“الريغارات المفتوحة”… فخاخ قاتلة على الطرقات


خاص 9 نيسان, 2025

الريغارات المفتوحة أصبحت من المشكلات المزمنة في لبنان، وهي مرتبطة بسوء البنى التحتية في البلاد بشكل عام، وهي تفاقمت بشكل كبير بعد عام 2019، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي حدّت من الموارد المالية المُتاحة لكلّ من وزارة الطاقة والمياه، والبلديات، ووزارة الأشغال.

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

في بلدٍ يتوق للنّهوض من أزماته المتعدّدة، تشكّل “الريغارات” المفتوحة واحدةً من أبرز مظاهر الإهمال التي تهدّد حياة اللبنانيين يوميًا. هذه الفتحات التي تنتشر كالفخاخ على طرقات المدن والبلدات باتت كابوسًا حقيقيًا للسّائقين والمارّة، وحصادها ثقيل: إصابات، أضرار مادية جسيمة، بل وحتى وفيّات.

فعلى الرَّغم من النّداءات المتكرّرة، لا تزال هذه الظاهرة تتمدّد بلا رادع، وسط غياب أيّ إجراءات حازمة من قبل الجهات المعنية. الطرقات اللبنانية تحوّلت إلى مصائد مكشوفة، تحمل في عمقها دليلًا صارخًا على التّراخي واللّامبالاة الرسمية.

الأضرار لم تتوقّف عند حدود الإنسان والمركبات، بل تعدّتها لتطال الحيوانات أيضًا. ففي مدينة صيدا، وتحديدًا على الكورنيش البحري، شهد المواطنون حادثةً مؤلمةً لسقوط حصان في إحدى هذه الفتحات، ما دفع الأهالي للتدخّل يدويًا وإنقاذه بعد معاناة.

السلامة العامة باتت رهينة التقصير المزمن. فمن يتحمّل مسؤولية هذا الإهمال الفاضح؟ ومن يحاسِب؟ ومن يحمي اللبنانيين من الطرقات التي كان من المفترض أن توصلَهم بأمانٍ إلى وجهاتهم لا أن تقودَهم إلى المستشفيات أو أسوأ؟

السّكوت عن هذه الظاهرة جريمة، ومعالجتُها لم تعدْ تحتمل التأجيل. فإلى متى سيبقى المواطن اللبناني يدفع ثمن غياب أبسط مقوّمات البنى التحتية؟ وأي مستقبل يمكن بناؤه على طرقات محفورة بالإهمال؟
في ظلّ تزايد حوادث السّير في لبنان، يحذّر مؤسس جمعية “اليازا” د. زياد عقل من خطر الريغارات المفتوحة، ولا سيما بعد انتشار ظاهرة سرقة أغطيتها، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين وسلامتهم.

ويشير عقل، في حديث لـ “هنا لبنان”، إلى أن “غياب دور الدولة الكامل في صيانة الطرقات ومراقبتها ساهم في تفاقم هذه الظاهرة، التي تسببت بوقوع عددٍ من حوادث السير المؤسفة، وأدت إلى وفيّات وإصابات بين المواطنين”.

ويلفت إلى أنّ “جمعية “إليازا”، بالتعاون مع بعض الجهات المعنية، تعمل على تركيب أغطية ريغارات بلاستيكية كحل موقت، لكنّه شدّد على أن الوقت قد حان لتتحمّل وزارة الأشغال مسؤولياتها وتجد حلًا جذريًا لهذه الكارثة المتنقّلة”.
كما يطالب عقل “القضاء باتخاذ إجراءات صارمة بحق من يسرقون الممتلكات العامة، معتبرًا أن ما يقومون به هو جريمة مزدوجة: اعتداء على الملك العام وتعريض مباشر لسلامة المواطنين للخطر”.
ويختم عقل “بالدعوة إلى تحرّك سريع من الجهات الرسمية لوضع حدٍّ لهذه المشكلة المزمنة، حفاظًا على الأرواح وتفادي المزيد من الحوادث”.
من جهته، يؤكّد رئيس المرصد اللبناني للسلامة المرورية لدى “جوستيسيا” ميشال مطران أنّ “الريغارات المفتوحة أصبحت من المشكلات المزمنة في لبنان، وهي مرتبطة بسوء البنى التحتية في البلاد بشكل عام، موضحًا أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير بعد عام 2019، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي حدّت من الموارد المالية المُتاحة لكلّ من وزارة الطاقة والمياه، والبلديات، ووزارة الأشغال”.
ويشير إلى أنّ “تردّي الأوضاع المعيشية والقدرة الاقتصادية الضعيفة لدى المواطنين دفعت البعض إلى سرقة أغطية الريغارات وبيعها كخردة حديدية، ما تسبّب بتفاقم خطرها على السلامة العامة، لا سيما على الطرقات السريعة حيث قد يؤدّي سقوط سيارة في ريغار مفتوح إلى انفجار أحد إطاراتها وبالتالي انقلابها أو تدهورها”.
كما يلفت مطران إلى أن “أكثر من 30% من حوادث السير في لبنان تعود أسبابها إلى اهتراء البنى التحتيّة، من طرقات متضرّرة، وريغارات مفتوحة، وغياب الإشارات المرورية وغيرها، محذّرًا من أنّ هذه النسبة مرشّحة للارتفاع مع استمرار التدهور الاقتصادي وتأخّر عملية الإصلاح”.
ويأمل مطران أن “تتمكّن السلطات المحلية من التحرك سريعًا لوضع حدٍّ لهذه الآفة الخطيرة، داعيًا إلى تدخّل عاجل لمعالجة هذه المشكلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us