تجّار الضاحية يشدّون رحالهم: توتّر وقلق من عودة الحرب


خاص 29 آذار, 2025

ما حدث اليوم في الضاحية قد يتكرّر لاحقًا مع أيّ عملية جديدة تحدث في الجنوب، سواء تبنّاها حزب الله أم لم يتبنَّها، حيث ستترتب عليها تداعيات خطيرة، وربما حدوث استهداف جديد للضاحية الجنوبية أو حتّى للعاصمة بيروت.

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

تشهد الضاحية الجنوبية حالةً من القلق والترقّب بين الأهالي، تشعلها التكهّنات حول احتمال نشوب حرب جديدة وخصوصًا لدى أصحاب المحلّات التجارية، الذين بدأوا اتخاذ احتياطاتهم. تأتي هذه المخاوف في ظلّ تصاعد التوتّرات في الجنوب التي تحمل في طيّاتها احتمالات اندلاع صراع جديد، إلى جانب عدم تسليم “حزب الله” سلاحه للدولة اللبنانية حتى السّاعة.

ففي خضمّ هذه الظروف المضطربة، يشعر أصحاب المصالح التجارية بالخوف والغموض حيال مستقبل أعمالهم ما دفعهم لاتخاذ خطوات لحماية استثماراتهم.

وقد لوحظ في الايام القليلة الماضية عمليات نقلٍ للبضائع من المحلات، فيما يسعى التجار إلى تخزينها في أماكن آمنة، مما يعكس مدى القلق الذي يسيْطر على الأجواء. لا تقتصرُ هذه الإجراءات على المحلات الصغيرة فحسب، بل تشمل أيضًا المتاجر الكبيرة التي تشعر بالتهديد من إمكانية تجدّد الأعمال القتالية.

وازدادت حدّة المخاوف أيضًا بعد التحذيرات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، والتي استهدف فيها مبنى في منطقة الحدت في الضاحية الجنوبية لبيروت، ردًّا على إطلاق صاروخيْن من لبنان نحو إسرائيل، في أوّل استهداف من نوعه منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين البلديْن.

هذا الاستهداف طال القطاع السياحي، حيث عبّر أصحاب الفنادق والمطاعم وشركات السفر عن قلقهم من التداعيات المحتملة لهذا التصعيد وعن انزعاجهم العميق من الوضع الحالي.

وكان نقيب مكاتب السفر والسياحة جان عبود قد اعلن أنّ “الحركة السياحيّة في الـ10 أيام الأخيرة عبْر مطار بيروت كانت جيدة والتعويل على عيد الفصح إلّا أن التطورات التي حصلت أمس شكّلت خوفًا وإحباطًا”.

وقال عبود: “نطلب من المعنيين تكثيف الاتصالات لأنّ الأعياد كانت واعدة بشكل كبيرة ولا يجوز أن يعود لبنان الى مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار، وموسم الصيف سيكون أيضًا واعدًا في حال ضمان استقرار البلاد”.

فهل تلوح سحب الحرب من جديد في أفق لبنان؟

المحلّل السياسي يوسف دياب يقول لـ “هنا لبنان”: “ما حدث اليوم يُعتبر أخطر تطوّر منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، حيث قامت إسرائيل باستهداف الضاحية الجنوبية، وقد وجّهت من خلال هذا الهجوم عدّة رسائل إلى الحكومة اللبنانية: أولًا، هي وجهت رسالة للحكومة اللبنانية، محمّلة إياها مسؤولية إطلاق الصواريخ، ومؤكّدة أنّ المسؤولية لا تقتصر فقط على حزب الله، بل تشمل أيضًا الحكومة التي لم تتمكّن من ضبط الأوضاع ونزع سلاح الحزب. ثانيًا، من خلال هذه الضربة وجّهت إسرائيل رسالة إلى الأصدقاء الإقليميين والدوليين للبنان، تشير فيها إلى أنّه لا يمكنهم ضمان الأمن في لبنان طالما أن سلاح حزب الله لم يُنزع من قبل الدولة”.

وأضاف دياب: “إسرائيل تسعى لإثبات أنّها الأهم في المواجهة، ولديها القدرة على تنفيذ عمليات اغتيال واستهدافات، حيث بإمكانها زرع الرّعب في لبنان، خصوصًا في بيئة حزب الله. وقد تجلى ذلك أمس في الضاحية الجنوبية، حيث تمّ توجيه تحذير للمواطنين اللبنانيين القريبين من المبنى المستهدف ما أثار الرعب فيهم”.

على الرَّغم من ذلك، لا يعتقد دياب أنّ حزب الله سيبادر إلى فتح مواجهة أو إطلاق صواريخ نحو إسرائيل في هذه المرحلة، لأنه يدرك أنّ ذلك سيكون بمثابة مغامرة انتحارية. يُحتمل أيضًا أنّ إسرائيل وإدارة ترامب تتربصان بحزب الله لتفقده الفرصة وتوقعه بالخطأ، حيث يعلمان جيدًا أنّ الضربات هذه المرّة ستكون قاسية وغير محدودة في حال ارتكب الحزب أي خطأ”.

ويعتبر دياب أن الوضع مقلق، ولكن لا يرقى إلى مستوى الخوف من حربٍ واسعة النطاق لأنّ حزب الله لا يرغب في المغامرة بدخول حرب جديدة، فهو يعلم أنه لو حصل ذلك فالتداعيات ستكون كارثيّة عليه وعلى بيئته وعلى لبنان ككلّ. ما حدث اليوم في الضاحية قد يتكرّر لاحقًا مع أيّ عملية جديدة تحدث في الجنوب، سواء تبنّاها حزب الله أم لم يتبنّها، حيث ستترتب عليها تداعيات خطيرة، وربما حدوث استهداف جديد للضاحية الجنوبية أو حتّى للعاصمة بيروت”.

من جهة أخرى، تُشير الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرنوت” إلى خبرٍ مهمٍ يتطلب التوقّف عنده، حيث ذكرت أنّ ترامب طلب من نتنياهو تجنّب استهداف مطار بيروت والمرفأ وشركة الكهرباء في الردّ الإسرائيلي، ما يعني أنه قد يكون هناك تفويض أو ضوء أخضر أميركي لإسرائيل للردّ بشكل موسع على لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us