أورتاغوس في زيارة نارية مرتقبة لبيروت… سحب سلاح “الحزب” أو عودة الحرب؟!

لا تحوي جعبة أورتاغوس الضغوط الأميركية فقط، بل أخرى مماثلة من المجتمع الدولي، الذي يصرّ على ضرورة التسريع بسحب سلاح “الحزب”، وتنفيذ القرار 1701 ومندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وإلا سيتم تلزيم مهمة مصادرة السلاح إلى إسرائيل، وهذا يعني عودة الحرب الشرسة من جديد وبصورة غير مسبوقة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
يردّد بعض السياسيين المعارضين لحزب الله في مجالسهم الخاصة، بأن لا أحد يفهم على الحزب سوى نائبة الموفد الاميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، فهي ومع كل زيارة لها إلى لبنان تقلب الوضع السياسي رأساً على عقب، وتشعل الحزب الأصفر وبيئته ومناصريه، إذ لا مكان لديها للديبلوماسية في مقاربة ملف سلاحه، وهذا هو المطلوب لأنّ الوقت طال جداً، ما يضع الدولة اللبنانية أمام امتحان يصعب عليها أن تخرج منه منتصرة.
هذا الامتحان سيطرح عدداً من الأسئلة مع أجوبة واضحة وصريحة ونهائية، تصبّ في خانة تنفيذ بنود القرارات الدولية، وتثبيت اتفاقية وقف إطلاق النار، بهدف إنهاء الأزمة المستعصية في لبنان وسيطرة الدولة على كامل أراضيها.
إلى ذلك سبق للمسؤولة الأميركية أن زارت لبنان مرتين مع لهجة قاسية ونارية، ونقلت مواقف بلادها بضرورة حصر السلاح فقط بيد الدولة، أي المطلب الذي يلخّص كل المطالب الأخرى، لأنه الأبرز والأهم والضامن لعودة الدولة، وإزالة الدويلة المتحكّمة بالبلد منذ عقود. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تزور أورتاغوس بيروت هذا الأسبوع بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، وفي الجعبة ثلاثة عناوين هامة بلهجة أميركية صارمة، لحل النزاع بين لبنان وإسرائيل، في طليعتها إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، وانسحابها من المناطق التي لا تزال تحتلها، إضافة إلى ترسيم الحدود بين البلدين، استناداً إلى اتفاقية الهدنة الموقعة بينهما في العام 1949.
هذا التحرّك الأميركي يهدف إلى نيل موافقة الطرفين، للمضيّ في المفاوضات حول الترسيم البرّي للحدود الجنوبية، وأفيد وفق المعلومات بأنّ الضغوط الأميركية على لبنان ستتخذ موقفاً تصاعدياً هذه المرّة، فيما لبنان الرسمي يشدّد على ضرورة انسحاب الإسرائيليين من النقاط الخمس في الجنوب وتثبيت إطلاق النار قبل البدء بأي تفاوض.
في السياق، لا تحوي جعبة أورتاغوس الضغوط الأميركية فقط، بل أخرى مماثلة من المجتمع الدولي، الذي يصرّ على ضرورة التسريع بسحب سلاح حزب الله، وتنفيذ القرار 1701 ومندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وإلا سيتم تلزيم مهمة مصادرة السلاح إلى إسرائيل، وهذا يعني عودة الحرب الشرسة من جديد وبصورة غير مسبوقة، الأمر الذي يهدّد كل لبنان من خلال ضرب المرافق العامة، التي سبق أن توعّد بها عدد من المسؤولين الإسرائيليين.
هذه الصورة العسكرية الخطرة سبقها لوم كبير من قبل المسؤولة الأميركية، التي حمّلت الدولة اللبنانية مسؤولية خرق وقف النار، من خلال عدم منع إطلاق الصواريخ من الجنوب، ما قد يفتح الباب أيضاً وفق الأميركيين لخطوة ديبلوماسية سياسية لبدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، في حين أنّ الثنائي الشيعي يقف بالمرصاد بسبب رفضه أي تفاوض خارج الإطار العسكري، إضافة إلى موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الرافض لأي تفاوض مباشر يؤدي إلى التطبيع وما يتبعه.
كل هذا يجعل الأنظار تتجه بقوة إلى زيارة أورتاغوس التي ستبدؤها في إسرائيل ومن ثم بيروت، إلا إذا طرأت ظروف خطرة، مع إشارة مصدر نيابي لـ” هنا لبنان” نقلاً عن ديبلوماسي عربي بارز، إلى أنّ زيارة المسؤولة الأميركية مغايرة هذه المرّة، بما معناه أنها ستكون صاخبة وصارخة أكثر من اللزوم، لأنها تملك كل الأوراق الضاغظة، مع ضوء أخضر بالتهديد بعودة الحرب والغارات بشكل أعنف بكثير مما شهده لبنان في الأشهر الماضية، لأنّ الكيل الأميركي طفح كليًّا من الحزب المُصادر للدولة، مع تأكيد المصدر بأنّ قرار السلام في المنطقة قد اتُّخذ وبصورة نهائية لا عودة عنها، لذا على الدولة اللبنانية أن تضرب بيد من حديد، وأن تمنع إطلاق الصواريخ من الجنوب، في حين أنّ الكل يعلم بأن لا أحد يتجرأ على القيام بهذه المهمة من دون إذن حزب الله، مما يعني أنّ المواقف الأميركية المرتقبة ستشكل إحراجاً كبيراً للدولة، والمطلوب إثبات جدارتها وتنفيذ ما وافقت عليه، وإلا ستتوالى الرسائل الإسرائيلية على غرار ما جرى يوم الجمعة الماضي، مع قصف الضاحية الجنوبية التي ستكون المحطة الأولى للقصف العنيف والغارات المرتقبة وفق معلومات أمنية، وهذا ما ستلفت إليه أورتاغوس خلال لقائها كبار المسؤولين اللبنانيين، لأن لا حل إلّا بتطويق الحزب من كل الاتجاهات، وهنا الكلمة والحسم للدولة…