صواريخ يتيمة تستهدف مباني الضاحية


خاص 1 نيسان, 2025

من الطبيعي أن يتنكر “الحزب” ويغسل يديه من عملية إطلاق الصواريخ، لكن من غير المنطقي ولا الطبيعي عدم مساعدة الدولة اللبنانية على كشف كامل هوية من خطط ومن نفذ العملية، ولمصلحة من؟ أي من هي الجهة التي تقف خلف هؤلاء المتسببين بردٍ عنيف أعاد إلى الأذهان مشهد الحرب التي أوقفها اتفاق كبير برعاية الولايات المتحدة الأميركية

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

ما إن تم إطلاق الصواريخ “اليتيمة” من قعقعية الجسر في جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، حتى عاد الضابط الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى لغة الانذارات التي تسبق الاستهدافات الدقيقة. وفي استنتاج بسيط صارت المعادلة على الشكل التالي: “كل صاروخ ينطلق صوب إسرائيل يأخذ معه بناية من لبنان”..

من الطبيعي أن يتنكر “حزب الله” ويغسل يديه من عملية إطلاق الصواريخ، لكن من غير المنطقي ولا الطبيعي عدم مساعدة الدولة اللبنانية على كشف كامل هوية من خطط ومن نفذ العملية، ولمصلحة من؟ أي من هي الجهة التي تقف خلف هؤلاء المتسببين بردٍ عنيف، دمّر عشرات الشقق السكنية وأصاب منطقة الحدث وجوارها، وزرع الهلع في قلوب أبناء الضاحية وأعاد إلى الأذهان مشهد الحرب التي أوقفها اتفاق كبير برعاية الولايات المتحدة الأميركية.

من غير الطبيعي أن يكون رئيس جمهورية لبنان في زيارة رسمية إلى فرنسا، وتأتيه الأخبار السيئة العاجلة من لبنان، فيغير في وجهة خطابه ويتجه صوب اتصالات كثيفة تقي لبنان شرّ الاستهدافات الموجعة، التي فرملت عجلة اقتصادية هجينة بالكاد تحركت في فترة الأعياد المجيدة.. ولولا تلك الاتصالات لكان الوضع أخطر بكثير.

من واجب “حزب الله” المسيطر على كل شيء في الجنوب، إرشاد الدولة والوقوف إلى جانبها في مواجهة أي فصيل فلسطيني أو غير فلسطيني يعطي لنفسه الحق في تعكير السلم الأهلي، ومن واجبه أيضًا كبح جماح الأجنحة الحزبية التي تحاول فرض أمر واقع مختلف غير منسجم مع اتفاق وقف إطلاق النار.

من واجب “حزب الله” الإسراع في تسليم سلاحه للدولة اللبنانية وعدم ترك القوى الأمنية تكتشف مستودعاً ويغيب عن نظرها مستودعات، يستهدفها الإسرائيلي عاجلًا أم آجلًا.
على “حزب الله” أن يُصدِّق أنّ دور سلاحه انتهى إلى غير عودة، وأنّ سلاحه الوحيد هو انخراطه في عملية بناء الدولة مثله مثل باقي الأحزاب، تحت سقف الدستور والمؤسسات، وخير دليل على ذلك، تصويت الوزراء الشيعة وعدم عرقلتهم عملية تعيين حاكم مصرف لبنان كريم سعيد.

على “حزب الله” أن يخفف عنترياته الكلامية وبهورات نوابه واعتدادهم الزائف بقوة لم تعد موجودة، وهي بوجودها كانت مصدر قلق لجميع اللبنانيين، وتحولت إلى نقمة استجلبت لشعبها الويلات.

على “حزب الله” أن يعترف بهزيمته، ويُسلِّم بحق الدولة في احتكار حمل السلاح، وحق رجالاتها بالتباهي بأنّ لبنان بدأ يستعيد عافيته انطلاقًا من بسطه سيادة الدولة على كامل أراضيها لمواكبة الزخم الدولي المساعد للبنان، وملاقاة الرغبة العربية والخليجية (السعودية تحديدًا) في الوقوف إلى جانب لبنان شرط وقوف الدولة السيدة الحرة المستقلة، والدولة فقط.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us