صمت المبعوثة الأميركية وزيارة نتنياهو: هدوء ما قبل العاصفة

ضريبة عدم تنفيذ اتفاق وقف النار سوف تكون في عودة الحرب، وعودة الحرب معناها العملي ضحايا جدد، والمزيد من الدمار والنزوح من جديد والدمار الاقتصادي فوْق الدمار، وضربة للعهد في بدايته، وضربًا لكلّ أحلام اللبنانيين.
كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:
ما إنْ غادرت نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس القصر الجمهوري، حتى بدأت التحليلات حول الهدوء الذي رافق زيارتها وعدم إطلاقها مواقف وتصريحات ناريّة كما حصل في زيارتها السابقة.
زيارة أورتاغوس إلى لبنان أتَت قبل ساعات من زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي الزيارة التي أتَت تحت عنوان السعي إلى “تخفيض الضرائب”، فيما يدرك الجميع أنّ المحادثات عن خفْض الضرائب ستأخذ مساحةً صغيرةً من نقاشٍ طويلٍ يبدأ باستكمال الحرب في غزّة ووجهة انتقال أهلها (سوريا على الأرجح)، مرورًا بنشاط إسرائيل المستمرّ في استهداف عناصر “حزب الله” في لبنان، وصولًا إلى الحديث الأدسم: “ضرب إيران” تحت عنوان إمكانية التفاوض معها.
فالكلّ يعلم أنّ فرصة الهجوم على إيران وضرب “مفاعلها النووي” وإسقاط نظامها بالضربة القاضية ربّما، لا يتوفّر بين ليلةٍ وضحاها، ولن تكون الفرصة سانحة أكثر من هذا التوقيت، بعد ضرب الوكلاء في غزّة ولبنان وسوريا واليمن، وبعد اغتيال يحيى السّنوار ومحمد الضيف وصالح العاروري واسماعيل هنيّة وابراهيم رئيسي وحسن نصر الله وهاشم صفي الدين والمئات من الكوادر الأساسيين في “حركتَيْ حماس وحزب الله” وبعد موقعة “البيجر” التي برهنت على التفوّق الاسرائيلي وبيّنت عمق اختراقه وتغلغله داخل البيت الإيراني.
بالعودة إلى لبنان، قالت مورغان أورتاغوس في كلامٍ بالغ الهدوء إنّها على توافقٍ تامّ مع رئيس جمهورية لبنان العماد جوزاف عون حول ضرورة تطبيق الاتفاق، كون الرئيس عون ورئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء يعلمون و”حزب الله” أيضًا يعلم وأكثر من غيره، أنّ ضريبة عدم تنفيذ الاتفاق سوف تكون في عودة الحرب، وعودة الحرب معناها العملي ضحايا جدد، والمزيد من الدمار والنزوح من جديد والدمار الاقتصادي فوْق الدمار، وضربة للعهد في بدايته، وضربًا لكلّ أحلام اللبنانيين التي تكوّنت وتكوْكبت حول خطاب القَسَم والبيان الوزاري والتعيينات الأمنية وتعيين حاكم مصرف لبنان وعودة الحياة شبه الطبيعية بعد عودة الرّوح إلى شرايين المؤسّسات الدستورية.
لبنان لا يريد الحرب، لبنان يريد السلام والهدوء والرّخاء والبحبوحة وإعادة الإعمار وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها… لبنان يريد حصر السّلاح بِيَدِ الجيش اللبناني وعدم وجود أي احتلال ولو لشبرٍ واحدٍ من أرضه… لبنان يريد عودة النّازحين السوريين إلى وطنهم الأم، الذي يحتاج سواعدهم لإعماره بعد سقوط نظام الطاغية وهروب بشار الأسد إلى روسيا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() صواريخ يتيمة تستهدف مباني الضاحية | ![]() وزير الداخلية يحسم الجدل… الانتخابات قائمة وهذه أبرز التحدّيات! | ![]() نقاط رئاسية على الحدود اللبنانية – السورية المشتعلة |