة الدولية لمتابعة وقف اتفاق اطلاق النار تضع إطارًا زمنيًا ومرحليًا لمسألة نزع سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية، وبالتالي ما يحصل في لبنان هو مرشّح للتكرار ربما بأشكالٍ أكثر عنفًا، إذا ما جمعنا المواقف الدولية مع التهديدات الإسرائيلية التي تستند إلى دعم أميركي”.

ويؤكّد حمادة أنّ “الموضوع يتّجه إلى سيناريوهات خطرة، وإذا لم يستجِب المسؤولون بما يُقابل التهديدات التي قد يتعرّض لها لبنان نحن ذاهبون إلى المزيد من العنف وربّما إلى تجدّد الحرب بأشكالٍ لا تقلّ عنفًا عمّا حصل سابقًا، فالقرار الأميركي واضحٌ بإقصاء ميليشيات إيران وبرفض وجود أي سلاح يرتبط بطهران في لبنان وغزّة واليمن”.

ويرى أنّ “إيران قد تكون هي من يدفع بهذه المجموعات التي تُطلق الصواريخ للقول إنّها لا تزال موجودة وإنّه لا يوجد مجال للاستقرار في إسرائيل إلّا إذا كانت إيران من ضمن المعادلة الشرق أوسطية وهذا الموقف إنْ كان صحيحًا يستجلب الكثير من العنف على لبنان، وبالتالي الكرة في ملعب الدولة اللبنانية التي عليها أن تُقدِّر هذه المخاطِر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us